العدد 3063 - الإثنين 24 يناير 2011م الموافق 19 صفر 1432هـ

وسط تواصل الاحتجاجات... الجيش التونسي يتعهد بحماية «الثورة»

تواصل التظاهرات للأسبوع الثاني على التوالي بالقرب من مقر الحكومة في العاصمة التونسية       (رويترز، أ.ف.ب)
تواصل التظاهرات للأسبوع الثاني على التوالي بالقرب من مقر الحكومة في العاصمة التونسية (رويترز، أ.ف.ب)

شهدت العاصمة التونسية أمس الاثنين (24 يناير/ كانون الثاني 2011) اشتباكات جديدة بين رجال الشرطة والمعارضين للحكومة الانتقالية الجديدة في البلاد. وأطلق رجال الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفرقة المحتجين الذين أخذوا يرشقونهم بالحجارة ويحاولون منع الدخول إلى مكتب رئيس الوزراء التونسي، محمد الغنوشي.

من جانبه، قال رئيس أركان جيش البر والأعلى رتبة في الجيش التونسي، الجنرال رشيد عمار أمس لمتظاهرين أمام مقر الحكومة بالعاصمة إن الجيش هو «حامي العباد والبلاد والثورة» التونسية. وأضاف مخاطباً المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة الحكومة المؤقتة «لا تضيعوا هذه الثورة المجيدة، أنا صادق وكل القوات المسلحة صادقة لكي تصل بالسفينة إلى شاطئ السلام».

على صعيد آخر، ذكر تقرير إخباري أن أول جزائري حاول الانتحار حرقاً على طريقة التونسي محمد البوعزيزي توفي أمس متأثراً بجروحه، كما شيع موريتاني توفي في المغرب بعد أن أحرق نفسه بحضور عدد من قادة المعارضة.


وزير الخارجية يستقبل فيلتمان في تونس ويعلن خشيته من تدخل «القاعدة»

مواجهات بين الشرطة التونسية ومتظاهرين قرب مقر الحكومة

تونس- أ ف ب، د ب أ، رويترز

دارت مواجهات أمس الإثنين (24 يناير/ كانون الثاني 2011) قرب مقر الحكومة في العاصمة التونسية بين متظاهرين رموا حجارة وقوارير بلاستيكية على عناصر شرطة مكافحة الشغب الذين ردوا بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، كما افاد مراسلو وكالة «فرانس برس».ووقعت المواجهات حين كانت شرطة مكافحة الشغب تحاول إخراج موظفين من مقر الحكومة.

هذا وقد أعلن وزير التربية والمتحدث باسم الحكومة التونسية، الطيب البكوش أمس عن تعديل وزاري وشيك «ربما بين اليوم والغد»، دون الإشارة إلى رحيل كافة رموز حكومة بن علي كما يطلب الشارع التونسي.

وهرع عشرات من المتظاهرين الذين قضى مئات منهم الليل أمام مقر الحكومة رغم حظر التجول، نحو الموظفين الخارجين، فأطلقت الشرطة بعض قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يلقون عليهم حجارة وقوارير من البلاستيك.

ولم يستمر الحادث طويلا غير أن التوتر يبقى شديدا في ساحة الحكومة بالقصبة بالعاصمة حيث يحاور عسكريون المتظاهرين لتهدئة الوضع. ويتولى جنود حراسة أبواب مقر الحكومة بالقصبة وتم إغلاق المنافذ إلى القصبة ووضعت أسلاك شائكة وتم نشر إعداد من قوات الأمن والجيش.

وبدأ مئات الأشخاص القادمين أساساً من منطقة سيدي بوزيد من حيث انطلقت «ثورة الياسمين» وانضمت اليهم مجموعات مجموعات من سكان العاصمة، منذ الصباح الباكر الهتاف، داعين لإسقاط الحكومة. وحاصر آلاف التونسيين الأحد مقر الحكومة للمطالبة باستقالة الحكومة المؤقتة التي شكلت قبل أسبوع، وذلك بسبب وجود العديد من أعضاء حكومة بن علي فيها. وتلقى المتظاهرون في العاصمة دعما بالغ الرمزية من شباب أرياف الوسط الغربي حيث قتل العديد من المتظاهرين برصاص قوات الأمن خلال الانتفاضة الشعبية.وتحدى المئات حظر التجول، وناموا في ساحة الحكومة بالقصبة بوسط العاصمة في أكياس معدة للنوم وتولى سكان بالجوار إمدادهم بالطعام والشراب تحت رقابة الجيش.

من جهة أخرى ذكرت صحيفة لو فيجارو الفرنسية أن وزير الخارجية التونسي كمال مرجان يخشى أن تدخل بلاده في فوضى حيث تتواصل الاحتجاجات التي تحاصر الحكومة الانتقالية التي عمرها أسبوع واحد.

وفي مقابلة مع «الفيجارو»، قال مرجان الذي عمل وزيراً للدفاع والخارجية في ظل حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي إنه يأمل في أن تطرح ثورة الياسمين التي أطاحت ببن علي «ثمارا».

