وقّع وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة صباح أمس مذكرة تفاهم مع ممثل منظمة مكافحة العنف والإدمان الدولية خلال حفل تدشين برنامج مكافحة العنف والإدمان الذي نظمته المحافظة الجنوبية في نادي الضباط.
وقال وزير الداخلية: «إن البرنامج الذي اجتمعنا من أجله هو من البرامج الطموحة التي تُعالج الجذور من خلال التركيز على الفئة العمرية والشبابية من خلال تجربة ناجحة، كما تمّت بحرنة وتعريب البرنامج ونأمل تعميمه على جميع المحافظات».
من جانبه، قال محافظ الجنوبية ورئيس لجنة مكافحة العنف والإدمان الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة: «الإدمان يستنزف الدخل القومي ويُعطل طاقات الشعوب وعملنا مستمر في لجنة مكافحة العنف والإدمان منذ عام».
القضيبية - علياء علي
وقع وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة صباح أمس مذكرة تفاهم مع ممثل منظمة مكافحة العنف والإدمان الدولية (دار) خلال حفل تدشين برنامج مكافحة العنف والإدمان الذي نظمته المحافظة الجنوبية في نادي الضباط.
من جهته، قال محافظ الجنوبية رئيس لجنة مكافحة العنف والإدمان الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة: إن «الإدمان يستنزف الدخل القومي ويُعطل طاقات الشعوب وعملنا مستمر في لجنة مكافحة العنف والإدمان منذ عام ونحن جاهزون لتنفيذ أولى مراحل مشروع برنامج مكافحة العنف والإدمان وها نحن نضع لبنة الانطلاق الأولى التي تأسست من خلال أسس ومعايير دولية في ظل التطور الكبير الذي يشهده العالم في حدود القرية العالمية الصغيرة والبحرين جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة».
وفي كلمة له قال وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة: «إن البرنامج الذي اجتمعنا من أجله هو من البرامج الطموحة التي تُعالج الجذور من خلال التركيز على الفئة العمرية والشبابية من خلال تجربة ناجحة، كما تمت بحرنة وتعريب البرنامج ونأمل تعميمه على جميع المحافظات».
وأضاف «لن يتم ذلك إلا من خلال تفاعل الجهة المنفذة ولا بد أن يكون هناك إيمان بخطورة المشكلة وهي الدافع الأساسي».
وأردف الوزير «أنا فخور بهذه المبادرات الطيبة والمشجعة، كما أن شعار البرنامج موفق ولُخصت فيه المهمة ألا وهو «مكافحة العنف والإدمان»، ونأمل أن يتم تعميم هذا الشعار عربيّاً ولن يتم ذلك إلا بعد نجاحنا في البحرين إن شاء الله».
من جهته، أفاد السفير الأميركي آدم إرلي في كلمته التي ألقاها لدى تدشين البرنامج: «بعد عملي ثلاث سنوات سفيراً لبلدي في مملكة البحرين وهذا آخر عمل رسمي لي اليوم (الجمعة) سأغادر البحرين ولم أكن أتصور أن أحصل على فرصة ثمينة لأكون بينكم لمعاينة الجهد الجبار في هذا البرنامج لتطوير البحرين»، مفيداً أن «البرنامج (مكافحة العنف والإدمان) تأسس في العام 1986 من قبل شرطي في لوس أنجليس التي عانت من الجرائم والمخدرات واستطاع البرنامج النمو والتطور خلال ثلاثين عاماً».
وأوضح «حاليّاً 75 في المئة من المقاطعات التعليمية في الولايات المتحدة الأميركية يُطبق فيها هذا البرنامج، وخاصة أن الشباب يعانون من تحديات خاصة بهم مثل إدمان الكحول والمخدرات وضغوط الأصدقاء وآثار الانترنت وغيرها ولذلك تم تطبيقه في الولايات المتحدة الأميركية ونشهد اليوم تدشين البرنامج في مملكة البحرين».
وواصل أن «هذا البرنامج يشجع الشباب على التمتع بالحياة الآمنة والصحية والإيجابية، ومحافظ الجنوبية له رؤية عن فوائد البرنامج وذلك ليس بالهين بل يتطلب قدراً كبيراً من الذكاء والجهد، ويمتلك المحافظ الصفتين، كما أنوه بحكمة جلالة الملك لتولي الشيخ عبدالله هذه المسئوليات وتولية الشباب المسئولية لأن المنتفع من الجهد الذي تبذلونه هم الشباب وسيتعلمون التسامح والحوار والشراكة وذلك في صالحهم وصالح موطنهم وصالح الولايات المتحدة».
وبين السفير الأميركي أن برنامج منظمة دار (مكافحة العنف والإدمان) هو للربط بين المدارس ويعزز انخراط الشباب في حوار مستمر فيما يفعلونه لمجتمعهم وليس فقط مكافحة المخدرات والكحول وسيتمكن الضباط من تقديم هذه الدروس للطلاب وسيعمل الكثير من الموجودين هنا كمرشدين ببرنامج «دار-البحرين».
وختم قائلا: «أنتم تُسدون خدمات جليلة لوطنكم وأشكركم على ثقتكم الغالية وسنعمل كل ما هو جميل للمستقبل».
