قرر مسؤولون محليون في كركوك قطع التيار الكهربائي عن الشبكات الاخرى في العراق احتجاجا على انقطاعها في المحافظة الغنية بالنفط حوالى عشرين ساعة يوميا.
وقال محافظ المدينة عبد الرحمن مصطفى ان "المحافظة قطعت التيار الكهربائي الذي تنتجه محطاتها عن المحافظات الاخرى وقررنا تكريس الطاقة المنتجة لتغذية المحافظة حتى تستجيب وزارة الكهرباء لحاجتنا من الكهرباء".
وقطع التيار من محطات كركوك الثلاث، بحضور قائد شرطة المدينة اللواء جمال طه بكر وممثل قوات البشمركة العميد شيركو رؤوف مساء الاثنين.
وتنتج المحطات الكهربائية في كركوك 500 ميغاواط يتم توزيعها عبر الشبكة الوطنية على محافظات بغداد وصلاح الدين ودهوك، وفقا لمسؤول في كهرباء كركوك.
واكد مدير توزيع الكهرباء في كركوك يالجن مهدي لوكالة فرانس برس الاربعاء ان "الطاقة الكهربائية المجهزة لكركوك بلغت 400 ميغاواط، وستتنامى بالتدريج، لان الانقطاع يصل الذروة تدريجيا لاسباب فنية".
والمحطات الثلاث هي الدبس وملا عبد الله وتازة.
من جهته، قال وكيل وزارة الكهرباء لشؤون توزيع الطاقة عامر الدوري لفرانس برس ان "قطع التيار من محطات كركوك غير قانوني (...) ولن يتسبب بمشكلة كبيرة لكون التيار الكهربائي في البلاد يوزع عبر شبكة واحدة".
واوضح ان "كركوك ليست المحافظة الوحيدة التي تعاني، فالامر مشابه بالنسبة لمحافظات اخرى مثل بغداد ونينوى وغيرها".
ومحافظة كركوك احدى اغنى المحافظات العراقية لاحتوائها على كميات كبيرة من النفط.
وفي وقت لاحق، قال رزكار علي حمه جان رئيس مجلس محافظة كركوك "من المعيب على بعض المسؤولين انتهاج سياسة التفرقة والتمييز في تعاملهم مع المحافظات".
ووجه انتقادات حادة الى وزارة الكهرباء واتهمها بانها "تنتهج هذه السياسة مع محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين ونينوى ما زاد بشكل واضح من معاناتها مقارنة مع محافظات الوسط والجنوب".
واضاف رزكار ان "مجلس المحافظة سيقدم شكوى رسمية ضد وزارة الكهرباء لسياستها غير العادلة في مجال توزيع الحصص من الشبكة الوطنية على غرار باقي المحافظات".
ويبلغ الطلب الحالي على الكهرباء في العراق بين 12 و14 الف ميغاوات، في حين ان المتوفر يتجاوز ستة الاف ميغاوات بقليل.
ويقول خبراء ان العراق لن يتمكن من تلبية الطلب كاملا قبل العام 2014.
وقد تظاهر العشرات في عدد من المدن في جنوب البلاد في 21 آب/اغسطس الماضي للمطالبة بتوفير الكهرباء، وسبق هذه الاحتجاجات تظاهرات في حزيران/يونيو في مدن عدة ضد السلطات اثر تقنين الطاقة وسط قيظ تجاوز 54 درجة مئوية.
ومنذ سنوات، يعاني قطاع الكهرباء في العراق عموما من نقص في انتاج الطاقة جراء ما تعرضت له المحطات وشبكات النقل من اضرار كبيرة عند اجتياح البلاد العام 2003، وما اعقبه من اعمال تخريب.
ويعتمد العراقيون، وخصوصا في بغداد، على مولدات الطاقة لمعالجة النقص المستمر الذي يصل الى حوالى 18 ساعة في اليوم.