في أحد أطراف العاصمة (المنامة)، يعرض أحد الآسيويين الحاصلين على الجنسية البحرينية والذين يعملون في وظيفة مرموقة – بالاسم على الأقل- سياراته بالجملة، والغريب ما يراه الباحثون عن السيارات في الإعلانات وتحديدا سعرها التنافسي الغريب على رغم أن معظمها سيارات جديدة نسبيا.
أحد (الفقارة) من البحرينيين رأى الإعلان، واستغرب من سعر السيارة الذي لم يتجاوز 2200 دينار على رغم أن سعرها في السوق لا يقل عن 3500 دينار! كان يعتقد أنها مزحة، ولكي يتأكد أكثر اتصل على الرقم المرفق في الإعلان فأجابه صوت جهوري : مرهبا...مين يتسل! أجابه الشاب:هل عرضت سيارة (...)للبيع موديل 2006؟ فأجاب:إي يبغي يشتري، تعال بسرعة في نفر يجي اليوم، إذا ما يشتري إنت تعال المغرب.
اتصل عصرا مرة أخرى فأجابه صاحب الصوت الجهوري: تعال بسرعة هذي نفر ما يشتري سيارة، يقول سعر واجد! ذهب الشاب - على نياته- ورأى السيارة في أبهى حلة، ولأنه ليس خبيرا جدا في السيارات لم يطلب الكثير من صاحبها ولم يسأل الكثير وركب فيها ليجوب بها الشوارع القريبة وبجاوره الآسيوي (آسف البحريني)... بعد دقائق، حك صاحب السيارة وجنته ولف شاربه وقال: ها سيارة زين، يالله يبغي يشتري؟ فقال البحريني:سآخذها لأقرب كراج، فقال له لك ذلك وذهب بها إلى كراج عادي فقيل له أن السيارة جيدة ولا تحتاج لأكثر من تبديل نقال السرعة (الجير) فناقش صاحبها لتخفيض السعر فأعطاه أمنيته ورجع الشاب بالسيارة فرحا إلى بيته. ولكن، خلال أسبوع واحد فقط، صرف الشاب على السيارة قرابة 700 دينار!
عندما سأل - في الوقت الضائع- عن السيارة في المرور قيل له إن بها حادثا، وحين راجع أحد الكراجات المعروفة قيل له أن جسد السيارة معوج ولم يتم تركيبه بعد الحادث بشكل صحيح... المشكلة أن الشاب المسكين لم يكن يعرف أن هذا الشخص يمتلك كراج في المنامة لإعادة السيارات التي أصيبت إصابات بليغة في الحوادث، ومن ثم يبيعها بأسعار تنافسية جدا، ولعل قائمة الذين (صادهم) تطول وتطول...
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 2441 - الثلثاء 12 مايو 2009م الموافق 17 جمادى الأولى 1430هـ