العدد 3052 - الخميس 13 يناير 2011م الموافق 08 صفر 1432هـ

لبنان يتجه إلى مزيد من الاضطراب بعد سقوط الحكومة

عمق سقوط حكومة «الوحدة» في لبنان أمس الأول من الأزمة السياسية وكشف عن إخفاق سورية والسعودية في تضييق هوة الخلافات الداخلية بشأن محكمة أنشئت لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.

وأدت استقالة 11 وزيرا من حزب الله وحلفائه إلى سقوط الحكومة المصابة بحالة من الشلل بالفعل ويقودها سعد الحريري ابن رئيس الوزراء السابق.

وقد يعيش لبنان الآن أزمة سياسية مطولة فضلا عن تصاعد التوتر الطائفي، لكن محللين قالوا إنهم لا يتوقعون أي مواجهة عسكرية مفتوحة تضع حزب الله في مواجهة أنصار الحريري.

ويقول محللون إنه في حين إن نشوب صراع صريح قد يكون غير مرجح فإن احتجاجات الشوارع والمناوشات أو حتى العودة إلى التفجيرات والاغتيالات السياسية التي أعقبت اغتيال الحريري الأب العام 2005 لا يمكن استبعادها.

ولا توجد قوة عسكرية قادرة على تحدي حزب الله في لبنان إذ نزع سلاح الميليشيات الأخرى بعد الحرب الأهلية التي دارت بين العامين 1975 و1990. وحزب الله أقوى من الجيش اللبناني ويقود المقاومة الإسلامية لإسرائيل وليس مجرد حزب طائفي.

وستتضرر هذه الصورة بشدة إذا ثبتت أي صلة لحزب الله باغتيال الحريري العام 2005 . وقال زعيم حزب الله، السيد حسن نصر الله إنه يتوقع أن توجه المحكمة المدعومة من الأمم المتحدة الاتهام لبعض رجاله.

ولم يتضح بعد من الملوم في انهيار جهود الوساطة العربية التي بدأت حين اجتمع الرئيس السوري بشار الأسد والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في بيروت في يوليو/ تموز الماضي غير أن مسئولي حزب الله يشيرون إلى واشنطن.

وهذا الإخفاق دليل اكبر على عدم قدرة لبنان على التغلب على انقساماته الداخلية والمرتكزة الآن حول المحكمة. وقال كريم مقدسي الذي يقوم بتدريس العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية في بيروت «في الحقيقة أول من يلام هم الساسة اللبنانيون، بمجرد...أن توافق على أن مصيرك الأمني ومصيرك الشخصي الفعلي ناهيك عن مصيرك الاقتصادي والاجتماعي يتوقف على لاعبين خارجيين قد تتفق مصالحه مع مصالحك أو لا تتفق فإن هذا فشل ذريع للنظام السياسي لدينا».

وتابع مقدسي قائلا إن من الواضح أن الولايات المتحدة لا ترى الاتفاق السعودي السوري بشأن لبنان في مصلحتها على الرغم من أن من الصعوبة بمكان فهم كيف يتلاءم هذا مع التأكيدات التي ظهرت هذا الشهر بإرسال سفير أميركي إلى دمشق.

وأضاف «للأسف لا يفهم الكثير من اللبنانيين أن لبنان ليس بهذه الأهمية للولايات المتحدة... لن تفكر (واشنطن) كثيرا بشأن استمرار حالة الاضطراب في لبنان وهي تتعامل مع قضايا إقليمية أخرى تحتل أهمية اكبر بالنسبة لها».

ودعمت الولايات المتحدة المحكمة الخاصة التي تحقق في اغتيال الحريري بقوة والتي من المتوقع أن تصدر مسودة قرار الاتهام هذا الشهر. ويريد حزب الله الذي ينفي لعب دور في الاغتيال من لبنان أن يوقف كل أشكال التعاون مع المحكمة التي يصفها بأنها « مشروع إسرائيلي».

