انتقلت أزمة الفيضانات الأسترالية أمس (الأحد) إلى مناطق أقصى الجنوب إذ غمرت المياه أكثر من 1400 منزل فيما ارتفع عدد القتلى وانتشرت مظاهر الدمار في المناطق الشمالية الشرقية التي أغرقتها الفيضانات قبل أيام.

واستعدت عشرات البلدات الجنوبية لارتفاع مياه النهر إلى مستويات غير مسبوقة في ولاية فكتوريا إذ صرح مسئولو الطوارئ لوكالة «فرانس برس» إن المياه أغرقت أكثر من 1400 منزل وأن 3500 شخص فروا من منازلهم بعد أيام من الفيضانات التي شهدتها مقاطعة كوينزلاند شمال شرق البلاد.

وصرح المتحدث باسم هيئة الطوارئ، لاكلان كويك «أتوقع أن يرتفع العدد إلى 1500 منزل نهار غد (اليوم الاثنين)». وأضاف أنه «في فيضانات سبتمبر/ أيلول التي كانت من بين الأسوأ التي تشهدها المقاطعة، لم تغرق سوى عدة مئات من المنازل».

واجتاحت السيول المناطق الجنوبية الشرقية ودمرت الأسيجة والأشجار والطرق. وتلقت السلطات أكثر من 5 آلاف مكالمة لطلب المساعدة وقامت بأكثر من 100 عملية إنقاذ. وصرح أحد السكان ويدعى بيتر غريتغريكس من منطقة تشارلتون «الوضع يثير الصدمة والألم... إنه دمار شامل وبعض المتاجر في المنطقة المنخفضة أصابها الخراب... لم أشهد مثل هذا طوال سنواتي الـ 57». وقبل عامين قتل 173 شخصاً في مقاطعة فكتوريا في أسوأ حرائق تشهدها أستراليا، والآن تواجه أجزاء من المقاطعة فيضانات لا تحدث سوى مرة كل 100 عام، حيث لم تشهد بعض البلدات مثل هذه الفيضانات. ويقوم جنود من الجيش الأسترالي بالمساعدة على إخلاء السكان من منازلهم، بينما يقوم سكان عدد من البلدان بوضع أكياس الرمل لوقف تدفق المياه بعد انهمار كميات من الأمطار خلال يوم أو يومين تعادل ما يسقط خلال موسم كامل.

وتأتي هذه الفيضانات بعد أزمة استمرت 6 أسابيع في كوينزلاند إذ غمرت مياه الفيضانات منطقة بحجم فرنسا وألمانيا مجتمعتين، وبلغت ذروتها في اجتياح مدينة بريزبان الأسبوع الماضي التي تعد ثالث أكبر المدن الأسترالية، ما الحق دماراً بالبلدات الغربية.

في إطار آخر، قال مسئولو إطفاء وإنقاذ إن أعداد القتلى جراء الطقس الكارثي في البرازيل ارتفعت إلى 608 قتلى أمس الأول (السبت)، بينما تواصل فرق الإنقاذ انتشال جثث من تحت الأنقاض والانهيارات الطينية.

واعتبر مئة آخرون في عداد المفقودين. وتركزت الكارثة في ولاية ريو دي جانيرو بالمناطق الريفية الجبلية حول مدينة ريو. وشملت المناطق الأكثر تضرراً مدينة نوفا فريبورجو التي لقي فيها 271 شخصاً حتفهم ومدينة تيريسوبوليس إذ قتل 261 شخصاً. بينما لقي 55 شخصاً حتفهم في مدينة بيتروبوليس التاريخية، والتي تضم فيلات فاخرة لقضاء العطلات.