العدد 3060 - الجمعة 21 يناير 2011م الموافق 16 صفر 1432هـ

حداد وطني في تونس بعد أسبوع على سقوط نظام بن علي

بعد اسبوع على سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، اقيمت الجمعة في المساجد صلاة الغائب ترحما على ضحايا الانتفاضة الشعبية التي اوقعت اكثر من مئة قتيل بحسب الامم المتحدة، وذلك في اول ايام الحداد الوطني الثلاثة التي اعلنتها الحكومة الانتقالية الخميس.

واعلن مسئول في الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) الجمعة لوكالة فرانس برس ان الاتحاد يدعو الى حل الحكومة الحالية التي سحب منها وزراءه الثلاثة، ويدعو الى تشكيل "حكومة انقاذ وطني ائتلافية". وقال عبيد البريكي الامين العام المساعد للاتحاد ان "الهيئة الادارية للاتحاد التي اجتمعت اليوم دعت الى حل الحكومة (الحالية) وتشكيل حكومة انقاذ وطني ائتلافية تستجيب لمطالب المتظاهرين والاحزاب السياسية والجمعيات والمنظمات والمواطنين".

من جهة اخرى، نقل البريكي تأكيد الهيئة الادارية ان الاتحاد "حريص على المشاركة الفعالة في لجنة الاصلاح السياسي" وانه "تقرر تشكيل لجان نقابية لاعداد تصورات الاتحاد العام التونسي للشغل حول الاصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يتحتم اجراؤها لتاسيس الديموقراطية ومن اجل انتخابات شفافة تضمن حرية الاختيار وتؤسس لحكومة برلمانية ولاعلام نزيه".

وشهدت المناطق التونسية الجمعة تظاهرات جديدة للمطالبة باستقالة الحكومة خصوصا في مقرها بالعاصمة حيث رميت صور رسمية للرئيس المخلوع بن علي من النوافذ.
وهتف المتظاهرون في العاصمة طوال النهار "لقد سرقتم ثروة البلاد لكن لن تتمكنوا من سرقة ثورتنا".
وطالب عناصر من الشرطة في العديد من المدن التونسية اليوم بتاسيس نقابة لتمثيلهم واعتذر شرطي في العاصمة من المتظاهرين على القمع الدامي ل "ثورة الياسمين".
ومساء الجمعة، تعهد رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي في مقابلة بثها التلفزيون، التخلي عن كل نشاط سياسي بعد الفترة الانتقالية التي تنتهي مع اجراء انتخابات ديموقراطية.

كما اعلن خلال هذه المقابلة المسجلة التي اجراها في مقر الحكومة بالعاصمة مع صحافيين تونسيين مستقلين انه "سيتم الغاء كافة القوانين غير الديموقراطية" في تونس خلال الفترة الانتقالية، وبينها قانون مكافحة الارهاب وقانون الصحافة والقانون الانتخابي.
وتعهد الغنوشي ايضا للتونسيين انه لن يتم المساس بمكاسب تونس الاجتماعية والحداثية وبينها خصوصا قانون حرية المرأة الذي يحظر تعدد الزوجات، وقانونا مجانية التعليم والصحة.
واكد الغنوشي الذي ظل لسنوات رئيس وزراء النظام السابق، انه كان "خائفا مثل كل التونسيين" في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي فر قبل اسبوع من البلاد بفعل انتفاضة شعبية لا سابق لها.

وفي تاكيد لعودة تدريجية للحياة الطبيعية في البلاد اعلنت السلطات استئنافا تدريجيا للدراسة اعتبارا من الاثنين المقبل فيما استمرت التظاهرات المطالبة باستقالة الحكومة بداعي وجود رموز للنظام السابق فيها.

من جهة اخرى اعلن وزير الداخلية التونسي احمد فريعة الجمعة ان عماد الطرابلسي ابن اخ ليلى بن علي الذي كان مصدر طبي اعلن الاسبوع الماضي وفاته، "على قيد الحياة" والشرطة التونسية تحقق معه.

وقد تمكن عماد الطرابلسي من جمع ثروة خصوصا من العمل في العقارات وقطاع التوزيع مع شركة كونفوراما الفرنسية وكانت اساليبه موضع استنكار رجال الاعمال غير انهم كانوا لا يجرؤون على مواجهته.
وغاب الدعاء ل"حامي الوطن والدين" الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي المعهود "اللهم احفظ رئيسنا زين العابدين بن علي" عن صلاة الجمعة اليوم، كما غابت الرقابة الامنية المشددة التي كانت تواكب صلاة الجمعة في مختلف المناطق التونسية، على ما افاد مصلون ومشايخ.
وبعد صلاة الجمعة تم اداء صلاة الغائب "ترحما على ارواح شهداء ثورة الشعب التونسي" في كافة مساجد البلاد بدعوة من وزارة الشؤون الدينية.
ونكست الاعلام في المباني العامة وبث التلفزيون آيات من القرآن لا تقطعها الا نشرات الاخبار اليوم اول ثلاثة ايام حداد اعلنتها الحكومة التونسية مساء الخميس.
وفي موازاة ذلك تواصلت المطاردة الامنية لاسرة بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي.
وضبطت السلطات التونسية كمية من الاسلحة داخل منزل يملكه افراد من عائلة الطرابلسي، وفق ما اعلن التلفزيون التونسي الذي عرض مشاهد لها الجمعة.

وعرض التلفزيون التونسي مشاهد لبنادق بمناظير واخرى للصيد ومسدسات وكميات من الرصاص كانت ردمت تحت الرمل في منزل احد اشقاء ليلى بن علي زوجة الرئيس الفار الى السعودية.
وتاتي عملية ضبط الاسلحة غداة اعتقال 33 من اقرباء الرئيس التونسي المخلوع للاشتباه بارتكابهم "جرائم بحق تونس" وفق ما اعلن مصدر رسمي للتلفزيون الوطني الخميس.
في هذه الاثناء، افاد مسؤول في البنك المركزي التونسي الجمعة ان احتياطي تونس من الذهب الذي يبلغ 6,8 اطنان لم يمس، وهي كمية لم تتغير منذ 20 عاما.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته ان "5,3 اطنان من الذهب موجودة في خزائن البنك المركزي في تونس و1,5 طن في بنك انكلترا وهذه الكمية لم تتغير منذ نحو عشرين عاما والوثائق المدعمة لذلك موجودة".

وكان مجلس الذهب العالمي اعلن الخميس ان هناك 1,5 طن من الذهب ناقصة في خزائن بنك تونس المركزي بناء على التقييم الذي اصدره في كانون الاول/ديسمبر استنادا الى ارقام صندوق النقد الدولي العائدة الى تشرين الاول/اكتوبر.
وفي مؤشر الى نسمة الحرية التي تهب على تونس بعد عقود من الرقابة، عرضت مكتبة "الكتاب" في قلب العاصمة في واجهتها نماذج لكتب جلبت من الخارج كانت ممنوعة كتب عليها "نموذج محظور في تونس" سابقا.
واعلن الصحافي المعارض توفيق بن بريك الجمعة انه سيترشح للانتخابات الرئاسية. وكان المعارض التاريخي منصف المرزوقي سبق ان اعلن بدوره ترشحه.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 3:27 م

      عليكم بمواصلة الجهاد والمطالبة بحقوقكم

      ووفقكم الله

    • زائر 2 | 1:08 م

      كل شي

      جايز

    • زائر 1 | 3:43 ص

      رأي تونسي

      يجب أن يترك الشعب التونسي الحكومة الوقتية تعمل حتى يعود الإستقرار الكلي لتونس. صحيح فيها بعض أفراد من النظام السابق لكن هؤلاء الأفراد معروفون بنظافة اليد و الكفاءة و قد إنسلخوا من الحزب الحاكم.الآن لا خوف على تونس حيث أثبت شبابها درجة كبيرة من الوعي و النضج و قد كان هو الفاعل الرئيسي في إنجاح ثورة الياسمين كما سمونها و كان محرك هذه الثورة الشبكة الإجتماعية (الفايسبوك). وتملك تونس كفاءات عالية و عالمية كانت في السابق مخنوقة أما الآن فهي ستنطلق و مستقبل تونس مشرق و ستكون نموذجا للبلدان العربية

اقرأ ايضاً