العدد 2440 - الإثنين 11 مايو 2009م الموافق 16 جمادى الأولى 1430هـ

عقوبات تشلسي وعقوباتنا!

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

تتجه البطولات الأوروبية الكبرى نحو ختامها المنشود في ظل انكشاف فرسانها الكبار، فالدوري الإنجليزي الأقوى حاليا يتصدره مانشستر يونايتد بجدارة واستحقاق، إذ اقترب فيه من التتويج على رغم المنافسة القوية من فريق ليفربول، وفي إسبانيا فإن الأمور محسومة تماما لصالح برشلونة وخصوصا بعد سداسيته القاسية في مرمى غريمه ريال مدريد، أما في إيطاليا فإن الانتر لم تعد تفصله سوى نقطة واحدة عن التتويج.

ولكون المسابقتين الإنجليزية والإسبانية هما الأقوى فإن بطليهما من الطبيعي أن يوجدا في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا للعب النهائي الحلم في 27 مايو/ أيار الجاري.

هذا النهائي الذي أنصف عشاق اللعب الهجومي والكرة الممتعة بوجود الفريقين الأفضل هجوميا هذا الموسم سيكون نهائيا مختلفا عن جميع النهائيات السابقة كونه يجمع فريقين متوازيين في القوة والرغبة في الفوز واللعب الهجومي، وبالتالي فإنه سيكون نهائيا تاريخيا غاية في المتعة والإثارة.

والأكثر من ذلك أن كلا الفريقين ينشد الجمع بين عدة بطولات في موسم واحد، علاوة على رغبة كل منهما في تأكيد أنه الأفضل على المستوى العالمي بعد كل ما قدماه من عروض مذهلة، إلى جانب أن نجوم كلا الفريقين يسعون لتأكيد أفضلية كل منهم على الآخر، فالمباراة هي مواجهة خاصة بين الأرجنتيني ميسي والبرتغالي رونالدو وبين فرديناند وبويول وبين روني وإيتو.

فالنجوم جميعهم حاضرون، والكل يترقب لحظة الحسم مع انطلاقة صافرة البداية للموقعة التي ينتظرها الجميع.

عموما، نستطيع أن نقول أن كرة القدم أنصفت في هذه المرة اللعب الهجومي وأوصلت إلى النهائي الفريقين الأفضل بكل المقاييس، وهي من المرات النادرة الحدوث في عالم المستديرة المجنونة.

ونهائي دوري أبطال أوروبا هو نهاية لأفضل البطولات السنوية العالمية تنظيما وأغلاها سعرا وأضخمها أرباحا وأكثرها جماهيرية حول العالم، إذ إن هذه البطولة يتسابق فيها خيرة الأبطال في مختلف الدوريات، وأثبتت الأندية الإنجليزية علو كعبها بوصول 3 منها للدور نصف النهائي الذي حدثت فيه المواجهة الأكثر جدلية بين برشلونة وتشلسي.

وعلى رغم مرور قرابة الأسبوع على المواجهة الثانية بينهما وما حفلته من حوادث مثيرة واحتجاجات كبيرة، فإن الجميع مازال إلى اليوم بانتظار موقف الاتحاد الأوروبي للعبة بقراراته الرادعة، لأن الأوروبيين يتعاملون بكل احترافية وبحسب القوانين الموضوعة من دون أي تساهل ومجاملات.

مر أسبوع ولم يصدر من الاتحاد الأوروبي أي تصريح أو تلميح عن العقوبات المحتملة، وبعد أن كان أفراد تشلسي ثائرين جراء الهزيمة والقرارات التحكيمية وهجومهم الحاد على حكم المباراة، نراهم الآن يعتذرون ويتأسفون على ما بدر منهم بعد أن هدأت نفوسهم.

فانتظار الاتحاد الأوروبي للغبار أن ينجلي وللنفوس أن تهدأ هو من الحكمة الكبيرة في المعالجة، فأفراد تشلسي أدركوا خطأهم بأنفسهم وسيتقبلون العقوبات بحقهم الآن بكل رحابة صدر؛ لأن من سيصدرها سيكون متسلحا بكل القوانين والتشريعات ومن دون أي ضجيج أو انفعال، لان هذا الاتحاد القاري لا يتعامل بردة الفعل وإنما هو صاحب الفعل والقرار العادل.

مثل هذا الدرس الأوروبي نتمنى أن نستفيد منه في إدارتنا لأزماتنا الرياضية المختلفة، فإصدار قرارات انفعالية وبطريقة الجماهير الثائرة يفرغ إداراتنا من محتواها ويحولها إلى طرف في المشكلة بدل أن تكون حكما فيها، وعندها تفقد صدقيتها فتلجأ إلى التبرير القاتل الذي يفجر الأمور بدل أن يصلحها.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2440 - الإثنين 11 مايو 2009م الموافق 16 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً