العدد 3047 - السبت 08 يناير 2011م الموافق 03 صفر 1432هـ

أمّة جديدة لا تعرف الأدب!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أمّة جديدة نصنعها نحن هذه الأيام لا تعرف الأدب، فأحدهم يتطاول على أبيه، والآخر يقوم بضرب أمّه، والبقيّة تستهزئ بمن ربّاها وصرف عليها وأنشأها تنشئة اجتماعية صالحة.

هل الخلل في طريقة التنشئة الاجتماعية الجديدة؟ أم انّ الخلل موجود في أبنائنا، أم انّه تأثير الإعلام السيئ بمسلسلاته غير الهادفة؟!

نجد بعض الأبناء يجحدون ما يصنعه الأب لهم، وما تبذله الأم من أجلهم، فتلاحظهم ساخطين دوما مهما قدّم الوالدان من عطاء، وهم بالفعل لا يستطيعون التعايش مع والديهم أو مع أهلهم، فالحقد والكراهية والأنانية مزروعة بداخل أحشائهم.

هناك صنف ثانٍ من الأبناء من يستعِّر من عمل أبيه أو من سيارة أمّه، أو حتى من التواجد في مكان يجعل الناس تعرف عن أمّه وأبيه شيئا، ويحاول على الدوام لبس ثوب ليس ثوبه!

أيضا تجد البعض منهم يُعلي الصراخ على والديه، ولا ندري إن كان يريد إثبات شخصيته عليهما أم انّه لا يستسيغهما، وفي كلتا الحالتين الموقف مقزّز، ويشعرك بالضّيق لوجود أمثال هؤلاء.

لسنا اليوم في موقف الجلاّد، ولسنا في موقف المتحدّث، ولكننا في موقف ملاحظة أمّة جديدة على المجتمع البحريني من جيل جديد، لا يستحي ولا يهتم ولا يكترث.

أحدهم يقول لنا إنّ ابنته لا تتكلّم معه مدّة لا تقل عن السنة، والسبب هو نصحه لها، وخوفه عليها... كيف أصبح بناتنا وأبناؤنا يتحكّمون في المواقف بهذه الطريقة، وبدل أن نخاف عليهم نخاف منهم؟!

في قضايا أخرى نجد من يشب حربا على أبيه ويحاول إغضابه لا لشيء إلا التمتّع برؤية أبيه حزينا وغضباناً، ويذكر للجميع ويفتخر بأنّه يستطيع جعل أبيه على هذا الوجه، فهو أحلى بكثير من أن يكون سعيدا!

هل فقدنا طرق التربية الصحيحة أم أجيالنا المستقبلية مختلفة عن الأجيال السابقة؟ أم إنّ كل العوامل تؤدي الى هذه الأمة الفاشلة، التي لا تعرف القراءة والكتابة بقيمتهما الحقيقية، ولا حتى تعرف حسن الكلام، وإنما تعرف كيف تكون أمّة غير قادرة على فهم التربية الصحيحة. فالصراخ على الوالدين والتلفّظ عليهما بكلام سيئ ليس صعبا، ولكن الصعب عندما تكون في هذا الموقف الذي لا تُحسد عليه، فاسأل نفسك جيّدا، هل تربّيت تربية صالحة أم لا؟

فقد تكون ممن تربّوا تربية صالحة، ولكن رفقة سوء ساعدتك على ما تقوم به الآن، وقد تكون منذ الأساس منبتاً غير صالح ونمَوت على هذا الحقد وهذه الكراهية، وأنت فاشل بالطبع في كلتا الحالتين.

ونحن لا نتكلّم عن الجميع ولكن عن عدد غير قليل من جيل المراهقين الجدد، الذي لا يعرف القيم ولا معاني حسن الأخلاق، ولا يفهم كيف يخاطب ومتى يفتح فمه.

أرجوكم انظروا في هذه الأخطاء، علّكم ترتدّون عما تقومون به قبل أن يفوت الأوان، فالحياة أقصر من تضييعها في الصراخ والشتم على الوالدين، اللذين قيل عنهما إنّ الجنّة عند أقدامهما

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3047 - السبت 08 يناير 2011م الموافق 03 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 6:30 ص

      بعض الأحيان.... الأهل هم الخطأ الرئيس!

      اللهم لاتعليق!
      يكفي ما رأيته بالأمس والماضي القريب والبعيد لأستدل منه على هذا الأمر !
      أكثر الأهالي تدلل أبناءها وتربيهم على التطاول والخطأ واغتصاب ماليس لهم حتى لاتنكسر قلوبهم!!! أو يتحسروا على أي شيء!!
      دائماً ماتؤازرهم في أخطائهم ومصائبهم!
      ماذا أقول أكثر من ذلك؟

    • رمانة ميزان | 2:18 م

      لا تعليق

      للاسف لا تعليق

    • مواطن مستضعف | 7:25 ص

      بوركتِ يا أختي الكريمة

      اقتباس:
      ((هل الخلل في طريقة التنشئة الاجتماعية الجديدة؟ أم انّ الخلل موجود في أبنائنا، أم انّه تأثير الإعلام السيئ بمسلسلاته غير الهادفة؟!))
      بل إنّ الخلل يكمن في الإبتعاد عن تعاليم الاسلام المحمدي الأصيل.

    • زائر 15 | 5:16 ص

      الزرع على بذره ام البذر على زرعه

      إن كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فا المصيبة أعظم.
      من البديهي، أن يكون النبات من البذر الذي كان بدايته والنبات سيكون على بذره. فالنخلة يستحيل أن تكون عوسجا أو العكس. من هنا نسأل ماذا زرعنا كي نحصد هذا؟ أم أننا لا ندري ما البذر الذي زرعناه؟

    • زائر 14 | 4:40 ص

      خالد الشامخ : قوله تعالى : "وكذلك جعلناكم أمة وسطا"

      وكما ان الكعبة وسط الأرض كذلك جعلناكم أمة وسطاً ، أي جعلناكم دون الأنبياء وفوق الأمم . والوسط : العدل ، وأصل هذا أن أحمد الأشياء أوسطها . وفي الحديث : "خير الأمور أوسطها" . "أعطيت أمتي ثلاثا لم تعط إلا الأنبياء : كان الله إذا بعث نبيا قال له ادعني استجب لك وقال لهذه الأمة ادعوني استجب لكم ، وكان الله إذا بعث النبي قال له ما جعل عليك في الدين من حرج وقال لهذه الأمة وما جعل عليكم في الدين من حرج ، وكان الله إذا بعث النبي جعله شهيدا على قومه وجعل هذه الأمة شهداء على الناس"

    • زائر 13 | 4:37 ص

      الحقيقة المرة و سـلوك النعامة "الشامخ" (زائر رقم 7)

      تعداد اليهود 14 مليون.
      تعداد المسلمين 1.5 مليار.
      كل علوم و اختراعات القرن الـ 21,20,19,18,17,16 هو نتاج فكر اليهود والمسيحيين و هم أهلُ كُتُبْ!! ماذا أعطى المسلمون للعالم خلال هذه القرون؟
      فاز اليهود بـ 180 جائزة نوبل.
      فاز المسلمين بـ 3 جوائز نوبل.
      في العالم الإسلامي 500 جامعة.
      في أمريكا 5758 جامعة!
      في الهند 8407 جامعة!
      لا توجد جامعة إسلامية واحدة في قائمة أفضل 500 جامعة في العالم مقابل 6 جامعات إسرائيلية.

    • زائر 12 | 4:19 ص

      الشامخ فهمه عجيب

      خير أمة من وين؟ أكمل الآية حتى تعرف متى نصير خير أمة لو أنت دائما تقرأ نصف الحقيقة وتترك الباقي
      هناك امور يجب تحققها لكي نصير خير امة لو أن هذه الأمور لا تعرفها
      فعلا انت لا تعرفها
      لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمسك انت ايضا

    • زائر 10 | 3:08 ص

      أحذر عدوك مره و صديقك ألف مره

      لا يستطيع أحد منا تفسير ما طرأ على المجتمع في العقد الأخير بالذات و ما هو سبب عقوق نسبه لا يستهان بها من الأبناء و أصبحنا نسمع عن هذه الحالات بشكل شبه يومي تقريباً ، اسباب كثيرة وراء ذلك من ضمنها إهمال الوالدين لتربية أبناؤهم خصوصاً في سنينهم الأولى و أكل الحرام ، القنوات الفضائية و الأنترنت و أصدقاء السوء لهم دور كذلك ... الخ ، على أيامنا عيب علينا رفع العين أمام الوالد أو الوالده فضلاً عن رفع الصوت بحضرتهما . زائر رقم 7 خالد الشامخ ( كنتم خير أمه أخرجت للناس ) .

