تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على البحرين بداية الأسبوع الماضي في حدوث انهيارات أرضية وحفر، بلغ عمق بعضها نحو مترين وبقطر متر ونصف في الأحياء السكنية القديمة بالمحرق، وتركزت غالبية هذه الانهيارات في الطرقات والأزقة المرصوفة بالطوب بسبب تسربات المياه. وتعرض عدد من شوارع وطرقات مناطق مختلفة أيضاً لنفس الانهيارات والحفر للسبب نفسه، وخصوصاً في الشوارع التي يتم تنفيذ مشروعات المجاري والطرق فيها حالياً، إضافة إلى الأخرى غير المرصوفة؛ نظراً لمرور عدد كبير من الشاحنات والآليات الثقيلة عليها.

وكشفت وزارة الأشغال يوم (الخميس) الماضي على عدد من هذه الحفر والانهيارات التي وصفتها بالخطيرة، مؤكدةً أنها ستقوم بأعمال تصحيحية مباشرة لتلك الانهيارات والحفر؛ لتلافي وقوع أي حوادث للمواطنين، وخصوصاً أنها وسط الأحياء السكنية والقديمة.

تركزت غالبيتها في الأزقة المرصوفة بالطوب عقب هطول الأمطار

حفر وانهيارات أرضية بعمق مترين في طرقات المحرق القديمة

المحرق - صادق الحلواجي

خلفت الأمطار الغزيرة التي هطلت على البلاد بداية الأسبوع الماضي انهيارات أرضية وحفرا بلغ عمق بعضها نحو مترين وبقطر متر ونصف المتر في الأحياء السكنية القديمة بالمحرق، وتركزت غالبية هذه الانهيارات في الطرقات والأزقة المرصوفة بالطوب قبل نحو 3 أعوام على الأكثر, وتسببت بعض الحفر في إعاقة المرور ببعض الطرقات نظراً لضيقها، في الوقت الذي باتت فيه مناطق متفرقة هشة وقابلة للانهيار بعد تحرك الرمال السفلية.

وقام عدد من الأهالي بردم الحفر وطمرها بالرمال والحجارة بصورة مؤقتة لتفادي سقوط الأطفال والمسنين فيها، وذلك بالنظر لعمقها الذي قد يحول دون قدرة بعض الأطفال على الخروج منها عقب سقوطهم فيها.

وكشفت وزارة الأشغال يوم الخميس الماضي (20 يناير/ كانون الثاني 2011) عن عدد من هذه الحفر والانهيارات التي وصفتها بالخطيرة للمجلس البلدي، مؤكدةً أنها ستقوم بأعمال تصحيحية مباشرة لتلك الانهيارات والحفر لتلافي وقوع أي حوادث للمواطنين، وخصوصاً أنها بوسط الأحياء السكنية والقديمة.

وعلق عضو بلدي المحرق عن الدائرة الخامسة غازي المرباطي، قائلاً: «تبين من خلال الزيارة الميدانية لتفقد أحوال الطرق والممارات في أزقة الدائرة الخامسة بالمحرق عقب الأمطار، حدوث الكثير من الحفر والانهيارات وخصوصاً في تلك التي رصفت مؤخراً، وتحديداً قبل عامين أو ثلاثة أعوام بالطوب الأحمر، حيث تهاوت تدريجياً محدثة حفرا عميقة».

وأضاف المرباطي: «هناك 6 أو 9 حفر عميقة تم رصدها وعاينها المسئولون بوزارة الأشغال نهاية الأسبوع الماضي، ويفوق قطر الواحدة منها المترين نتيجة لتهاوي الأرض، ما تسبب في وجود حفر يصل عمقها إلى مترين، أي بما معناه بطول ارتفاع الإنسان»، موضحاً أن «ذلك كان نتيجة لتسرب المياه تحت قواعد الطوب الأحمر».

وأشار العضو البلدي إلى أن «العمل ضمن مشروعات رصف الأزقة والطرقات بالطوب لم يأخذ في الحقيقة بعداً مهماً، وهو أن الأرض في تلك المناطق القديمة عبارة عن رمال وطين وعرضة للتحرك بمجرد تسرب المياه إليها وخصوصاً في ظل إمكانية تجمع مياه الأمطار»، مبيناً أن «مشروع رصف بعض الأزقة والممرات الضيقة بالطوب عوضاً عن الأسفلت، هو مشروع فاشل وبحاجة إلى صيانة دورية في حال تم تنفيذه، وخصوصاً في مواسم هطول الأمطار، علماً بأنه يبدو عند تنفيذ المشروع لم تباشر الجهة المسئولة العمل بشكل صحيح، إذ من المعروف أنه قبل وضع مثل هذه الأحجار، يجب أن يتم ضغط الأرض ووضع عوازل تحول دون تحرك الأرض لأي سبب طارئ».

وقال المرباطي: «هذا التحول في سياسة وزارة الأشغال المتمثل في تحويل معظم الطرق والممرات من الرصف بالأسفلت إلى الطوب الأحمر، يثير الكثير من التساؤلات أهمها أن تلك المناطق ولعشرات الأعوام كانت مرصوفة بالأسفلت ولم تواجه مثل هذه المشكلات، في حين أن الأخرى بمجرد تعرضها للمياه بدأ حجم المشكلات ينكشف فيها».

ونوه العضو البلدي إلى أن «المناطق التي حدثت فيها الحفر والانهيارات تعد في قلب المحافظة، ونقطة تجمع الكثير من المؤسسات الدينية والاجتماعية مثل المآتم تحديداً، علماً بأننا مقبلون على موسم تكثر فيه الفعاليات الدينية للمآتم وتجمعات الناس، في الوقت الذي لا نعلم فيه مدى سلامة وإمكانية هذه الممرات من تحمل الضغط الكبير من المارة، ما يضطرنا إلى تحميل الجهات المسئولة التي على رأسها وزارة الأشغال المسئولية في حال حدوث أي مكروه لا قدر الله تعالى».

واختتم المرباطي حديثه مؤكداً أنه «خاطب وزارة الأشغال شخصياً يوم (الخميس) الماضي لإيجاد حل سريع لهذه الطرق بناءً على الفعاليات الدينية القريبة، إذ تم الاتصال بمنسق الوزارة مع مجلس بلدي المحرق للوقوف على هذه الحالات، وبالفعل تمت زيارة المنطقة وتحديد نقاط الانهيارات الأرضية، غير أننا كنا نتمنى مباشرة العمل فور اكتشاف هذه المشكلة، وخصوصاً أنها طرق وممرات تخدم المارة، وبالتالي لا يجوز التأخر عن إصلاحها»، منبهاً إلى أنه «يجب أن تكون الوزارة خلال المرحلة المقبلة جاهزة لمثل هذا النوع من المشكلات».

هذا، وحدث عدد من الحفر والانهيارات في عدد من شوارع وطرقات البحرين بسبب تسربات مياه الأمطار، وخصوصاً في الشوارع التي يتم تنفيذ مشروعات المجاري والطرق فيها حالياً، إضافة إلى الأخرى غير المرصوفة نظراً إلى مرور عدد كبير من الشاحنات والآلات الثقيلة عليها