في السياق ذاته؛ ذكرت مديرة إدارة شرطة المجتمع مريم خلفان أنه «لا يخفى على الجميع أن كل المجتمعات تتعرض لآثار إيجابية وسلبية وتتمثل السلبية في ظهور سلوكات منحرفة لا بد من التصدي لها ولا بد أن نتعرف عليها فقد ارتفعت حالات هدم أو إتلاف المال الثابت أو المنقول من 3737 في العام 2009 إلى 4172 في العام 2010 وغالبية الحالات تركز المعتدون فيها في المرحلة الشابة، وفي العام 2009 بلغت حالات السرقة 6842 وفي العام الماضي 6071 حالة سرقة، كما بلغت حالات الاعتداء على سلامة جسم الغير 5220 في العام 2009 كما بلغت 5077 في العام 2010».
وتابعت خلفان أن «الحل في عدة تدابير من بينها غرس الوعي وتنميته وبناء الوقاية مبكراً لدى النشء الصحي وتفعيل الشراكة المجتمعية، وبمبادرة من محافظ الجنوبية وبالتعاون بين وزارة التربية والتعليم جرى مؤخراً التنسيق لتدريب نخبة من أفراد شرطة المجتمع على برنامج «مكافحة العنف والإدمان» ضمن برنامج متخصص على يد فريق من الخبراء من منظمة دار بهدف إكسابهم المهارات اللازمة والواجب توافرها لتحقيق أعلى مستوى من التوعية لوقاية أبنائها الطلبة وأولياء أمورهم».
وذكرت «تم اختيار هذا البرنامج كونه رائدا ومصدرا للإلهام وحفز السلوكات الإيجابية والتثقيف وللاهتمام بالنشء والشباب (...)، ويأتي استكمالا لرعاية القيادة الحكيمة في هذا الجانب واهتمامها بالشباب».
ونبهت أن «البرنامج يعتبر مصدرا للإلهام والحفز والتثقيف بشأن المهارات التي يحتاج إليها الشاب للنجاح في هذه الحياة، والبرنامج مشروع تعاوني بين التعليم ووجهات إنفاذ القانون يسعى إلى تعليم الطلاب مهارات اتخاذ قرار جيد من خلال: تأهيل الناشئة والأحداث في سن مبكرة على أن يقولوا لا لجميع أشكال الانحراف، وتزويد الطلاب بمعلومات دقيقة عن العنف وأي شكل من أشكال الإدمان».
وقال نائب رئيس المنظمة الدولية لمكافحة العنف والإدمان مايك كولمان: «تتطلع المنظمة إلى تنفيذ البرنامج في مملكة البحرين من أجل تحقيق الاستفادة القصوى التي يتيحها، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تطبيق البرنامج في منطقة الشرق الأوسط بعد تطبيقه في حوالي 54 دولة بالإضافة إلى غالبية الولايات الأميركية».
وأكد كولمان «يعتبر برنامج مكافحة العنف والإدمان متميزاً من بين العديد من البرامج التي يتم تطبيقها على المستوى الدولي وأنه يتم إعداده وتنفيذه من جانب أفراد الشرطة».
قال محافظ الجنوبية رئيس لجنة مكافحة العنف والإدمان الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة إنه يجرى حاليّاً إعداد المدربين لمشروع برنامج مكافحة الإدمان والعنف وعددهم حتى الآن 24 شخصاً من شرطة المجتمع من الذكور والإناث على أن يبدأ البرنامج بأربع مدارس من المحافظة الجنوبية يتم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتحديدها مع إمكانية البدء بأربع مدارس في كل محافظة.
وأشار إلى أن البحرين هي أول دولة في الشرق الأوسط تُطبق هذا البرنامج بعد تعريبه وبحرنته من قبل أكاديميين من جامعة البحرين ضمتهم المحافظة، لافتاً إلى أن النسخة العربية جاهزة.
وأوضح أن البرنامج توعوي وقائي والمرحلة الأولى من البرنامج ستكون من الصف الأول إلى الرابع الابتدائي، وترتبط الكلفة بعدد المدرسين، مفيداً بأنه بحكم ارتباطاتنا بالمنظمة لم يأخذوا منا ولكن الكلفة تشمل فقط رواتب المسئولين والمدرسين.
واستطرد محافظ الجنوبية «وضعنا هذا المشروع من أولويات عمل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ونتائجها سنقطفها في المستقبل، والبرنامج لا يستهدف المدارس الحكومية فقط بل يمتد إلى المدارس الخاصة أيضاً الذين لديهم أيضاً اهتمام بذلك وسنبدأ معهم في المرحلة نفسها».
وبين أن الموافقة على البرنامج تمت من قبل وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية وتم بحث آلية لإدراجه ضمن المنهج الدراسي، مبيناً أن الطلاب لن يخضعوا للاختبارات فيه.
وختم بأن «التعاون مع وزارة الصحة قائم ضمن عضويتها في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات فهو برنامج شامل ضد العنف والمخدرات والإدمان بكل أشكاله».
العدد 3052 - الخميس 13 يناير 2011م الموافق 08 صفر 1432هـ