وحاولت السعودية وسورية احتواء التوتر في لبنان لكنهما لم تعلنا عما حققته جهودهما الدبلوماسية.

وقال مسئول أميركي كبير إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي تزور قطر الآن تسعى إلى التوصل إلى توافق دولي على مساندة لبنان والمحكمة مضيفا أنها تحدث بالفعل مع مسئولين سعوديين وفرنسيين ومصريين وستبحث القضية مع زعماء خليجيين يجتمعون بالدوحة.

وقال هلال خشان أستاذ العلوم السياسية إن واشنطن استخدمت «الفيتو» ضد المبادرة السعودية السورية وإن احتمالات تشكيل حكومة جديدة بسرعة هي ضئيلة. وتابع أن من غير المرجح أن يكرر حزب الله ما حدث في بيروت في مايو/ أيار 2008 حين سيطر الحزب عسكريا لفترة قصيرة على العاصمة بسبب اتخاذ الحكومة إجراءات اعتبرها عدوانية لكن خشان لم يستبعد حدوث مظاهرات.

وقال «ظاهرة أعمال الشغب بسبب ارتفاع أسعار الغذاء تنتشر في العالم العربي لهذا قد تحتمي المعارضة وراء المطالب الشعبية بمكافحة التضخم».

وتوقع لويس حبيقة أستاذ الاقتصاد بجامعة نوتردام أن يكون لسقوط الحكومة أثر اقتصادي ضئيل. وأضاف «ليست لدينا حكومة بالفعل وبالتالي استقالت أم بقيت سيان». وقال إنه لا يتوقع أن تسبب الأزمة أعمال عنف لكن أي زعزعة للأمن ستضر بالاقتصاد والسياحة.

وتابع أن اعتماد لبنان على قطاع الخدمات أصبح مفرطا إذ أن الصناعة والزراعة - الأكثر صمودا في وجه الصدمات الأمنية - يمثلان الآن 12.5 في المئة فقط من الناتج المحلي الإجمالي.

وقال جورج قرم وزير المالية السابق إن لبنان عاش في الخطر في الأعوام الخمسة الماضية لكن الاقتصاد ظل مزدهرا في غياب حكومة فعالة. وتابع «لبضعة أشهر تشهد تدهورا في بعض المؤشرات الاقتصادية والمالية ثم تعود الأمور إلى طبيعتها» مستشهدا بتجربة الاضطرابات التي وقعت بعد اغتيال الحريري وعقب حرب عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل.

وتكشف الأزمة الأخيرة مدى تعرض لبنان للتدخل الأجنبي بمساعدة من فصائل محلية متنافسة. وقال قرم «لبنان معروف بأنه دولة عازلة بين الطموحات السياسية المختلفة للقوى الإقليمية والدولية».

العدد 3052 - الخميس 13 يناير 2011م الموافق 08 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • مازن البحراني | 3:13 ص

      زائر 7 نعم هو حزب طائفي

      وانت من اي حزب طائفي جنابك المكرم؟

    • زائر 8 | 2:21 ص

      طائفي

      حزب الله حزب طائفي

    • مازن البحراني | 2:09 ص

      عزيزي زائر 5

      اذا وافق هو اعني سوسو احمد ، سيد جمعة ، ابوبراية ، على ما وصفته به ، فانا ننزل عند رغبتكم بتسميته بالمسمى الذي طلبت ، وخصوصا ان اسمه يتغير كل يوم وان نسبه يتغير كل يوم ، فقد تكون صفته ايضاً تتغير كل يوم ، فاليوم غزال وغداً ...........

