«ما بغت»، هذا لسان لاعبي منتخبنا الوطني لكرة اليد بعدما قررت أخيرا وبعد طول انتظار، اللجنة الأولمبية صرف مكافأة لهم تقديرا للمستوى المشرف الذي قدموه في مشاركتهم المشرفة في بطولة كأس العالم بالسويد، عادوا من خلاله يوم أمس محملين بإنجاز وطني وتاريخي جعلوا من خلاله كل مواطن يدخل في دوامة من الفرح الطويل، إذا ما عرفنا أنّ الإنجاز جاء بأيدٍ لم تلقَ الدعم في الأساس وكانت الهمّة والعزيمة التي بدا عليها اللاعبون هي الأساس في هذا الإنجاز الكبير، على رغم يقينهم وتيقننا أيضا بأن هذا التكريم حق مكتسب لهم قبل وأثناء البطولة، فخيرا أن تأتي، أفضل من أن لا تأتي.
عاد لاعبو منتخب اليد وهو ينتظرون أفضل تكريم لهم لرفعهم اسم البلد عاليا في أحد أكبر المحافل العالمية على مستوى الألعاب الجماعية، وهم يعلمون أن هذا الإنجاز لو تحقق لدى أحد المنتخبات الشقيقة لكانت هناك ردة فعل إيجابية تجاه هذا الإنجاز العالمي.
ما ينتظره هؤلاء اللاعبون وغيرهم ممن يعودون للبلد محملين بالإنجازات والميداليات الملونة ومن دون فلسفة، أن تعمل الدولة على توفير الوظيفة الكريمة لهم، والتي تقيهم حر الدنيا وفقرها، من جانب، وتساعدهم على تقديم أفضل ما لديهم في مختلف مشاركاتهم باسم البلاد، فلا يجب أن يمر هذا الإنجاز التاريخي مرور الكرام من دون ثواب، وبالتالي ضرورة التكريم السريع كما يحدث مع منتخب كرة القدم الذي لم يجلب على رغم الدعم اللامحدود له أية بطولة أو إنجاز، فكيف بهؤلاء الذين اعتادوا على البطولات، ولم يكن ذلك أول الإنجازات، لكن كل هذه البطولات لن تكون ذات قيمة، إذ ما تأخر التكريم عن وقته المفترض، وهو المتوقع كما هي عادة مسئولينا في هذا البلد، الذين ينتظرون مرور شهور وسنوات من أجل تكريم هذه المنتخبات التي وكأنها تحقق الإنجازات باسم المريخ، وليس البحرين، بعكس منتخب كرة القدم الذي يلعب للبحرين.
أتذكر ذات مرة أنني كتبت عن أحد لاعبي منتخباتنا الوطنية الذي طلب تغيير لعبته المفضلة والانتقال لمزاولة لعبة كرة القدم فقط من أجل تحقيق غاية طال أمدها، تفاجأ المسئولون وهم يرون إلحاح هذا اللاعب ورغبته في ممارسة لعبة كرة القدم، وبعد سؤاله عن فحوى ذلك، كانت الإجابة: «الحصول على وظيفة تقيه حر الدنيا وفقرها»، وهو يرى جميع لاعبي منتخب الكرة وقد عملت أكبر الجهات الرياضية والحكومية على توفير وظائف لمن لا يعمل، قبل خوضهم غمار الملحق الأخير لنهائيات كأس العالم 2010، من دون أن يحققوا الهدف المنشود بالتأهل للمونديال العالمي أو يحققوا إنجازا أياً كان ولو لمرة واحدة، في مقابل تحقيقه هو الإنجاز تلو الإنجاز وبقائه يصارع من دون وظيفة».
هذا الموقف يؤكد لنا أن اللاعبين في شتى المنتخبات الوطنية يعانون الكثير، وأنهم بحاجة ماسة إلى أن تتدخل الدولة لمساعدتهم، لا أن تضعهم في خندق لا يعرفون الخروج منه وهي تطالبهم بأن يساهموا في رقي منتخباتها، فمن غير المعقول أن يقوم اللاعب بمساعدة الدولة على تحقيق البطولات من دون أن تقوم هي بمنحه حقه في الحصول على وظيفة كريمة، في ظل الحياة الصعبة التي يعيشها المواطن البحريني أصلا.
المشكلة ليست وليدة الصدفة، ومعناها أن تدخل الحكومة وهي قادرة بالتأكيد على فرض قانون معين يساعد اللاعب هو الحل الأمثل، كما هو الحاصل مع اللاعبين المستوردين من الخارج وقد أعطيت لهم الجنسية البحرينية ليلعبوا براحة نظير الوظيفة الكريمة التي تحصلوا عليها، هذا إذا كانوا يعملون في الحقيقة لأن غالبيتهم وعلى ما يبدو لا يعيشون في البحرين، ويسافرون للعب باسم البحرين فقط من دون خوف قطع الرواتب المكتوبة والرزق الذي هو أهم شيء في هذه الحياة.
أكبر تكريم لهذه المنتخبات ولاعبيها الذين يحققون الإنجازات هو توفير الوظيفة الكريمة لهم، وليس بصعب على القيادة الرياضية والسياسية التي نشرت خبر توظيف كل لاعبي منتخب كرة القدم أن تعيد ذلك مع أبطال حققوا الإنجازات ورفعوا اسم البحرين عاليا وهم ينتظرون التكريم نظير ذلك.
أمثلة كثيرة تضج بها رياضتنا لأبطالنا الذين يعانون من غياب الوظيفة عنهم، وهم يناشدون المعنيين للتدخل لحل هذه المشكلة، وقد حان الوقت الآن للقيام بهذه الخطوة المشجعة بإيجاد الوظائف للعاطلين عن العمل، ليس فقط لمنتخب اليد العالمي صاحب الأولوية بالطبع بحسب إنجاز لاعبيه، وإنما جميع الألعاب التي يعاني لاعبوها من هذه المشكلة، وبالتالي رفع المعاناة عنهم وسيكون ذلك خير تكريم لهم لن ينسوه أبداً طوال حياتهم، وكما قلنا فإن هناك العديد من الأمثلة التي يمكننا أن نتطرق إليها في أسبوع آخر، كلها تتمنى أن تحظى بهذا التكريم.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3064 - الثلثاء 25 يناير 2011م الموافق 21 صفر 1432هـ
خوش... خوش
تسلم على هالكلام
ونتمنى المزيد...