في الحقيقة لست من النوع الذي يحبذ النشر في الصحف ووسائل الإعلام، ولكن كما يقولون الغريق يتعلق بقشه لكي ينجو، وبالنسبة لي فأنا الآن على مشارف الغرق... فمشكلتي ولو أنها بسيطة عند البعض إلا أنها صعبة بالنسبة لي كأم بعيدة عن أبنائها وقد أخذت مني هذه المشكلة مجهودا كبيرا من الصعب وصفه.
لن أطيل في المقدمة وسأدخل في صلب الموضوع لعلي أحظى بالقلب الرحيم الذي يحن علي ويستطيع حل مشكلتي، فأنا امرأة بحرينية في العقد الرابع من العمر، كنت متزوجة من رجل أجنبي ولديّ من الأبناء 4، انفصلت عنه وعدت للعيش في بلدي الحبيب البحرين مع ابنتي الصغيرة تاركة خلفي أبنائي الثلاثة هناك، إلا أنني منذ أن عدت إلى بلدي وأنا أحاول أن أحضر أبنائي للعيش معي وتحمل معاناة الحياة عني لأنني في أمس الحاجة لهم، قدمت طلب تأشيرة زيارة لهم وبعد شهرين من المراجعة والذهاب كل أسبوع إلى دائرة الهجرة والجوازات وحيث يتم إرسالي هناك من مكتب إلى مكتب ومن مبنى إلى مبنى تم إخباري أن التأشيرة قد رفضت من دون سبب يذكر، عاودت المحاولة مراتٍ عدة وفي كل مرة أحظى بنفس الرد، ومع أنني امرأة لا حول لي ولا قوة، أقوم بالذهاب والتنقل بين الموظفين وأكثرهم لايبالون بمشكلتي، أطلب منهم مقابلة المسئول ولكن يقولون لي أنه غير موجود أو في إجازه أو... أو... ألخ.
في كل مرة كانوا يطلبون مني وثائق ومستندات مختلفة، فكنت في كل مرة أتعنى أوقاتا طويلة في جمعها وأطلب من أولادي إرسالها لي بأسرع وقت ممكن حيث هناك أيضا يتطلب منهم التنقل من وزارة إلى وزارة أخرى لجمع المستندات المطلوبة، بصرف النظر عن المبالغ الطائلة التي يتم دفعها لكي يحصلوا على هذه المستندات .
وللأسف بعد جمع كافة الأوراق المطلوبة وإرفاقها مع الطلب يقومون بطلب أوراق أخرى وينثر رماد عملي المعني في الهواء... وبعد عدة محاولات قمت بطلب «فيزا عمل» إلى أحد أبنائي لكي يعمل في شركة الوالد لإعالتي أنا وأخته حيث وعدني الموظف وأكد لي أنه بطلب «فيزا العمل» سيحصل ابني على الموافقة وقام المخلص الخاص بالشركة بتقديم الطلب وبعد جهد وعناء حصلنا على «فيزا العمل» وقدمتها بنفسي لهم وأنا كلي أمل أنها ستحظى بالموافقة، وبعد معاناة عدة شهور ومراجعات قالها لي نفس الموظف وباستهزاء أنها قوبلت بالرفض.
إنهارت أعصابي ووصلت لحالة اليأس ولكن عدت مرة أخرى وقدمت طلبا جديدا ورفض أيضا، وانتهت «فيزا العمل» لأن مدتها 6 أشهر فقط، وأنا لم أحصل على «فيزا» لأي واحد من أبنائي، أحسست حينها أن جميع الأبواب قد أغلقت، إلا أنه لاح لي بصيص أمل واحد ألا وهو المجلس الأعلى للمرأة لعلي أحظى بحل مشكلتي هناك وتقدمت بطلب إلى قسم الشكاوي هناك وذلك بتاريخ 21/3/2008م لم تقصّر المسئولة هناك حيث حاولت جاهدة، لكن حتى الآن لا جديد في الموضوع.
أنا أتسائل أين قانون «لم الشمل» الذي يتحدثون عنه؟ أليس من حقي كمواطنة بحرينية أن أعيش في بلدي بأمان حيث لي حقوقي الخاصة؟ أليس من حقي أن ألم شمل عائلتي من جديد؟ ومن جهة أخرى أين قانون حقوق أبناء المواطنات البحرينيات؟ فإذا كانت تأشيرة الزيارة تتطلب كل هذا الجهد والتعب والمعاناة فكيف بطلب الجنسية إذا؟! وكم من الوقت سأحتاج لكي يمنحوهم إياها والتي من المفترض أن يضمنها لهم القانون؟!
لقد أصبت بخيبة أمل كبيرة بعد هذه المدة من المحاولات الفاشلة، حقا لقد تسلل إلى قلبي اليأس بأنني لن أعيش تحت سقف واحد مع أبنائي الذين أنا في أمس الحاجة إليهم، ولكن لولا إيماني بالله لكنت من اليائسين (ولا تيأسوا من روح الله فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) لولا هذه الكلمات التي تمنح الأمل في قلب الإنسان.
أتمنى أن تصل رسالتي هذه إلى المسئولين وإلى من يهمه أمر الأمهات المغصوبات حقوقهن وأن يتحلوا بروح الرحمة لأنه لا أحد يستطيع أن يعيش من غير فلذات كبده.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
العدد 2440 - الإثنين 11 مايو 2009م الموافق 16 جمادى الأولى 1430هـ