الشيخ عيسى بن خليفة آل خليفة معد ومقدّم برامج تراثية وتاريخية في تلفزيون البحرين، وقد قدّم الكثير للشاشة البحرينية وللمواطن البحريني على صعيد الموروث الشعبي والتاريخي.

نجح برنامجه «أضواء شعبية» العام 1986م، الذي تكلّم فيه عن التراث الشعبي والعادات والتقاليد، ثمّ انتقل إلى برنامج بعنوان «من تراث الخليج»، وتحدّث من خلاله مع الكثير من الأدباء والمؤرّخين والشعراء في دول الخليج، وقد تطرّق إلى كل دولة وتراثها الزاهي بها.

ثم أعدّ برنامج «مسيرة الخير والعطاء» مع كبار رجال الدولة كذلك، وتحدثوا معه عن منجزات الدولة وعن حقبة مهمّة في إنجازات الصناعة، والانتقال من الحياة البسيطة إلى الحضارية في حقبة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه.

ثم تفوّق في برنامجه «مقناص أهل البحرين» الذي نجح، وشاهده المواطن الخليجي قبل المواطن البحريني، وخاصة المهتم بالقنص وتوابعه، كما قدّم برنامجاً آخر وهو «خيل أهل البحرين» وأعطانا معلومات مثرية حول الخيول التي تشتهر بها البحرين، والموجودة في الاسطبل الأميري والملكي حالياً.

وقد بيّن برنامجه معلومة مهمّة جداً وهي ما لعبته البحرين في تحسين الإنتاج العالمي من خلال الخيل البحرينية الأصيلة، فلقد حافظ آل خليفة على أصالة خيولهم، وخاصة فرس «الأدهمة» من مربط «الأدهمة» التي أهداها الشيخ عيسى بن علي حاكم البحرين إلى حلمي عبّاس باشا العام 1904م، وقد سمّاها المصريون «بنت البحرين». والثانية كانت «نورة» من مربط «الوذنة»، التي قُدّمت هدية الى جورج الخامس العام 1938م، و1931م أُهدي الحصان «اكحيلان عافص» من مربط «الكحيلة» الى بولندا لبروناسكي، وبذلك تم تحسين الخيول عالمياً.

وكان آخر برامج الشيخ عيسى بن خليفة برنامج وثائقي «لعبدالعزيز شأن عظيم»، تطرّق حول العلاقة السعودية البحرينية، وكان بنحو 7 حلقات متواصلة، تحدّث فيها المؤرّخون والأدباء والكتّاب، حول طبيعة هذه العلاقة، وكان البرنامج شيق جداً ولاقى إعجاباً في السعودية والبحرين.

ولن يتوقّف الشيخ عيسى بن خليفة آل خليفة عن الإثراء الضخم الذي يؤدّيه في هذا النوع من البرامج التي تخدم أهل البحرين، وتزيد من موسوعة علمهم حول مملكتهم، بل سيزيد العطاء على رغم مكتبه الصغير المتواضع. فاتقان العمل وحبّه لا يحتاج إلاّ إلى قلب نقي ووفاء.

ونحن إذ نكتب هذه المعلومات التي يعرفها الجميع، لا نطمح إلاّ الى تضافر الجهود بين الشيخ عيسى وهيئة شئون الإعلام ووزارة التربية والتعليم، في التعاون من أجل خلق مقرّرات تُعنى بالموروث الشعبي، وخاصة انّ الجميع يعلم بتوجّه الوزارة إلى زيادة هذا المقرّر على المقرّرات الأخرى، وبالطبع كلّنا يعلم أهمّية معرفة البحرينيين بموروثاتهم وتاريخهم الشعبي والبدوي.

فحصيلة الشيخ عيسى بن خليفة في هذا المجال ليست قليلة، بل ستُضفي على المناهج ذوقاً آخر نحتاجه في الأيام القادمة. وجمعة مباركة.