قدم وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر خالد الصباح أمس (الخميس) استقالته على إثر وفاة رجل جراء التعذيب في أحد مراكز الشرطة، بحسب ما صرح مصدر حكومي.

وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إن «الوزير قدم استقالته إلى رئيس الوزراء الذي يمكنه قبولها أو رفضها». ولم يتسنَّ الحصول على تأكيد رسمي لاستقالة الشيخ جابر، عضو الأسرة الحاكمة، التي طالب بها مؤخراً عدد من النواب. وأشاد النائب الإسلامي المعارض فيصل المسلم باستقالة وزير الداخلية التي اعتبرها «شجاعة» ودعا رئيس الوزراء الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح إلى قبولها.

بعد اتهامات لوزارته بتعذيب متهم جنائي حتى الموت

وزير الداخلية الكويتي يقدم استقالته

قال مصدر برلماني لوكالة «رويترز» إن وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر خالد الصباح قدم استقالته إلى البرلمان أمس (الخميس). وأضاف المصدر «تلقينا معلومات تفيد أن وزير الداخلية قدم استقالته والأمر يرجع إلى رئيس الوزراء بشأن قبولها من عدمه».

وتأتي الاستقالة بعد أن انتقد نواب كويتيون وزارة الداخلية أمس الأول واتهموا رجال المباحث بالتسبب في وفاة مواطن كويتي في العقد الثالث من العمر كان محتجزاً على ذمة قضية جنائية. وشهدت جلسة مجلس الأمة التي عقدت الأربعاء سجالاً واتهامات كان في غالبها موجهاً إلى وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد، على خلفية مناقشة ملابسات وفاة المواطن «محمد المطيري» بشبهة التعذيب على أيدي رجال مباحث محافظة الأحمدي (جنوب الكويت).

واتسعت قضية وفاة المطيري الذي تم ضبطه متلبساً - بحسب مصادر الداخلية الكويتية - بحيازة وبيع خمور بمنطقة جليب الشيوخ مساء السبت الماضي إذ تم ضبطه لحظة الاستلام والتسليم، لكنه أشهر سكيناً في وجه رجل المباحث وبادر بالهروب فتمت مطاردته فوق أسطح منازل متلاصقة في جليب الشيوخ حتى تم ضبطه.

وقد تطور الحادث إلى مطالبات شديدة للوزير بفتح تحقيق ومعاقبة المتورطين في التعذيب المفضي إلى الوفاة، بينما طالب نواب بإقالة الوزير المطلوب رأسه أصلاً منذ فترة. وفيما تقول مصادر في الداخلية إن المتهم لم يتعرض للتعذيب وانه مات بشكل طبيعي بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية كونه كان مريضاً أصلاً ولم يتعرض للتعذيب، إلا أن ذوي المتهم وعدداً من أعضاء مجلس الأمة والبلدي والناشطين قد بادروا إلى اتهام الداخلية وتحديداً رجال المباحث في إدارة مباحث الأحمدي بتعذيبه وضربه بشكل أفضى إلى الموت.

ونقلت مصادر أمنية لصحيفة «الوطن» الكويتية أن المتهم محمد المطيري قد اشتكى من آلام قلبية وتم طلب سيارة إسعاف له بشكل عاجل ونقل إلى مستشفى شركة النفط حيث تم علاجه، ثم أعيد إلى مبنى المباحث.

ثم اشتكى المتهم مجدداً فجر من آلام في الصدر، وتم نقله من جديد بسيارة الإسعاف إلى مستشفى شركة النفط حيث اتصل المستشفى بعد ذلك لإبلاغ الداخلية بوفاة المتهم. وأكد مصدر أمني رفيع لـ «الوطن» أن لجنة تحقيق ستتولى التدقيق على الوضع والتأكد من الاتهامات الموجهة إلى الداخلية وكشف الملابسات المحيطة بوفاة المتهم إن وجدت.

كما استغرب المصدر القول انه تم تعذيب المتهم أو محاولة إكراهه على الاعتراف، وأنه لا داعٍ لأي إجراء من هذا كونه ضبط في حالة تلبس.

تم تداول أنباء عن تقرير منسوب إلى مستشفى الأحمدي بأنه وصل بعدما توفي، وأن هناك آثار تكبيل وربط شديدين بالقدمين واليدين وآثاراً لكدمات متفرقة في الجسم وحول الفم ولوحظ خروج براز من المتوفى مع ترجيح أن يكون قد تم إدخال عصي في أماكن حساسة واستخدام العنف المفرط لكن لم يصدر أي تأكيد رسمي يؤكد ذلك بل كانت أخباراً متداولة عن رسائل هاتفية وتصريحات من نواب.