    • زائر 9 | 3:04 ص

      أحذر عدوك مره و صديقك ألف مره

      لا يستطيع أحد منا تفسير ما طرأ على المجتمع في العقد الأخير بالذات و ما هو سبب عقوق نسبه لا يستهان بها من الأبناء و أصبحنا نسمع عن هذه الحالات بشكل شبه يومي تقريباً ، اسباب كثيرة وراء ذلك من ضمنها إهمال الوالدين لتربية أبناؤهم خصوصاً في سنينهم الأولى و أكل الحرام ، القنوات الفضائية و الأنترنت و أصدقاء السوء لهم دور كذلك ... الخ ، على أيامنا عيب علينا رفع العين أمام الوالد أو الوالده فضلاً عن رفع الصوت بحضرتهما . زائر رقم 7 خالد الشامخ ( كنتم خير أمه أخرجت للناس ) .

    • زائر 7 | 1:31 ص

      خالد الشامخ :( وجعلناكم خير امه )

      نحن و الحمد لله خير أمه ..و اللي تتكلمين عنهم يمكن من غير أمتنا ...

    • زائر 6 | 1:04 ص

      الانحدار الأخلاقي هو ضريبة للعولمة!

      السبب هي التحولات النوعية الجارية لقيمنا الاجتماعية و نزوعها نحو "الأمركة Americanization" و المثل المادية للمجتمعات الغربية بدلا عن القيم الروحية الحضارية و تأثرها أيضا بمفاهيم ثقافة الشباب "Teens Culture" الغربية و الغزو الثقافي الذي تشهده المجتمعات كافة نتيجة للعولمة و ثورة المعلوماتية التي تستهدف تلك الفئة من خلال القنوات التلفزيونية و الألعاب الالكترونية و الانترنت و خدمات الهواتف النقالة للترويج لأسلوب حياة مختلف يعتمد ثقافة الاستهلاك و الأنانية و العنف و التفرد.

    • زائر 5 | 12:30 ص

      الدرر السجاديه

      جاء فى رسالة الحقوق للامام السجاد عليه السلام وأما حق أمك فأن تعلم أنها حملتك حيث لايحتمل أحد أحدا وأعطتك من ثمرة قلبها مالايعطى أحد أحدا ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال أن تجوع وتطعمك وتعطش وتسقيك وتتعرى وتكسوك وتضحى وتظلك وتهجر النوم لأجلك ووقتك الحر والبرد لتكون لها وانك لاتطيق شكرها الابعون الله وتوفيقه وأما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك وأنه لولاه لم تكن فمهما رأيت فى نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولاقوة الابالله

    • زائر 4 | 12:05 ص

      الصبر

      الى أم محمد المحترمه الذى تستطيع أن تعمله البنت المظلومه من أهلها هو الصبر على الاذى وتقوية علاقتها مع الله أكثر وأكثر وصلاة الليل فهى بوابة الصمود المعنوى فى وجه كل الصعاب والمشاكل ومن يتق الله يجعل له مخرجا والله لايخلف الميعاد فقط يريد الله أن تبادر وتتقيه وسيجد لك الحل تلو الحل وتأمل فى كلمة يجعل له مخرجا مخرجا من المشاكل النفسيه ومخرجا من المشاكل الاجتماعيه وغيرهما والسلام

    • زائر 3 | 12:04 ص

      لقمة الحلال

      يجب النظر بعين الإعتبار للقمة العيش ومصدر تكون النطفة فكثير من الناس ينسى رقابة المولى سبحانه عليه فلا يؤدي واجبه في العمل كما هو مطلوب ويتغيب ويتأخر ويخرج باكراً ويتسبب في تعطيل امور الناس وغيرها والبعض ربما تعقد نطفته ووالده بدلاً من أن يكون بالعمل ويودي واجبه يكون في قضاء شهوته فيا ترى ماذا سيكون مصير هذا الولد أو البنت فلا تقولوا بأني ابالغ فإني منذو أن عملت لأكثر من ستة وعشرون عاماً أعرف اناس كثيرة تقوم بهذا العمل . وأيضا امور اخرى كثيرة ومنها صلاح التربية منذو الصغر قبل أن يشتد عود الابناء

    • زائر 2 | 11:53 م

      ام محمد

      سلام , صحيح طاعه الوالدين واجب على الابناء , لكن ماذا تستطيع ان تعمل البنت التي تتلقى اسو اء المامله و الاهانات من والدها , كثره الشتم و الضرب و طرد من المنزل ,,,,,,,

    • زائر 1 | 11:24 م

      بر الوالدين

      طاعة الوالدين بمعنى ترك ايذائهما من الواجبات وعقوقهما من كبائر المعاصى واذا وجدنا من يرتكب هذا الذنب وغيره فهو بسبب عدم الخوف من الله وعدم الايمان الحقيقى بالمعاد والبعث ، من هنا كان الحل هو بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر هذه الفريضه الغائبه والسير على منهج الرسول وأهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا واتخاذهم قدوة حسنه لمن كان يرجوا الله

اقرأ ايضاً