العدد 3048 - الأحد 09 يناير 2011م الموافق 04 صفر 1432هـ

توقعات بعيدة المدى تحتاج إلى إعادة نظر

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

أحد الزملاء بعث بتقرير أمس (أصدره مصرف إتش إس بي سي) عن «العالم في 2050»، يتضمن توقعات المصرف للوضع العالمي من الناحية الاقتصادية، إذ يشير - كما يشير كثيرون - إلى أن الصين ستصبح أكبر اقتصاد في العالم، وأن ناتجها القومي بعد أربعين سنة سيصبح نحو 25 تريليون (مليون مليون) دولار، وأن الولايات المتحدة الأميركية ستكون ثاني اقتصاد في العالم وناتجها القومي سيكون بمستوى 22 تريليون دولار. الصين أصبحت ثاني اقتصاد في العالم حالياً (وأزاحت بذلك اليابان) بناتج قومي يُتوقع أن يصل إلى نحو ستة تريليونات ونصف التريليون دولار، بينما لاتزال الولايات المتحدة تحتل المرتبة الأولى بناتج قومي يبلغ نحو 15 تريليون دولار.

توقعات العام 2050 تعتمد على خلفية تصورات تقول بأن كل شيء سيسير على ما هو الآن ، وأن الحكومات وواضعي السياسات سيتخذون القرارات الاقتصادية السليمة، والتقديرات تعتمد على توقعات بشأن محددات التنمية الاقتصادية، من أن الحوكمة الاقتصادية ستشهد درجة عالية من الاستقرار النقدي، وأن الحقوق المدنية والسياسية ستصعد نحو مزيد من الديمقراطية، وأن الشفافية ستزداد مع سيادة القانون، وأن حجم الحكومة لن يزداد كثيراً على ما هو عليه وربما يتجه نحو الهبوط، وأن رأس المال البشري سيصعد من ناحية مستوى التعليم والصحة ومعدل الخصوبة، وأن مستوى المدخرات و معدلات الاستثمار سيستمر على ما هو عليه، وأن الإنفاق الحكومي والادارة الاقتصادية تسير نحو اقتصاد السوق وتحرير المعوقات، إلخ.

هذه التوقعات تغفل المتغيرات غير المتوقعة... فكثير من التوقعات في ثمانينيات القرن الماضي كانت تتحدث عن أن اليابان ستتغلب على أميركا في وقت من الأوقات، ولكن الأزمة الاقتصادية التي مرت بها اليابان في العام 1990 أدت إلى تراجع نموها، وازدادت الفجوة بين أميركا واليابان منذ ذلك الحين، بدلاً من أن تتقارب... ربما ان الوضع يختلف مع الصين بسبب حجم سكانها وقدراتها الانتاجية والاستهلاكية.

وفي منتصف مايو/ أيار 2010، نظم المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية «منتدى البحرين الاقتصادي العالمي» وتحدث عدد من الاستراتيجيين المهمين عن توقعاتهم المستقبلية وناقشوا متغيرات ميزان القوى الاقتصادية العالمية والتأثير العالمي لهذا التحول... وكان من بين المتحدثين أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفرد الأميركية ريتشارد كوبر (وكان في طريقه إلى اجتماع آخر في الصين)، وردّ حينها على توقعات تفوّق الصين (اقتصادياً) على أميركا، وقال ان هذا الأمر غير ممكن مع استمرار القيادات الصينية على ما هم عليه، إذ إنه وحتى الصف الثاني منهم يفكر بطريقة لا تستطيع ان تتغلب على ديناميكية القيادات والنخب الأميركية التي تجدد حيويتها مع المتغيرات الكبير التي مرت على العالم منذ مطلع القرن العشرين.

كانت هناك أيضاً ورقة بحرينية قدمها وزير المالية الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة عن «رؤية البحرين 2030»، وكانت هناك وجهات نظر من بلدان أخرى... وواحدة من أهم المداخلات حينها كانت لنائب رئيس البنك الدولي أوتافيانو كانوتو الذي أشار إلى أن الخبرات المستفاد منها من مختلف أنحاء العالم تقول إن النمو الاقتصادي مهم جداً، وكذلك فرض سيادة القانون، ولكن الأهم من كل ذلك تحقيق العدالة والمساواة وإشراك جميع الفئات المجتمعية لكي تستقيم عملية التنمية الاقتصادية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3048 - الأحد 09 يناير 2011م الموافق 04 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 10:55 ص

      العدالة والمساواه قال

      يا دكتور انت تنفخ فى حديد بارد .. لكن بعض الشىء احسن من لا شىء

    • زائر 11 | 6:15 ص

      أبن المصلي

      نتمنى لوطننا الحبيب هذا التقدم والنمو الأقتصادي وهذا ليس بعسير عندما تكون النوايا طيبة ويضعون الرجل المناسب في المكان المناسب ويحاسب المقصر المفسد الكبير قبل الصغير ويحترم المواطن القوانين وفي المقابل تحترمه الدولة وتكافئه بغض النظر عن ديانته ومذهبه وطائفته فالمواطن له حقوق وعليه واجبات يجب أن يؤذيها على اكمل وجه وبهذه نستطيع بناء وطننا على المحبة بعيداً عن التمييز والطائفية البغيضة ونخلق من هذا الوطن واحة امن وآمان وتقدم على كافة الأصعدة العلمية والسياسية والأقتصادية

    • مواطن مستضعف | 3:20 ص

      الغرور الأميركي

      اقتباس:
      ((و قال ان هذا الأمر غير ممكن مع استمرار القيادات الصينية على ما هم عليه))
      هو مجرّد توقّع -و تمنّي- نابع من روح مشبعة بالنرجسية الأميركية المفرطة!!

    • زائر 10 | 1:30 ص

      2050

      يا دكتور من يضمن روحه يعيش باجر
      عشان نتوقع 2050 م

    • زائر 9 | 12:22 ص

      الظاهر يادكتور انا اشوف العكس

      انه فى عام 2050 سوف تقوم الساعة "..واذا زلزلت الساعة.." لاحظوا ان حتى الغيث انقطع عن هذه الارض كليا لماذا؟؟؟ لا مطر والجو المغبر ليلا ونهارا اين نحن ذاهبون من سخط الآله سبحانه وتعالي وكلها فسادا فى الارض والبحر والجو + ظلم العباد والله اني اقول اللهم عجل لوليك الفرج انك سميع مجيب الدعاء يارب العالمين

    • زائر 8 | 12:18 ص

      الفرق بسيط

      بين من يعمل للوطن والشعب ومن يعمل لنفسه ونفسه فقط..!!

    • زائر 7 | 11:07 م

      الاثنين

      التربص بالآخر هو الواقع .. بالعدل والمساواة والابتعاد عن الطائفية والتمييز وبناء الثقة من الطرف الرسمي في ابناء الشعب الاصليين هى الضمانة الوحيدة لبناء دولة المؤسسات ، الواقع الان شئ مختلف جدا جدا جدا على ارض البحرين .

    • زائر 6 | 11:00 م

      Good Morning Dr

      تنفخ في جرة مبطوطة يا دكتور ,
      ٍS.Hasan

    • زائر 5 | 10:43 م

      :

      أقتباس :إن النمو الاقتصادي مهم جداً، وكذلك فرض سيادة القانون، ولكن الأهم من كل ذلك تحقيق العدالة والمساواة وإشراك جميع الفئات المجتمعية لكي تستقيم عملية التنمية الاقتصادية...
      هذا الكلام مثل الأية الكريمة"ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى" فالبعض يأخذ بالنصف الأية فلا يقترب من الصلاة وينسى أو يتناسى النصف الآخر للأية كما هو الحال هنا أخذت الحكومة بفرض سيادة القانون ونست أو تناست العدالة والمساواة وأغلب الفئات المجتمعية .. عاد وين اللي يحس فى هالبلد؟!!

    • زائر 4 | 10:41 م

      هوس

      كنت فى زياره لماليزيا ورايت كيف تتقدم البلاد.من جميع البلادوكثره من الصينيين والهنود والايرانيين الكل يساهم فى العمل والتعليم ما سمعنااى تخوف عقول مستنيره مخلصه

    • زائر 3 | 10:29 م

      أين نحن مما يفكر الاخرون ....

      اخفاقات تليها اخفاقات واحيانا تحول تلك الاخفاقات الى نجاحات بقدرة قادر ويصفق المصفقون ويحتفل المحتفلون والمؤشر الذي لايخطئ مستوى معيشة المواطن لاسكن , لاتعليم جيد باعتراف المسؤولين عنه والالماذا مشروعات التطوير , لا خدمات صحية بدليل عدم كفاية الأسرة في السلمانية وتباعد مواعيد المرضى , لاعمل وان وجد فأجور متدنية , وان وجدت نجاحات فهي لفئة قليلة فاليتحدث الاخرون بصدق التاجر الموظف المواطن عامة والمسؤول نفسه والا لن تعالج مشاكلنا وكم كان شجاعا ذلك التاجر عندما اعلن رأيه في مسؤول أمام مسؤول كبير ...

    • زائر 2 | 10:11 م

      توقعاتي

      سيطرة الاسيويين على جميع مفاصل الحياة الاقتصادية في البحرين والامارات وقطر .... خطر الاجانب الموجودين حاليا والذين يتزايد عددهم يوم بعد آخر يفوق احتمال شن حرب من اي دولة على دول الخليج ، فهل انتبهنا الى هذه المشكلة وعالجناها عمليا؟

    • زائر 1 | 9:54 م

      المطرقة

      اقتباس: ولكن الأهم من كل ذلك تحقيق العدالة والمساواة وإشراك جميع الفئات المجتمعية لكي تستقيم عملية التنمية الاقتصادية.
      اذا كان جذي على التنمية الاقتصادية في بلادنا السلام

اقرأ ايضاً