ما كان يزعجنا حقا في «الوسط الرياضي» هو الإهمال الكبير الذي لاقاه منتخب كرة اليد المشارك في نهائي كأس العالم لأول مرة، لدرجة أشعرتنا أن هذا المنتخب ليس ذاهبا لتمثيل الرياضة البحرينية في أكبر البطولات العالمية، ولا سيرفع علم البلاد بين شعوب لا تعرف عن مملكة البحرين شيئا يذكر... فهل تقع هي في قارة إفريقيا أو أميركا الجنوبية أو شمال غرب الجزيرة العربية؟ لذلك لم تستغل المشاركة التي قلما تتكرر من أجل الدعاية الإعلامية للبحرين، وتوزيع الكتيبات والإعلام، أو إقامة معرض صغير على هامش كل مباراة. كما لم نعط المشاركة حقها من الاستعداد الفني الجاد الذي يؤهل المنتخب لتقديم أفضل المستويات، ولم نهتم - أيضا - بتغطية المشاركة إعلاميا، وعجزنا عن نقل مبارياته في قناتنا الرياضية لذلك لم تشاهد الجماهير منتخب بلادها. ويحضرني هنا تساؤل لأحد القراء الكرام نشر على «الوسط اون لاين» بسبب عجز القناة الرياضية عن بث مباريات المنتخب قائلا: «لماذا لم تصرف مكافأة لاعبي المنتخب بعد فوزهم على الهند للقناة الرياضية من اجل متابعة الجماهير الرياضية مباريات منتخب بلادها؟» كما أن الوداع خلا من لقاء أي مسئول يحفز اللاعبين على التمثيل المشرف. والأدهى من هذا وذاك أنني سمعت من بعض المسئولين من ينتقد خسارة منتخبنا من منتخبات ألمانيا وفرنسا واسبانيا أبطال العالم، وهو الأمر الذي يؤكد لنا - دوما - بأن فاقد الشيء لا يعطيه!
والانتصار الباهر الذي حققه منتخبنا على المنتخب المصري أحد «عتاولة اللعبة» وبطل إفريقيا. جعلني اشعر بسعادة غامرة، لأنه وجه صفعة على وجه كل من يريد أن يفرض اللاعبين المجنسين بسبب خديعة اسمها النتائج! فهذا المنتخب الوطني - ولله الحمد - استطاع أن يفرض نفسه بين منتخبات العالم، كما فرض بعض اللاعبين أسماءهم بين نجوم العالم كصانع الألعاب حسين الصياد وحارس المرمى محمد عبدالحسين اللذين اهتمت وسائل الإعلام الأوروبية بإبداعاتهما وقدمت لهما بعض الأندية الصغيرة عروضا احترافية، وأشاد رئيس الاتحاد الدولي بمنتخبنا معتبرا انه إضافة جديدة لكرة اليد العربية يتمنى استمرارها.
لذلك، أؤكد أن منتخب اليد قد أعطى درسا بالغ الأهمية - مجانا - للمسئولين في الاتحادات الرياضية وأولها اتحاد القوى من اجل الاهتمام باللاعب البحريني، وان يعطوه حقه من الرعاية والدعم والاهتمام، وان يدركوا جيدا أن هذه الأرض «ولادة» وان فيها مواهب واعدة في مختلف الأنشطة والألعاب، وأنها محتاجة فقط إلى الرعاية من اجل أن تتلألأ، وتشرف بلدها كما فعل منتخب كرة اليد وسط ثلوج السويد.
عباس العالي
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3060 - الجمعة 21 يناير 2011م الموافق 16 صفر 1432هـ
صح لسانك ..
مفارقة عجيبة ... فوز على الهند في بطولة قارية على طول مكافئات ... ولكن الفوز على مصر في بطولة عالمية لاتحتاج مكافئات !!!! أين العدل ياوزارة الشباب والرياضة ؟؟!!