ومرجان (62 عاماً) هو أحد عشرة وزراء من حكومة بن علي الذين احتفظوا بمناصبهم في حكومة الوحدة المعينة في الفترة الانتقالية في تونس. وقد أثار تعيينهم احتجاجات واسعة النطاق. وقال مرجان إنه يرى أن عمله هو «مساعدة بلادي في تلك الفترة الدقيقة». وأضاف «ان الشعارات جميلة ولكن علينا أن نعود للعمل والتجهيز للانتخابات واستئناف النشاط الاقتصادي بأسرع ما يمكن». وقال «خوفي الوحيد هو أن تدخل البلاد في فوضى» مثيراً احتمال أن «عناصر ارهابية مثل القاعدة» قد تحاول استغلال مناخ عدم الاستقرار في تونس.

وكان مرجان وعدة وزراء آخرين قد استقالوا الأسبوع الماضي من حزب التجمع الديمقراطي الدستوري الحاكم السابق لتهدئه منتقديهم. ولكن الوزير قال بأنه سيشعر دائما بارتباطه بحزب الاستقلال عن فرنسا. وقال «إننا نخصص قدراً كبيرا من التفكير في مستقبل الحزب وكيفية تطويره في إطار ديمقراطي جديد». ونفى مرجان أيضا أي مشاركة له في الإطاحة ببن علي. وقال «لم أكن أتوقع ذلك بالمرة». إلا أنه أشار إلى أن الجيش الذي يتمتع بتأييد واسع في تونس كان له دور قام به. وقال إن رئيس أركان الجيش رشيد عمار «كان يتابع عن قرب كل ما يحدث في البلاد».

من جهة أخرى، تباحث مرجان مساء أمس (الاثنين) مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، جيفري فيلتمان الذي وصل إلى تونس لإجراء محادثات مع الحكومة الوقتية تتناول «الإصلاحات الديمقراطية والانتخابات» في تونس، بحسب الخارجية الأميركية.

وقالت وكالة الانباء الحكومية التونسية إن فيلتمان أكد «العزم المتجدد للولايات المتحدة في تأييد نضالات الشعب التونسي من أجل حرية التعبير والصحافة وتكريس حقوق الإنسان».

واضافت أن المسئول الاميركي وهو أرفع دبلوماسي أميركي لمنطقة الشرق الاوسط «حيا ثورة الشعب التونسي».


إضراب مدرسي التعليم الابتدائي «يسير بشكل جيد»

قال عضو النقابة العامة للتعليم الابتدائي نبيل هواشي إن الإضراب المفتوح الذي دعت إليه النقابة أمس الاثنين (24 يناير/ كانون الثاني 2011) في اليوم المقرر لاستئناف الدراسة، «يسير بشكل جيد» في عدد من المناطق التونسية.

وأوضح الهواشي لوكالة «فرانس برس»: «إن الإضراب يسير بشكل جيد على ما يبدو رغم انه ليست لدينا حتى الآن صورة كاملة عن جميع الجهات، بيد انه بلغنا أن الإضراب ناجح في ولايات مدنين وتطاوين (جنوب شرق) والمهدية (وسط شرق) والقصرين (وسط غرب)».

وتعد العودة إلى الدراسة المقررة بشكل تدريجي هذا الأسبوع، اختباراً مهماً للحكومة المؤقتة التي تسعى إلى إعادة البلاد إلى السير الطبيعي.

وندد الهواشي بـ»محاولات الوزارة إرباك الإضراب بالادعاء انه إضراب سياسي وإثارة الأولياء على المدرسين»، مضيفاً أن «هذا اعتداء على الحق النقابي».

وتابع «نحن ليست لدينا مشكلة مع الحكومة برمتها بل مع رموز النظام البائد، ونحن نتماهى مع مطالب شعبنا، وان الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) لا يمكن أن يتخلى عن الشعب في سعيه لدك ما تبقى من النظام البائد» للرئيس السابق زين العابدين بن علي.

واضرب معلمو مدرسة في وسط العاصمة. وكان عدد الأولياء كبيراً في مدرسة شارع مرسيليا وبعد التحاور مع المدرسين اختار الأولياء العودة بأطفالهم إلى المنزل.

وفي المروج بالضاحية الجنوبية للعاصمة أصر بعض الأولياء لدى المدرسين على تدريس أبنائهم منددين بما اعتبروه «إضراباً سياسياً» وذلك قبل إعادة أطفالهم إلى البيت.

وتكرر السيناريو في بنعروس ومقرين بالضاحية الجنوبية للعاصمة.


كندا: أفراد عائلة بن علي وصلوا إلى مونتريال ولديهم إقامة دائمة

أوضح وزير الهجرة الكندي جايسون كيني أمس الأول الأحد (23 يناير/ كانون الثاني 2011) أن الأفراد في عائلة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي الذين وصلوا في الأيام الماضية إلى مونتريال وقد حصلوا على إقامة دائمة في كندا ما يمنحهم الامتيازات نفسها تقريبا للمواطنين الكنديين.

وقال كيني على هامش تجمع في اوتاوا نظمه الحزب المحافظ لرئيس الوزراء ستيفن هاربر إن بعض أفراد عائلة بن علي الذي أطاحت به ثورة شعبية «مقيمون دائمون» وبالتالي «لهم الحق في أن يكونوا في كندا».

