العدد 3061 - السبت 22 يناير 2011م الموافق 17 صفر 1432هـ

لقاء مع نبيه بري

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في مقال «حصاد الأسبوع الأول من 2011»، الذي استهل بسؤال: هل كان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري متفائلاً أكثر من اللازم، حين صرّح أن العام الجديد، لن يكون أسوأ من 2010... لم يخطر ببالي أن القدر يخبئ لقاءً غير مرتقب معه فقط بعد ثلاثة أيام!

فعلى هامش اجتماع منظمة التأهيل الدولي، الإقليم العربي، تضمن اليوم الأول (12 يناير/ كانون الثاني 2011) لقاء وفد جمعيات ذوي الإعاقة المشاركة، بالرئيس بري في عين التينة.

الوفد المكوّن من خمسة وثلاثين شخصاً، من اثنتي عشرة دولة عربية، وصل الساعة الواحدة والنصف ظهراً، وبعد عشر دقائق دخل نبيه بري القاعة ليصافح المشاركين فرداً فرداً، ويأخذ مكانه على رأس الطاولة.

رئيس المنظمة للإقليم العربي خالد المهتار ألقى كلمةً طالب فيها السلطة التشريعية بالتصديق على الاتفاقية الدولية للمعاقين، ولم ينتهِ حتى رفع بري الهاتف وطلب رئيس المكتب، مستفسراً عن سبب عدم التصديق عليها، وهل هي ضمن القوانين الـ 69 المعطّلة. وطالب بعرضها على المجلس لمناقشتها في أقرب فرصة دون المرور باللجان، فهي من القوانين المتخلفة عن فترة الرئيس إيميل لحود بسبب الأزمة الدستورية آنذاك.

وبدأ بري حديثه بلغةٍ دينيةٍ قائلاً: «إن أغلب المسلمين والمسيحيين يعتقدون أن أفضل وسيلةٍ تنقلك إلى ملكوت السماء هي الإنسان، فالصلاة والصيام واجب، والدين من أجل الدين هو كالفن من أجل الفن، ليس مما يعطي ثماره عند الله، إلا من خلال الإنسان، فهو خير وسيلة وقاطرة تنقلك إلى رب العالمين».

وأضاف: «كل الأديان تقول: لا تكذب، لا تقتل، لا تسرق... مَنْ؟ الإنسان. فكل الأديان تطال موضوع الإنسان. فأحد الأئمة الصالحين حين رجع من الحج قال: ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج، وما حجّ إلا أنا وناقتي ورجلٌ من البصرة، لأنه في طريقه للحج مرّ على امرأةٍ محتاجةٍ فتبرّع لها بماله».

وخاطب العاملين بمؤسسات ذوي الإعاقة قائلاً: «إن أجركم على الله، ومهما قدّمنا لهؤلاء فأمامنا الكثير. وحتى الإنسان السليم إذا لم تعتنِ به يصبح عالةً على المجتمع. وابنك إذا لم تربّه تربيةً صالحةً سيأخذك إلى جهنم، وخصوصاً هذه الأيام التي تنتشر فيها المخدرات، وعندنا مشكلة في مدارسنا، إذ أخذت تنتشر (كعكة الزعتر)، التي يضعون فوقها المخدرات».

وأضاف بري: «أتكلم من موقع خبرة، فعندنا مؤسسة تعنى بالمعاقين، تتخرج منها طاقات كبيرة، في الصناعة والمهارات وصنع الأطراف الصناعية، وعندهم جَلَدٌ وقدرةٌ على العطاء، وهناك إمكانية للاستفادة من طاقاتهم أكثر من الأصحاء. وهذه المسألة ألمسها إن لم يكن بشكل يومي ففي الاجتماعات الشهرية»، وقال ضاحكاً: «نحن في لبنان لم نفز ببطولة رياضية ولكن أخذناها على يد المعوّقين».

وانتقل من الحديث الاجتماعي الديني إلى السياسة: «كلنا ابتلينا بسوسة السياسة حتى أنا. عشرات السنين ما مرّ عليّ عامٌ أسوأ من المؤامرة على العرب بهذا الشكل. تعرفون ما يحدث لإخواننا في السودان، وإخواننا العراقيون يحاولون التغلب على المصائب التي وقعوا بها. تونس، مصر، اليمن... ولبنان غير بعيد عن هذه المحاولات، هل (هيك) بالصدفة»؟

ويذهب بري في تحليله للوضع إلى أبعد نقطة: «على الأقل لكيلا يقال إننا كلنا معاقون سياسياً، فالمؤامرة وراءها (إسرائيل)، فهي تريد لفلسطين أن تكون دولة يهودية، بهذه العنصرية تماماً، فكيف يمكن أن تمر إذا كان العالم العربي بخير وسلام؟ فالقدس أصبحت منسية نتيجة انشغال كلٍّ منا بنفسه، فهل ترون من يفكّر بها الآن؟ فهم يلهوننا جميعاً لتمر القصة. والاعتداءات على أهلنا المسيحيين في المنطقة المقصود منها أن تقول (إسرائيل) إن المسلمين (مش قادرين) يتعايشون مع المسيحيين فكيف يتعايشون معنا. المؤامرة أكبر مما تتصورون، وأنا أحكي هذا أمامكم لأنكم من بقايا التضامن العربي. كنا نحكي عن الوحدة العربية، فتحوّل إلى التضامن، ثم إلى مجرد التنسيق، فهل معقول أن السودان يُقسّم؟ والعرب يشترطون العودة للعراق بتحسن الوضع الأمني، فعندما يشفى العراق ما حاجته للعرب»؟

وعاد بري للحديث عن لبنان (لا ننسى أنه يوم الأربعاء 12 يناير) ليقول: «راهنت ومازلت على الحل العربي، وصرحت قبل ثمانية أيام أن الاتفاق انتهى تقريباً ولم يبقَ غير بعض اللمسات، وكان المفترض أن يوقع بعد العيد. ولكن الملك عبدالله مرض قبل العيد فمرض الاتفاق، ولما خرج الملك للنقاهة دخل معه الاتفاق إلى النقاهة».

وأوضح بري أن «الحريري قال إن الاتفاق أنجز بشكل نهائي، لكن الاتفاق لم يكن منجزاً في الواقع، وإنّما كان يحتاج إلى لمسات أخيرة. وفي الاتصال السوري علمنا أن الملك باقٍ على عزمه في سبيل انجاز الاتفاق، لكن خلال 48 ساعة دخل الأميركي بكل قوة لتعطيله. (بدهم) اللبنانيين يحملون السلاح ضد بعضهم».

استمر اللقاء 45 دقيقة جال خلالها بري لبنانياً وعربياً ودولياًً، وكان برنامج اليوم الثاني يتضمن لقاءً مع سعد الحريري، الذي سقطت حكومته بعد أربع ساعات من اللقاء، بإعلان نواب المعارضة الاستقالة

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3061 - السبت 22 يناير 2011م الموافق 17 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 3:24 م

      إلى رقم 9

      خفيف واجد، وشرايك تشتغل ممثل علشان تكنسل على عادل امام.

    • زائر 10 | 2:58 م

      الي بنت الملا

      يوجد عندك مشيمع واحد ومقداد واحد وشهابي واحد اشتبين بعد

    • زائر 8 | 9:16 ص

      بنت الملا

      ياريت عندنا في البحرين نبيه واحد وفضل الله واحد..جان ما نحتاج لاحد

    • مواطن مستضعف | 5:45 ص

      طابت اوقاتك يا سيّد

      اقتباس:
      ((لكن خلال 48 ساعة دخل الأميركي بكل قوة لتعطيله. (بدهم) اللبنانيين يحملون السلاح ضد بعضهم».))
      عجبي .. هل من عاقل على وجه الأرض ... لا يدرك ماهية المساعي الأميركية التدميرية؟!!

    • زائر 6 | 2:29 ص

      انه نبيه لبنان

      في الحقيقة إن الأستاذ نبيه بري بما يحمله من ملكات ثورة المحرومين و عبق حركة أمل وحكمة السيد المغيب قاد دفة البلاد من خلال تربعه على الرئاسة الثانية و حنكته السياسية في إدارة الأزمات وهندسة خرائط الحلول والتسويات . هنيئاً للبنان مثل هذه الزعامات الوطنية

    • عنب احمر | 1:38 ص

      عنب احمر

      المشكلة ان الناس لا يدركون ان الاخلاق اساس الحياة

    • زائر 4 | 1:22 ص

      انسان شهم

      بسم الله الرحمن الرحيم
      ما شاء الله نبيه برى تلميذ موسى الصدر المغيب
      نبيه برى هو نبيه وبرى كما سمته امه واباه وهو صاحب المواقف الحرة العظيمه
      نسال الله ان يمد فى عمرة ويمتعه بالصحة والعافيه وكذلك زعما لبنلن الخيرين انه مجيب الدعوات
      سيد قاسم حفظك الله وفقك الله الى كل خير

    • زائر 3 | 12:57 ص

      حديث شامل ومهم

      محاور اللقاء كلها مهمة، ولكن اهمها العمل التطوعي، وتشجيع نبيه بري على ذلك، فهو صاحب خبرة كما قال الكاتب، فلديه مؤسسة كبيرة تعتني بالمعوقين ولها عدة فروع في لبنان، حسب علمي. هناك عندهم عمل مؤسسات قوية وراسخةن مو مثلنا على البركة.،

    • زائر 2 | 12:45 ص

      مقابلة من دون ميعاد

      والله حصلت على مقابلة صحفية من دون ما تتوقع. حظك زين يا سيد وعيني عليك باردة.
      صحفي

    • زائر 1 | 11:49 م

      شكرا اخي الكاتب

      كل كلمة في المقال تعتبر عبرة ولكن لمن يعتبر..

اقرأ ايضاً