بغض النظر عن فحوى النتائج التي توصل لها اجتماع الأمس بين الاتحاد البحريني لكرة اليد وأنديته الأعضاء الراغبة في تصحيح الوضع الصعب الذي تعيشه صالات منافسات كرة اليد، فإن منافسات الدورة السداسية قد أصابتها الشيخوخة وباتت مدرجات صالة بيت التمويل الخليجي تسكنها الأشباح لقلة ساكنيها وأصبحت البطولة تعاني وتناشد من ينقذها بعد القرار غير الصحيح بحرمان جماهير أكبر رابطة جماهيرية في المسابقة (الأهلي) ومعها رابطتا الشباب والتضامن من الدخول بسبب أهزوجة أصبحت أكثر تناقلا من ذي قبل، إذ أصبح الكثيرون يطلبونها كـ«رنة خاصة لهواتفهم النقالة» في موقف تأكيد على عراقة هذه الأهزوجة وسخريتهم أيضا من القرارات التي طبقتها اتحادات اليد والسلة بأوامر وإن كانت غير مكشوفة من المؤسسة العامة للشباب والرياضة.
يعرف الكل بأن اتحاد اليد وضع نفسه بتطبيقه تعليمات الغير في موقف لا يحسد عليه، فهو في أول أعوامه الأربعة، وبدل أن يأتي اتحاد جديد لتصحيح الوضع السابق وإضافة أمور جديدة تضفي على مسابقاته الرونق والإثارة والحيوية، فإذا به يعاقب نفسه وأنديته بمثل هذا القرار، وبدل أن يفكر في طريقة لاستقطاب الجماهير التي بدأت من الموسم الماضي بالعزوف قليلا قليلا، أصبح الآن في الدائرة الضيقة التي يعمل فيها على إيجاد الحلول للخروج منها، وما اجتماع الأندية به ليل أمس إلا دليل واضح على رغبته في إخراج نفسه من الورطة التي يعيشها، وخصوصا أنه يسعى لتصحيح الوضع العام قبل الدخول في مسابقة كأس الاتحاد التي يأمل أن يقيمها بشكل أفضل وتكون نواة لعمله الصحيح الذي كان يريد تطبيقه في سبيل تطوير اللعبة.
على الاتحاد أن يكون متجاوبا إلى أبعد الحدود مع أنديته الأعضاء إن كان يعمل لصالح العملية التطويرية للعبة وليس لصالح مؤسسات أخرى، فهو من دون هذه الأندية لن يستطيع القيام بأي شيء في صالح اللعبة، وأن يبدأ انطلاقا من هذا الاجتماع الذي كان من المفترض انطلاقه من الاتحاد لا من مبادرة من رئيس نادي الدير، في إعادة المياه إلى مجارياها وإعادة الحيوية إلى الجولات المتبقية من الدورة السداسية لاسيما وأن المباراة النهائية ستكون بين الأهلي والشباب المحرومين من جماهيرهما، وبالتالي فإن جمالية المسابقة كلها ستكون في لقائها الختامي الذي يتطلب أن تحضره جميع الجماهير لتحتفل مع فريقها الفائز بالبطولة التي تسير على ما يبدو لأن تعود إلى النادي الأهلي بعد أن فقدها الموسم الماضي لصالح النجمة.
على الاتحاد أن يتنازل عن الغرامات المالية الكبيرة التي أوقعها بحق الأندية «الفقيرة» كالشباب والتضامن وحتى الأهلي، ويعود للعمل وفقا للقوانين التي تشترطها لائحة المسابقات المبوبة بالمادة «40» بعنوان الجزاءات على الجمهور من دون وضع عقوبات لا سند لها إلا في الخيال، وأن يعمل بالتالي على عمل مصالحة مع نادي الشباب خصوصا لأنه المتضرر الأكبر من القرارات الأخيرة للاتحاد.
في المقابل نتمنى أن تقف الأندية مع الاتحاد في المعضلة التي وضعته فيها جهات أخرى لا يهمها سوى التسلط والانفراد بالقرارات، وأن تبدأ في إعادة الحياة لمدرجات الدورة السداسية ومن بعدها كأس الاتحاد، لأن في ذلك صالح اللعبة والأندية والاتحاد معا، لكن في الطرف الآخر فإننا نستنكر تلك الأفعال التي يقوم بها أحد أعضاء نادي الشباب في تعامله مع أعضاء الاتحاد كما حدث في المباراة الماضية للفريق، وأن يحكم هؤلاء العقل بدل أن تطغى العصبية والتوتر على أفعالنا، فنحن بشر في المقام الأول والأخير ولا يجب أن ننزل إلى منزلة الأسوأ، ونحن نعرف الظلم الذي وقع على الشباب ونعترف بذلك، لكن لا يبيح لنا ذلك أن يقوم أحدهم برمي قارورة ماء باتجاه أحد أعضاء إدارة الاتحاد أو أن يلقي آخر عليهم تحية السلام ولكن بشكل غريب، فالقضية تتطلب منا تحكيم العقل على العاطفة وهذه هي مهمة الاتحاد أولا والأندية ثانيا.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2441 - الثلثاء 12 مايو 2009م الموافق 17 جمادى الأولى 1430هـ