إلا أن مصدراً حكومياً ابلغ إذاعة كندا ان اوتاوا لا تنوي استضافة أقرباء آخرين للزعيم التونسي المخلوع الذي حكم تونس لثلاثة وعشرين عاماً. وقد قامت السلطات الكندية لهذه الغاية برفع مستوى مراقبتها لشركات الطيران؛ خشية دخول وجهاء آخرين في عائلة بن علي إلى البلاد.

وكانت وزارة كيني قالت يوم السبت الماضي: «بن علي والأعضاء الذين تمت الإطاحة بهم من النظام التونسي السابق وأقربائهم غير مرحب بهم في كندا».

ومنذ إعلان صحيفة «لوجورنال دو كيبيك» وصول احد أشقاء زوجة بن علي برفقة زوجته وولديهما ومدبرة منزلهما، يسود شعور بالاستياء لدى الكنديين الذين لا يتفهمون سماح بلادهم لأعضاء في النظام المخلوع باللجوء إلى كندا.


وصفها البعض بأنها «يوم غضب»

الحكومة المصرية تحذر نشطاء من التظاهر اليوم

حذرت الحكومة المصرية أمس الاثنين (24 يناير/ كانون الثاني) نشطاء معارضين يأملون في تقليد الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في تونس بأنهم سيواجهون الاعتقال إذا مضوا قدماً اليوم (الثلثاء) في تنظيم احتجاجات كبيرة وصفها البعض بأنها «يوم غضب».

ووضعت دعاية كبيرة للاحتجاجات على الإنترنت على يد جماعات تقول إنها تعبر عن الشبان المصريين المحبطين بسبب مستوى الفقر والاضطهاد وهو الأمر نفسه الذي أدى إلى الإطاحة بالرئيس التونسي. ووجهت دعوات مماثلة في نظم عربية أخرى.

ويتزامن موعد الاحتجاج مع عيد الشرطة في مصر. وتعتبر نتيجة الاحتجاجات اختباراً لما إذا كانت جهود النشطاء عبر الإنترنت يمكن أن تترجم إلى تحرك في الشارع.


ساركوزي: «لم نقدر حجم يأس» الشعب التونسي

أقر الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب مواقفه خلال «ثورة الياسمين» التي أطاحت الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، أمس الاثنين (24 يناير/كانون الثاني 2011) بأن فرنسا «لم تقدر حجم يأس» الشعب التونسي.

وقال الرئيس إن «وراء تحرير المرأة وجهود التربية والتأهيل والحيوية الاقتصادية وتبلور طبقة متوسطة، كان هناك يأس ومعاناة وشعور بالاختناق، يجب أن نقر بأننا لم نقدر حجم ذلك».

وأضاف ساركوزي المتهم بأنه دعم طويلاً الرئيس السابق بن علي بينما كان قمع التظاهرات يوقع عشرات القتلى «إنه شعب شقيق قرر استعادة مصيره. عندما نكون بهذه القرابة وعندما يكون مصيرنا الفردي والجماعي متداخلاً إلى هذا الحد، لا يمكن أن نكون دائماً على المسافة الضرورية لندرك شعور الآخر».

وأشار ساركوزي في مؤتمر صحافي إلى «بعض التحفظ» من جانب فرنسا حيال الأحداث التي تجري في مستعمراتها أو محمياتها السابقة «وخصوصا في الجزائر».


وضع «مركع الإعلام التونسي» رهن الإقامة الجبرية

أعلنت وكالة الأنباء التونسية أن السلطات وضعت عبدالوهاب عبدالله (70 عاماً)، المستشار السياسي للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، والمسئول الأول عن قطاع الإعلام والصحافة في عهد بن علي «تحت الإقامة الجبرية». وكانت الوكالة أعلنت في وقت سابق أن السلطات بصدد «التفتيش» عن عبدالله الذي رجح صحافيون أن يكون هرب من البلاد خوفاً من ملاحقته قضائياً. ويطالب صحافيون وإعلاميون تونسيون بمحاكمة «علنية» لعبدالله الذي يصفونه بأنه «مركع الإعلام والصحافة» في عهد بن علي. كما يطالبون بتطهير المؤسسات الصحافية والإعلامية التونسية وخاصة التابعة للدولة من القيادات الصحافية والمسئولين الذين زرعهم فيها عبدالوهاب عبدالله. ويعتبر عبدالله من أقرب المقربين من الرئيس المخلوع ومهندس المشهد الإعلامي في تونس طيلة 23 عاماً من حكم بن علي الذي وصل إلى السلطة في العام 1987. وأعلن حزب التجمع الدستوري الديمقراطي (الحاكم في عهد بن علي) يوم الثلثاء الماضي طرد عبدالوهاب عبدالله من عضوية الديوان السياسي للحزب «تبعاً لتحريات تمت على مستوى الحزب إثر الأحداث الخطيرة (الثورة) التي مرت بها البلاد» دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل.

العدد 3063 - الإثنين 24 يناير 2011م الموافق 19 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً