ارتفعت الابتهالات الدينية من مختلف الأديان والمذاهب في الكنيسة الإنجيلية وسط المنامة للصلاة من أجل السلام مساء أمس الأول، وجدد المصلون من المواطنين والمقيمين إدانتهم وشجبهم لحادث التفجير الإرهابي الذي طال كنيسة القديسين في الإسكندرية مع الدقائق الأولى من العام الميلادي الجديد.
وأكدوا في مراسم حداد أقيمت في الكنيسة الإنجيلية، أهمية تعزيز قيم التعايش، والتسامح بين الأطفال والناشئة، مبدين أسفهم الشديد للخسارة التي حصلت في الأرواح، ومشددين على ضرورة تعقب الجناة ومحاسبتهم.
وشهدت الكنيسة الإنجيلية إلقاء العديد من الكلمات من قبل شيوخ مسلمين، وقساوسة كما ملأت الكنيسة أصوات التراتيل والدعاء والصلاة على الأرواح التي فقدت في الاعتداء الآثم، معبرين عن أمنياتهم بأن يحل السلام في العالم، وبالأخص فلسطين والعراق.
وبدأت مراسم الحداد بكلمة لراعي الكنيسة الإنجيلية هاني عزيز، قال فيها: إن على الكل أن يدرك أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس مختلفين في الجنس واللون واللغة، ونحن يجب ان نتعامل مع هذا الاختلاف، بقبول بعضنا بعضاً كما خلقنا الله، وأن نحترم حرية الآخر في اختياره لدينه، ويجب ألا نصنف الناس على أساس دينهم أو عقيدتهم.
وحذر القس هاني في ختام كلمته من التهاون في التعاطي مع مشكلة التطرف والتزمت، مؤكداً ضرورة الاعتراف بوجود مشكلة، وتنمية روح الانتماء، والاهتمام بالطفل وتوفير المناخ الصحي له وذلك في البيت والمدرسة ودور العبادة، وعدم تغذية الأولاد بروح الطائفية.
وبالنيابة عن السفير المصري في مملكة البحرين، ألقى نائبه كريم شريف كلمة، أكد من خلالها أن الاعتداء على كنيسة القديسين في الإسكندرية ليس اعتداءً على المسيحيين فقط، وإنما اعتداء على السلم الأهلي والأمن المصري، وقال: إن العنف والإرهاب لا يعرف دينا، أو لغة، أو عرقا أو لونا. داعياً إلى الصلاة على أرواح الأبرياء، ومتمنيا لمصر دوام الأمن والسلام.
من جانبها، أكدت عضو الجمعية البحرينية للتعايش بين الأديان «تحت التأسيس» عضو مجلس المحرق البلدي فاطمة سلمان: إن ما حصل من تفجير لكنيسة القديسين بالإسكندرية هو عمل إجرامي مدان من قبلنا، ونحن إذ نعبر عن ألمنا لما جرى هناك، فإن ذلك الحادث يدعونا إلى أن نرص الصفوف في مواجهة الاعتداءات التي تحدث في أي مكان في العالم ضد أتباع الديانات المختلفة، فالأديان لها حرمة ودور العبادة من كنائس ومساجد وغيرها لها قدسية لا يجوز المساس بها فضلاً عن الاعتداء عليها أو ازدراء أتباعها.
كما ألقى الشيخ أحمد أمر الله كلمة عزى فيها أهالي المصابين في حادثة الاعتداء على كنيسة القديسين، رافضا ما أسماه تسييس الديانات والتعاليم السماوية، محملاً «الأنظمة السياسية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية مسئولية العنف».
أما الشيخ صلاح الجودر، فجدد شجبه للاعتداء، وقال: «نتابع بقلق شديد ما تشهده المنطقة العربية في الآونة الأخيرة من تزايد توتير وتأزيم العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، ومن تسييس وتصعيد القضايا والأحداث، ونشر ثقافة الصدام البغيض بين إخوان تجمعهم أخوة النسب حين حلل الله التزاوج بينهم، وأخوة المواطنة حيث لا يخلو بلد مسلم من مواطنين مسيحيين».
وأضاف «ان كثيرا من القبائل المسيحية منذ عهد النبي (ص)، بعضها أسلم وبعضها بقي على مسيحيته، وهي قبائل عربية أصيلة تنتمي إلى أوطانها، وهي جزء لا يتجزأ من تاريخ المنطقة وهويتها، والأهم ما يجمعنا من أخوة الخلق، وهي سنة أصّـل لها الخليفة الراشد علي بن أبي طالب وكلف واليه على مصر بالأخذ بنهجها القائم على التآخي الإنساني بين المسلمين والمسيحيين».
وأكد أن «أعمال العنف هي انتهاك للعلاقة السلمية بين أبناء الوطن الواحد، العلاقة الواجبة شرعا بين كل من المسلمين والمسيحيين»، مشيراً إلى أن «العنف يعد فعلا مستجدا ودخيلا علينا لم يعهده آباؤنا ولا أجدادنا، حيث أن تاريخنا زاخر بمظاهر التعايش الحضاريّ في الإسكندرية وفي بغداد وفي دمشق وفي القدس وفي المنامة، بل في كل ديار العرب التي لا تخلو من مسلم ومسيحي ويهودي وغيرهم».
وبدوره أعرب راعي كنسية السيدة العذراء في مصر، القمص ميساك الأنبا بيشوي، عن شكره للمعزين، مشيراً إلى أن منفذي الاعتداء هم فرقة ضالة ليس لها دين، ولا تعرف الله، وسرقت البسمة والفرحة من الأبرياء، وأن هذه الثلة لا تمثل المسلمين. متطرقاً إلى فضائل السيد المسيح عليه السلام. وتحدث أيضاً الأب سابا من «كنيسة الروم الأرثدوكس»، والقس جيمس هرسون من «الكنيسة الإنجليزية».
العدد 3048 - الأحد 09 يناير 2011م الموافق 04 صفر 1432هـ
سبحان الله
عضو الجمعية البحرينية للتعايش بين الأديان «تحت التأسيس»
ودامها تحت التأسيس امدها تصير عضوة!!!!