    • زائر 5 | 1:44 ص

      وجهة نظر مخالفة للاخ مازن

      الاخ مازن مع احترامي لرايك السديد وثقتي فيما تكتب من الحق الا انه واسمح لي اختلفت مع اليوم في قولك لسوسو احمد قصي سيد او جمعة بعبارة ..هروب الغزال ان رأى اسداً يقترب منه ... فانا احترم وجهة نظرك ولكن رايي الخاص هو استبدال كلمة بكلمة وقلت رايي الخاص غزال بسبال واكرم الاخير فكان املي ان تكون العبارة كالتالي هروب السبال ان رأى اسداً يقترب منه

    • زائر 3 | 1:22 ص

      اللهم عجل فرج امامنا عليه السلام

      اللهم اعز الاسلام واحفظ رايات الحق واحفظ علمائنا الاعلام وعجل فرج ولينا الامام الحجة محمد ابن الحسن العسكري عليه السلام .. وجمعة مباركة انشاء الله على كل محب الى النبي محمد صلى الله عليه والـــه وسلم ولاهل بيته الطيبين الطاهرين اللذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا عليهم افضل الصلاة وازكى السلام

    • مازن البحراني | 1:11 ص

      يقول الدكتور مازن البحراني في تعليقه حول ( الطريقة السوسوية)

      وهي طريقة ان يتخفي فيها مدعي الحب للعترة الطاهرة ، ويدعي نسبه لها ، بينما هو ينسل من خال المسلمين،وهذه الطريقة افضل ما تستخدم من وراء حبات الكيبورد،ولو سألته هل تستطيع ان تثبت لنا ذلك على ارض الواقع فستراه يهرب هروب الغزال ان رأى اسداً يقترب منه
      ولذا وبناء على القاعدة السوسوية للدكتور مازن البحراني ، فهلا اجبتنا سيادة حضرتك ان كنت تستطيع ملاقتنا على ارض الواقع لنراك ونتعرف عليك كونك فريد من نوعك ولأول مرة اسمع بمن هم على شاكلتك بأن التقي بجنابك المكرم في اي مكان توده حتى تتحفنا بنظريتك العلوية

    • مازن البحراني | 1:05 ص

      يا سيد احمد / السادة الحقيقيون لا يكذبون وحين يواجهون يكونوا اصبر عند الطعان ولا يسلمون عند الوثبة فقل لي بربك ، من اي نوع سيادتك؟

      اهلا ابوالبراء اقصد سيد احمد
      ولأنك تنقتد الطريقة الصفوية،ولأني كشفت زيفك وكذبك،ولأنك رددت علي انك تنتسب الى الحسين دون الحسين وتتشرف بان يكون الحسن جدك ايضاً
      فاني اسئل جنابك الكريم،لماذا كذبت في المرة الاولى ونسبت نفسك للحسن،ثم غيرت رأيك
      هذا هو الدليل:
      "وانا ارجع الى الامام الحسن بن علي(ع)
      سيد احمد
      بواسطة:زائر 5-1|9 صباحاً
      وبتاريخ
      سيد احمد"حفيد الحسين بن علي(ع)
      بواسطة: زائر 11-1| 9:3 صباحاً
      فما تقول في الامر ، تتهمنا بالكذب والسب والشتم وقد فضحك الله ان كشف كذبك

    • زائر 2 | 10:58 م

      مؤسس الدولة الصفوية هو إسماعيل بن السيد حيدر ( قتل سنة 893هـ )

      اسماعيل الصفوى ( 1487 - 1534 ) شاه فارس من سنة 1502 لسنة 1524 ، مؤسس الدوله الصفويه فى ايران. سيطر على كل ايران و عمل المذهب الشيعى المذهب الرسمى فيها. غزا العراق و استولى عليه سنة 1508 عشان يحمى الاماكن المقدسه عند الشيعه فعاداه الاتراك العثمانيين السنيين اصحاب النفوذ فى المنطقه و غزا السلطان العثمانلى سليم الاول ايران و غلب اسماعيل الصفوى فى شالدران سنة 1514 و دخل تبريز عاصمة الصفويين لكن اضطر انه ينسحب و قامت سلسله من المعارك بين الصفويين و الاتراك العثمانليه.
      سيد احمد

اقرأ ايضاً