قبل أكثر من 14 شهرا اكتملت 230 وحدة سكنية بمحاذاة النويدرات (وهناك عمارات سكنية في طور الاكتمال أيضا)، وأهالي القرى الأربع المحيطة (النويدرات، العكر، المعامير، سند)، كانوا يتوسمون خيرا في وعود الحكومة، ولكنهم فوجئوا بعد أن اكتمل كل شيء بمن ينادي بالمحاصصة «الطائفية»، ويطالب بنصف الوحدات السكنية... والادعاء ذهب إلى أكثر من ذلك، إذ تم اختراع اسم «هورة سند» وقيل إن المحاصصة يجب أن تقسم على «هورة سند» وعلى القرى الأربع.
مسمى «هورة سند» ليس موجودا من الأساس، وهذه المنطقة كانت تسمى فيما مضى «بربورة»، وهذه اندمجت في العقود الماضية في نويدرات... ولكن هناك عوائل من «بربورة»، وهناك لقب البربوري، وهناك «مأتم بربورة» وكتب التاريخ المتوافرة لدى الأهالي وفي المكتبات تذكر هذا الاسم... وكانت توصف هذه القرية بأنها أرض خضراء وعيون وبساتين كثيرة.
اندثرت قرية بربورة في النصف الأول من القرن العشرين، واندمج أهلها في قرية النويدرات، ودارت الأيام ووعدت الحكومة بحل جانب من أزمة السكن، وهكذا استخدمت هذه المنطقة لتوفير احتياجات السكن للأهالي الذين ينتظرون منذ سنين طويلة، وبعد أن اكتملت المساكن وإذا بالبعض يطالب بمحاصصة، ويخترع اسما لم يكن موجودا من الأساس ولا يرتبط بهذه المنطقة.
أهالي القرى الأربع بدأوا اعتصاما مفتوحا بالقرب من الوحدات السكنية الجديدة، وهو اعتصام مستمر منذ أكثر من 14 شهرا، وهم يطالبون بحقهم بأسلوب حكيم، والأمل معقود في أن يتصرف الجميع على أساس وطني، وليس على أساس المحاصصة التي لا معنى لها في هذا المجال.
إن جميع أهل البحرين يستحقون الحصول على حقهم في السكن من دون محاصصة ومن دون غبن ومن دون تفضيل لفئة على أخرى، والحكومة تستطيع معالجة الأمور عبر الأساليب الرشيدة التي لا تترك مجالا للأهواء والأحقاد بأن تبث بين الناس لتعطل إصلاح الأمور على أرض الواقع.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2441 - الثلثاء 12 مايو 2009م الموافق 17 جمادى الأولى 1430هـ