علمت بمرضها من قريبة لي. لم تدهشني الإصابة بالمرض ذاته، فقد أصبح هذا المرض منتشراً الى حد كبير، لكأنه حمى أو زكام. وربما لم نعد الآن نتعجب ونستنكر فقد أصبح السرطان متمكناً منا شعوباً وأفراداً. ولم نعد في حاجة لنخفي اسمه تحت اسم «ذاك المرض» كما كنا نقول في الماضي. أصبحنا نسميه باسمه علانية وصراحة.
إن ما أدهشني في موت المرحومة الدكتورة لمياء الشهابي متأثرة بمضاعفات المرض إنها إنسانة تتبع النظام الغذائي الصحي المتوازن.
وهي رائدة في إدخال الطب البديل للبحرين، الطب البديل الذي أؤمن به لدرجة كبيرة، حتى لحظة كتابتي لهذا المقال اعتقد ان اتباع نظام صحي معتمد على الخضار بشكل كبير والحبوب الكاملة، والبقوليات والأعشاب البحرية، والقليل، القليل من اللحوم البيضاء مع الابتعاد عن السكريات والنشويات كالأرز الأبيض والخبز الأبيض يقي الى درجة كبيرة من مرض السرطان ومن أمراض أخرى كثيرة.
هنا محط الدهشة والاستغراب، الكثير من الحالات السرطانية شفيت تماما بمجرد أن اتبعت النظام الصحي المتوازن كالذي أشرت إليه أعلاه. والعودة للحياة الطبيعية المتوازنة. ولكن مهما علمنا ومهما تعلمنا يظل ما نجهله أكثر بكثير مما نعلمه كما يقول الشاعر أبو نواس:
قلل للذي يدعي في العلم معرفة
علمت شيئاً وغابت عنك أشياء...
لذا فأشياء كثيرة ستظل غائبة عنا وسنظل نجهلها ولا نعرف لها تفسيراً يشفي فضولنا أو يشبعه.
أعرف حالات كثيرة شفيت تماما بعد إتباعها بصرامة النظام الغذائي المتوازن، لكن السرطان قد يأتي من رتم الحياة المعاصرة نفسها المليئة بالقلق، والحزن والإرهاق والهم، هذا ما قالته لي إحدى الشافيات من المرض عندما فسرت لي أن إصابتها بمرض السرطان قد تكون بسبب الحزن الشديد لفقدانها أمها. وانا أثق في تفسيرها هذا.
لكن لماذا يزداد هذا المرض يوماً بعد يوم، ويحصد العديد من الأرواح؟
هل ثمة رسالة يود الموت أن يوجهها إلينا؟
بماذا يريد الموت أن يخبرنا؟
وما هي الرسالة التي لم نفهمها ولم نعييها بعد؟
من جهة أخرى؛ هل يمكننا اليوم ان نعيش حياة بعيدة عن القلق والمنغصات؟
ماذا نريد نحن من الحياة؟
وماذا تريد منا الحياة؟
هل أتينا عبثاً؟، لنمرض ونموت!
العمر قصير جداً بل اقصر مما نتوقع، والموت حاضر بقوة، مهما اعتقدنا أنه بعيد عنا. إذاً لماذا القلق، الذي لن يجعلنا نتقدم قيد انملة؟
لماذا الحزن الذي لن يحقق لنا شيئاً؟، ومع ذلك ليس هناك إنسان لا يحزن لفقد عزيز أو قريب، لكن الحقيقة العارية هي أن الحزن لا يجعل الأمر أفضل ولا يرجع لنا من فقدناهم.
الحزن يقتلنا ببطء، يحطمنا، وفي المقابل فإن ما ينقذنا في تلك اللحظات الموحشة والمظلمة هو الإيمان العميق بالله عز وجل.
الإيمان الحقيقي هو الذي يمكننا من التغلب على حزننا وألمنا ويمكننا من اجتياز المحن.
ثمة حكمة إلهية يقصر حدسنا وعقلنا البشري عن فهمها وإدراكها، الموت حاضر بقوة وفي كل لحظة. تأملوا مثلا منذ ديسمبر/ كانون الأول 2010 (العام الماضي) عدد الشباب الذين رحلوا بسبب الحوادث وهو أمر يزداد مع نهاية كل عام عندما تجد الكثير من الأرواح ترحل الى بارئها إما من المرض واما من الحوادث المختلفة تعددت الأسباب والموت واحد.
إذا ما أدركنا حقيقة الموت والمرض والألم، فهل سنظل نحمل في دواخلنا حقدا، وهما، وألما، وعتابا على اشياء تافهة بل تافهة جدا؟
هل نحن بحاجة لتأجيل الصفح والتسامح؟
ولماذا مازلنا نعيش وهم القوة ونحن نخاصم ونحقد؟
ربما لجهلنا بمدى ضعفنا أمام المرض، أمام الموت ولجهلنا أن الحياة مجرد رحلة قصيرة قد تنتهي في أي لحظة ولأي سبب؟
ليرحمك الله يا لمياء ليرحمنا الله جميعاً.
لنرحم أنفسنا بالتسامح والمحبة.
العدد 3050 - الثلثاء 11 يناير 2011م الموافق 06 صفر 1432هـ
كريم
مقالك رائع. وحتى بمعيار أن الهم يجيب السرطان أعرف ناس ليسوا هميين ولا غميين بالعكس يبسطون الأمور لكن السرطان قتلهم. للأسف في البحرين لا تزال البحوث حول المرض قليلة جدا طبعا بالنسبة للشفاء ممكن حسبما سمعت عند الاكتشاف المبكر جدا. سمعت أن مشيمع شفي من المرض. انشاء الله يكون صحيح له وكل مريض بهذا الداء اللعين.
اللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء
أختاه مقال جميل
الله يلهم أهلها الصبر والسلوان
ربما يخفف من حزن أهلها هناك الكثير من يترحم عليها
والاجمل ان المقال دعوة للتسامح ونبذ الحقد لان الحياة محطة عبور (ترانزيت) ومايبقى الا العمل الصالح والطيبة بين الناس.
أم أحمد
الخلايا السرطانية موجودة في كل انسان
المشكلة مو في وجود خلايا سرطانية لأنه عند انقسام الخلايا تنتج بعضها خلايا غير سوية وهي موجودة في كل انسان والمشكلة هي في حالة انقسام هذه الخلايا الغير سوية ( سرطانية) فستتحول لورم ، وفي حالة توفر البيئة المناسبة ممكن تنقسم ونوعية الاطعمة من اكبر العوامل التي توفر البيئة المناسبة كاللحوم والاجبان والسكريات والتلوث والوراثة( هذا الكلام سمعته من برنامج وثائقي فرنسي) ، من هنا اتباع نظام غذائي صحي أصبح في منتهى الأهمية وهو ما كانت تدعو له الدكتورة ..
وصفات طبية للأدوية العشبية
كنت ومازلت من اكبر المعجبين بالمرحومةحتى أني حفظت كلامها كله اللي كانت تقوله لما كانت تطلع في برنامج ( هوا الديرة ) بس سالفة الإعشاب والاطعمة اللي مصدرها الهند والصين وكوريا ما كانت تعجبني ،، ومؤخراً في أوربا تم اقرار قانون بضرورة تناول الادوية العشبية بوصفات طبية ،بس تطبيق مثل هذا القانون في البحرين صعبة لأنه الاوربيين ببساطة يعرفون بالضبط ماهية الاعشاب وفوائدها بالضبط اما نحن فما زلنا متخلفين فما اعتقد اننا تمكنا من معرفة فوائد ومضار كل ما تخرجه الارض والبحر ..
انا بعد مثلش استغربت
لانها تتبع نظام صحي وهي رائدة في هذا المجال، فهذا النظام ممكن جداً يقي من الاصابة من السرطان ، بس شلون كان علاج الدكتورة بالطب البديل ام بالتقليدي؟ الدكتورة كانت تدعو لانواع من الاعشاب والاطعمة تنبت في كوريا والصين والهند والسؤال اهنيه في البحرين مافي اعشاب وثمار تحتوي على ذات المواد خصوصاً انه من مبادىء الطب البديل هو الأكل مما تنبته ذات الأرض ، طبعاً في البحرين أكيد مافي مسح كامل وشامل لكل مما يخرج من الارض والبحر لمعرفة فوائدها كما حصل في تلك البلدان ..
صح سلانك
صدقت بالقول " لنرحم أنفسنا بالتسامح والمحبة"
أعجبني المقال..
الله يرحمها..
اللهم شافي كل مريض
والله يرحمها برحمته الواسعة...
المقال جميل ولكن كما قال أحد الزائرين هل فعلاً هناك من شفي بمجرد اتباع نظام غذائي صحي فقط ؟! من غير معالجة و أدوية !
فالذي نعرفه هو أن الأكل الصحي يقي من الكثير من الأمراض ومن ضمنها الكثر من أنواع مرض السرطان... ولكن الشفاء من هذا المرض هو أمر آخر يختلف عن الوقاية منه! كما أن هناك عدة أسباب لهذا المرض وما الأكل الغير الصحي إلا أحد هذه الأسباب .
العمر والمقدر
اذا كنا نوؤمن بانه الموت حق وان الانسان بيموت
فتعدد الطرق للموت تجعلنا لا ندقق ولا نتسائل امام الموت ولكن السؤال هل تعاملت مع المرض الخبيث بحيث يطيل لنا ولها العمر او ان الطب البديل
لايخفف او يساعد هذا هو السؤال ؟ فهل استخدمت الطب البديل ام الكيميائي للعلاج ؟
بحراني دايخ
الله يرحمنا ويرحمها برحمته
الفاتحة
د لمياء؟؟
اعرفها منذ كانت طبيبه في مجمع السلمانيه الطبي
هادئه الطباع طيبه وزوجها الخلوق د جاسم.
هذه فعلا رساله من الله تقول مها فعلتم ومهاما عملتم وعلمتم انا الاقوى والاقدر. ولا بد من وجود حكمه ربانيه في مرضها ورحيلها.
الى رحمة الله وعزاءنا لاهلها وزوجها وبنيها.
ابومحمود- بدالة السلمانيه.
لماذا يزداد هذا المرض يوماً بعد يوم
الغذاء الصحي وحده لا يكفي وكذلك التطور العلمي في مجال الطب لا يكفي لتجنب وتقليل الأمراض دون وجود بيئة صحية نظيفة.
أحد المصادر الخطير على البيئة مثل المواد الكيميائية التي تنبعث من المصانع.
الله يرحمها
رحم الهه جميع موتى المؤمنين والمؤمنات
كانت خوش دكتوه
سؤال
مقال حلو بس هل فعلا في ناس تعافوا من مرض السرطان ؟؟
جمرية
رحمك الله يالمياء سيرتك العطرة ملأت الأرجاء وهذا لعمري ما يتمناه كل امرء
الجميع يمدح هذه الانسانة لأنها تجاوزت الذات الى العمل للآخرين وقلة من يعملون ذلك
رحمك الله يالمياء وحنن قلوب العالمين على أبنائك.
رحمة الله واسعة
الله يرحمكى ويدخلكي فسيح جناته يا لمياء يا بنت الشهابي.
فقد كنتي انسانة بمعنى الكلمة لا اقدر ان انسى مواقفها الانسانية.