حينما كنت في دوحة الكرة الخليجية لساعات قليلة الأسبوع الماضي لحضور مؤتمر الناقل الرسمي لبطولة كأس آسيا «قناة الدوري والكأس» أعلنت عن توظيف أكثر من 600 فني وتوفير أكثر من 80 كاميرا لنقل مباريات كأس آسيا بأحدث ما توصل له العلم الحديث في وسائل النقل. وجدت أن الدوحة تزينت للدورة بشكل لافت، واستعدت لاستقبالها في أجمل الصور إلا أنني لمست من حديث المسئولين، أن هدفهم الأول ليس مجرد نجاح الحصول على درجة التميز في التنظيم، لأن هذا الأمر مفروغ منه وسط الإمكانات الكبيرة المتوفرة، ولكن من أجل أن يحقق منتخبها نتائج متقدمة ترضي جماهيره والمسئولين في الدولة، وهم الذين وفروا للمدرب الفرنسي ميتسو «لبن العصفور»، ومنّوا النفس أن يمحوا الصورة الباهتة التي خرجوا بها من «خليجي 20» لذلك أعلق وأقول بعد نهاية مباراة الافتتاح التي مني فيها المنتخب القطري بهزيمة قاسية من المنتخب الأوزبكي، بأن قطر نجحت نجاحا باهرا في التنظيم قبل أن تنتهي الدورة، ولكن ميتسو فشل في إعداد منتخب ينقل قطر من مصاف المنتخبات المتوسطة إلى مصاف المنتخبات المتقدمة التي ستصل إلى الأدوار النهائية! مثل منتخبات المملكة العربية السعودية والكويت وحتى الامارات والبحرين، والتي أكدت تفوقها على أعتى المنتخبات الآسيوية، ففاز المنتخب السعودي باللقب 3 مرات مثله مثل المنتخب الياباني والإيراني، كما فازت الكويت مرة واحدة بالبطولة، وتأهلت الإمارات مرة واحدة إلى المباراة النهائية.

كما شكلت خسارة منتخب الكويتي أمس من التنين الصيني بالنتيجة نفسها القاسية إحباطا جديدا غير متوقع، لأننا كنا نأمل أن يقدم حامل لقب بطل الخليج عروضا تتماشى مع ما قدمه في تلك البطولة على أقل تقدير!

وأقول بصدق، إن الشارع الرياضي العربي لم يكن متفائلا بدرجة كبيرة في وصول منتخباته إلى الأدوار النهائية لعدة أسباب أبرزها، أن منتخبات كوريا واليابان وأستراليا قدمت في كأس العالم الأخيرة عروضا قوية نافست أقوى فرق العالم. كما أنها بعد كل مدة سنوية تقفز قفزات سريعة إلى الأمام بعكس دولنا العربية التي تهرول لفترة ثم تتوقف فترة أخرى!

والمقدمة التي سقتها لا أدعو فيها إلى التشاؤم، ولا إلى الإفراط فيه، بسبب نتائج المباراتين الماضيتين، أو بسبب المستويات العالية لمنتخبات لعلها تكون «كبوة حصان» وأتمنى أن تحقق بقية المنتحبات، السعودية والعراق والإمارات والبحرين والأردن وسورية نتائج أفضل تليق بمكانة الكرة العربية الآسيوية