فشل المشاركون في منتدى المستقبل أمس (الخميس) في تبني بيان بسبب خلاف مع كندا حول بند فلسطين، فيما دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قادة الدول العربية إلى الإصلاح محذرة من أن التطرف يمكن أن «يملأ الفراغ».
واختتم المنتدى من دون بيان ختامي مشترك أو بيان رئاسي بسبب خلاف حول البند المتعلق بفلسطين بين المجموعة العربية وكندا التي تشارك قطر في رئاسة المنتدى. وخلال المنتدى، انتقد وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش البند المقترح المتعلق بفلسطين في البيان الختامي، داعياً إلى التأكيد على «الثوابت» ولاسيما حدود 1967 والقدس.
من جهتها، قالت كلينتون إن شعوب المنطقة «سئمت من المؤسسات الفاسدة» والسياسات «الراكدة» مقابل تراجع الثروات المائية والنفطية على قولها. وحذرت من أن «دولاً قليلة جدّاً» في المنطقة «لديها خطط» للتعامل مع الرؤية المستقبلية القاتمة، واعتبرت أن في «أماكن كثيرة من المنطقة، تغرق الأسس في الرمال».
الدوحة - أ ف ب
اختتم منتدى المستقبل أمس (الخميس) في الدوحة من دون بيان ختامي مشترك أو بيان رئاسي بسبب خلاف حول البند المتعلق بفلسطين بين المجموعة العربية وكندا التي تشارك قطر في رئاسة المنتدى.
وفي جلسة ختامية، أكد وزير الخارجية الكندي لورنس كانون أن المنتدى الذي يضم دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومجموعة الثماني إلى جانب المجتمع المدني والقطاع الخاص في المنطقة العربية، «اقتربوا كثيرا» من الاتفاق على بيان ختامي لكنهم فشلوا في النهاية.
ومن جهته، أكد وزير الدولة القطري للشئون الخارجية احمد بن عبدالله آل محمود فشل المؤتمرين في التوصل إلى بيان ختامي، إلا انه قال إن قطر وكندا ستعملان معا على إصدار بيان رئاسي مشترك في المستقبل القريب.
وكانت مسودة بيان ختامي وزعت على المشاركين للمرة الأولى منذ انطلاق المنتدى في 2004، لكن فشلت المجموعة في الاتفاق على صيغة لبند فلسطين بسبب خلاف مع كندا.
كما لم يعلن بيان رئاسي ختامي كما جرت العادة في المنتديات السابقة، بسبب خلاف على ما يبدو بين الرئيسين المشتركين، قطر وكندا.
وكان مسئول عربي شارك في المفاوضات أكد لوكالة فرانس برس في وقت سابق أن «المنتدى ككل مهدد بالفشل إذ قد لا يصدر بيان ختامي بسبب تعنت كندا». وأشار إلى أن كندا كانت «تحاول بشكل متعنت فرض بند فضفاض لا يشير بوضوح إلى حدود العام 1967 للدولة الفلسطينية والى القرارات الدولية ما يشكل استفزازا لسائر المجتمع المدني والحكومات في العالم العربي، وحتى لأوروبا وواشنطن».
وفي مؤتمر صحافي قبيل اختتام المنتدى، أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري «كان هناك مشكلة حول البيان الختامي مع كندا» مؤكدة أن بلادها وقفت إلى جانب الموقف العربي «وحاولت التوسط مع الكنديين» للتوفيق بين موقفهم والموقف العربي.
من جهته، أكد الأمين العام للمؤسسة العربية للديمقراطية محسن مرزوق باسم المجتمع المدني في ختام المنتدى «تحميل المسئولية للأطراف التي عرقلت صدور» البيان الختامي.
وشارك في المنتدى نحو 120 منظمة من المجتمع المدني والقطاع الخاص في العالم العربي مع حكومات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول مجموعة الثماني، بحضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرتها الفرنسية ووزراء خارجية من باقي دول مجموعة الثماني والمجموعة العربية.
وخلال المنتدى، انتقد وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش البند المقترح (الذي تتمسك به كندا) المتعلق بفلسطين في البيان الختامي داعيا إلى التأكيد على «الثوابت» ولاسيما حدود 1967 والقدس.
وقال قرقاش أمام المنتدى «علينا أن نخرج ببيان واضح (...) مع التأكيد على القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وعلى أن الاحتلال حتى حدود 1967 يجب أن ينتهي». ودعا إلى «بيان يؤكد على ما نعتبره أمرا مسلما به عالميا».
وقال متوجها ضمنا إلى الدول الغربية «لا يمكنكم أن تأتوا إلى المنتدى وتتكلموا مع المنطقة وتقولوا «نحن نتناول فقط الأمور التي نريد أن نتناولها ولا نريد تناول الأمور التي تريدون انتم تناولها».
وأضاف «أي شيء اقل مما جاء في البيان الرئاسي للمنتدى في المغرب العام 2009 لن نقبل به».
وكان ذلك البيان أشار إلى القرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام والإرث الثقافي المشترك لمدينة القدس. وأكد على هذا الموقف وزير الخارجية المصري احمد أبوالغيط معتبراً أن «القضية الفلسطينية هي الأساس في هذا الانزلاق بين العام الغربي من جهة والعالم الإسلامي والعربي من جهة أخرى».
وكانت كلينتون دعت في افتتاح المنتدى ، قادة الدول العربية إلى الإصلاح محذرة من أن التطرف يمكن أن «يملأ الفراغ». وحذرت من أن «دولاً قليلة جداً» في المنطقة «لديها خطط» للتعامل من الرؤية المستقبلية القاتمة واعتبرت أن في «أماكن كثيرة من المنطقة، تغرق الأسس في الرمال».
في المقابل، أكد متحدثون من المجتمع المدني وجود تساؤلات حول جدوى المنتدى الذي يهدف إلى إشراك القطاع الخاص والمجتمع المدني في صناعة القرار، وسط الركود أو التراجع في وضع الحريات والإصلاح السياسي خصوصا.
العدد 3052 - الخميس 13 يناير 2011م الموافق 08 صفر 1432هـ