اليوم (الجمعة) 14 يناير/كانون الثاني 2011 ليس يوما عاديا في الرياضة البحرينية، ليس لأن منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم سيلاعب الهند لأول مرة في تاريخ مشاركاته في بطولة أمم آسيا، بل ان لعبة الإنجازات ويمثلها المنتخب الأول لكرة اليد سيظهر لأول مرة في تاريخ الألعاب الجماعية في نهائيات كأس العالم التي بدأت بالأمس في العاصمة السويدية ستوكهولم.
بلا أدنى شك أنه يوم تاريخي للعبة التي ضحت وقدمت الكثير من دون أن تجد الرعاية والاهتمام والتقدير والدعم حتى وصلت لنهائيات كأس العالم، التأهل الذي تأخر سنوات وسنوات لأسباب ليست مجهولة للجميع بكل تأكيد، لذلك من حق مملكتنا الحبيبة أن تفتخر بالمواهب التي فرختها كرة اليد البحرينية منذ أكثر من 30 عاما والتي بفضل الله ثم فضلها يرفرف علم البحرين في بطولة عالمية، ولمملكتنا أن تفخر بأن ما تحقق اليوم وما تحقق سابقا وما سيتحقق مستقبلا (بإذن الله) بسواعد وطنية خالصة جدا.
التأهل إلى نهائيات كأس العالم ليس الحلقة الأخيرة من مسلسل أحلام الشارع الرياضي العاشق لهذه اللعبة بل أنها الحلقة الأولى وما سبقها ما هي إلا بروفات المسلسل فقط، وبالتالي فإنه لابد وأن يستثمر الوصول إلى كأس العالم وأن لا يكون أقصى ما نتمناه كمجتمع رياضي في قلب اللعبة، وإن كان ومع كامل الأسف أن التأهل لم يستغل حتى الآن بالشكل الأمثل، بدليل أن قائمة العاطلين في المنتخب في ازدياد لا نقصان.
بإمكاننا أن نستثمر التأهل لكأس العالم من خلال مزيد من الاهتمام باللعبة، سواء على المستوى الشعبي أو المستوى الرسمي، فيأتي دور الأندية لتعزيز مستوى الاهتمام الشعبي من حيث تحفيز المواهب على الانضمام إليها أو حتى تعزيز التواجد الجماهيري، ويأتي دور اللجنة الأولمبية البحرينية إلى جانب المؤسسة العامة للشباب والرياضة بالنسبة للدعم الرسمي، فأندية كرة اليد لا يمكن أن تعمل بالموازنات الحالية التي (لا تؤكلها حتى الخبز اليابس)، والاتحاد لا يمكن أن يطور ويستقطب المدربين من دون موازنات مناسبة.
في النهاية، علينا كمجتمع كرة يد في البحرين أن نستمتع بكأس العالم، وبمشاركة المنتخب الوطني الأول فيها، وفي كل يوم نشاهده يلعب علينا أن ندعو له بالعودة مجددا لهذه البطولة وأن يبعد أي يد قاصدة الإضرار به عنه (....).
وأنا أقرأ تصريحات الشيخ طلال الفهد الأخيرة ضد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وقوله بأن ما حدث في المباراة من الحكم الاسترالي بنيامين وليامز عبارة عن مؤامرة مدبرة من الاتحاد الآسيوي ضد كرة القدم الكويتية لمخرجات (الكونغرس الآسيوي) وقبل ذلك مقعد المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي (الفيفا)، أصبت بحالة من الاستغراب وليس الشماتة كما ذهب إليه الكثير من الجماهير في تعليقاتهم.
لا أتفق مع ردود الفعل العنيفة التي صدرت من رئيس الاتحاد الآسيوي القطري بن محمد بن همام تجاه رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة اليد ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد، إلا أنني أتساءل التساؤل ذاته الذي طرحه بن همام في لقائه على قناة أبوظبي الرياضية، ماذا طورت في كرة اليد الآسيوية طيلة السنوات الماضية؟!، بالنسبة لي لا شيء.
لما يخطئ حكم مباراة في احتساب ضربة جزاء واضحة وضوح الشمس ولا يرفع حكم الراية رايته لاحتساب كرة تخطت خط المرمى، أعتبر بأنها مؤامرة مدبرة، فماذا يوصف ما حدث في تصفيات أصفهان في العام 2008 حين تآمر الاتحادان الكويتي والآسيوي ضد منتخبنا الوطني أمام إيران في المباراة المهزلة التي يتذكرها الجميع ولن تكون للنسيان أبدا لفظاعتها وقسوتها على كل البحرينيين.
استشهدت بحادثة واحدة فقط من أصل حوادث كثيرة لا تعد ومواقف سخيفة صدرت سابقا، وليس آخرها ما حدث في دورة الألعاب الآسيوية الشاطئية التي لا يزال يشتكي منها القطريون والأردنيون وليس البحرينيون فقط، وليس آخرها أيضا ما حدث لشبابنا في تصفيات كأس العالم التي أقيمت في الأردن في العام 2008، فالقائمة تطول.
لا أحب النظر إلى الخلف، وما كنت أساسا أود التطرق لممارسات الاتحاد الآسيوي لكرة اليد، إنما الشيء بالشيء يذكر، فما يحدث من تراشق رسمي وإعلامي بين بن همام مع أبناء الفهد وبعض من الإعلاميين القطريين مع زملائهم الكويتيين لا بد أن يتوقف من أجل مصلحة الرياضة في الخليج حتى لا نكون أضحوكة للآخرين، وفي الوقت ذاته ما يحدث في بطولات الاتحاد الآسيوي لكرة اليد لابد وأن يتوقف، ولو أنه قل في الآونة الأخيرة إلا أن هناك رؤوسا لابد أن تطير لأنها لن تكون قادرة على العيش وسط الأجواء النظيفة.
هناك شخصية في اتحاد اليد تستحق أن تنال سيلا من عبارات الإشادة والتقدير، لأنها وقفت وبكل مسئولية لهزة كانت ستصيب كرة اليد البحرينية وستؤثر عليها، وهناك لاعب من كوكب آخر يمتلك من الإمكانات ما يكفي لأن يكون الدجاجة التي تبيض ذهبا لناديه والمنتخب الوطني (....).
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 3052 - الخميس 13 يناير 2011م الموافق 08 صفر 1432هـ