العدد 3057 - الثلثاء 18 يناير 2011م الموافق 13 صفر 1432هـ

الفضاء الإلكتروني والأمن القومي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ضمن مسلسل الندوات التي ينظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين، تحدث أمس نائب رئيس المخابرات الخارجية البريطانية سابقاً، نايجل انكستر، عن التهديدات «العابرة للحدود» والمخاطر المحدقة بالأمن القومي للدول بسبب ما يتوافر حالياً من إمكانات على شبكة الإنترنت، مشيراً إلى أنه وبسبب أهمية الموضوع فإن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنشأت «مركز قيادة» يتعلق بالفضاء الإلكتروني.

تأتي هذه الندوة بعد أن ذكرت صحيفة «نيويرك تايمز» السبت الماضي (16 يناير/ كانون الثاني 2011) أن «إسرائيل اختبرت فيروس كمبيوتر يعتقد أنه خرّب أجهزة الطرد المركزي النووي الإيرانية وأبطأ قدرتها على صنع قنبلة نووية». وقالت الصحيفة إن الاختبارات التي جرت على فيروس «ستاكس نت» المدمر جرت خلال العامين الماضيين في مجمع ديمونة الذي تفرض عليه حراسة مشددة في صحراء النقب فيما وصفته الصحيفة بجهد إسرائيلي - أميركي مشترك لتقويض الطموحات النووية الإيرانية. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2010 قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن برنامج الكمبيوتر الضار هذا تسبب في «مشكلات» في بعض أجهزة الطرد المركزي الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، وقال إن هذه المشكلات حُلَّت.

البعض يرى أن العالم أصبح أكثر خطورة بسبب الفضاء الإلكتروني المفتوح وأن الحروب القادمة سيكون ميدانها صنع البرمجيات أكثر من صنع القنابل، والبعض يصور شركة «مايكروسوفت» الأميركية وكأنها تمارس دوراً في الصين مثل الشركات البريطانية التي روّجت للأفيون في الصين في القرن التاسع عشر من أجل إذلال الشعب الصيني... لكن أنكستر يختلف مع هذا الطرح رغم إقراره بتوافر مجال جديد من الإمكانات التي يمكن أن تستخدم في الحروب والجريمة.

وعلق على فيروس «ستاكس نت» الذي كتبت عنه «نيويورك تايمز» بالقول بأن البرنامج المذكور «لا يعتبر متطوراً»، وأنه متوافر ومعروض من قبل بعض المبرمجين، وهذا الفيروس يحتاج إلى شخص يعمل في داخل المؤسسة المستهدفة لكي يصعده في «خادم الحاسوب». كما أن الخبراء يشيرون إلى أنه يمكن حماية المؤسسات بنسبة 80 في المئة من هذه الفيروسات من خلال إدارة الشبكات الإلكترونية بصورة حسنة، ويبقى الجانب المتطور 20 في المئة وهو الذي يحتاج إلى تقنيات عالية.

كما أشار إلى أنه لحد الآن لم يثبت أن الحرب الإلكترونية قد قتلت أحداً، وأن أي أضرار حدثت فإن المستهدفين تمكنوا من استعادة شبكتهم الإلكترونية بصورة عامة. ولكن هناك شيء أخطر من الهجوم الإلكتروني، وهو الاعتداء المحتمل على البنية التحتية للاتصالات والشبكات، وهذا يعني أن من يقوم بذلك ينتقل من الفضاء الإلكتروني إلى الفضاء الفيزيائي الملموس.

الندوة سلطت الضوء على أن 90 في المئة من المعلومات الموجودة على الإنترنت تمر حالياً على الولايات المتحدة الأميركية، وهناك دعوات (تتصدرها الصين وروسيا) إلى اعتبار الإنترنت «خدمة عالمية عامة»، وأنه يجب أن تكون هناك اتفاقية تحت مظلة الأمم المتحدة للإشراف على هذه الخدمة، مشيرة إلى أن أول اتفاقية ما بين الدول بشأن الجرائم الإلكترونية هي التي وقعتها 47 دولة أوروبية (تنضوي تحت «مجلس أوروبا» ويشمل دول الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى التي اعتمدت الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان)، وهذا الصك الدولي ملزم للدول التي اعتمدته ويلزمها بوضع تشريعات وطنية شاملة لمكافحة الجريمة الحاسوبية، وتشمل أيضاً مكافحة الجرائم المتعلقة بنشر كراهية الأجانب ونشر المحتويات العنصرية من خلال شبكات الكمبيوتر.

الندوة أوضحت بأن مطوّري الإنترنت مدفوعون بمثل عليا ترتبط بصورة وثيقة بحرية التعبير، وهذا يعني أن النهج الصيني القائم على رصد المواقع، أو حجبها، أو فرض وجهة نظر واحدة فقط لن يتمكن من تحجيم قدرات الإنترنت.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3057 - الثلثاء 18 يناير 2011م الموافق 13 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 11:28 م

      الانترنت صار فضاح

      لازم اشوفون حل

    • زائر 2 | 10:58 م

      ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

      كل الذي ذكرته صحيحا ولكن مجييء هذا وذاك الى المنطقة وخصوصا بداية كل عام ربما له علاقة بالترويج لامور شتى من اهمها التسويق للمعدات العسكرية والتقنية وغيرها ولا يفلح ذلك الا عن طريق التخويف فهم اليوم ومنذ 30 سنة يتحدثون عن العدو الايراني ولا يتحدثون عن العدو الاسرائيلي الغاشم وذلك بطرق حرفنة و بأدوات قذرة واحدها ما يتردد في بعض المنتديات ومسارح الفتنة والساذجة بما يسمى بالعدو الفارسي والمجوسي والصفوي الخ وهذا لا غرابة فيه خصوصا اذا ماعلمنا ان البعض قد استهواه الشر وصار عبدا له

    • زائر 1 | 9:43 م

      تدري يدكتـــور

      أنا يتراوى ليي العصر الجديد للكرة الأرضية بعد العصور الوسطى والقديمة والحديثة والى ماذلك سيكون عصر أشبه بفــلم الماتريكس..والله العالم !
      وإذا ماحدث طارئ وظهر القائم المنتظر عجل الله فرجه الشريف..عالم الماتريكس قادم لامحاله !
      الدنيا تتطور بسرعة ..وقبل جم يوم حتى دوا للعميان أكتشفوه ! يركبون عدسة صناعية في العيون
      وكأن لم يكن !
      لكن على أي حال الحروب الألكترونية أهون للناس من القتل والدمار صحيح ربما تكلف خسائر أكبر لكنها ليست خسائر بشرية..وياريت لو يكون في عالم وهمي عما قريب

اقرأ ايضاً