اليوم سيختار شعب جنوب السودان في استفتاء مصيري نشهده لأول مرة في عصرنا الحالي، ما من شأنه أن يؤدي إلى انفصال جنوب البلاد عن شماله، وهذا الاستفتاء يستمر أسبوعاً، لكنه يأتي بعد أكثر من خمسة عقود من تراكم المشكلات والأزمات السياسية من دون حل، وانتهت بتوقيع اتفاق السلام في 9 يناير/ كانون الثاني 2005، الذي قرر أن ينتهي اليوم بتحديد مصير السودان، وتبدأ مرحلة سياسية جديدة في منطقتنا. هذه المرحلة السياسية لها عنوان مختلف عن «اللبننة» و«العرقنة» و«الصوملة»، فهي كما أشار الكاتب عادل مالك في صحيفة «الحياة» أمس بـ «السودنة» التي تنطلق مع «الشهر الأول من بداية العقد الثاني من الألفية»، وهذه «السودنة» إنما هي شرعنة دولية لحق الانفصال والتقسيم في البلدان العربية.
في النظام الدولي القديم كان عدد من الدول الكبرى تتدخل في شئون الدول الأقل قوة تحت حجة حماية الأقليات الدينية والإثنية التي تعيش كأقلية داخل مجتمع ما، وكان ذلك المدخل باباً واسعاً لعهد الاستعمار الذي بدأ بالانحسار مع النظام الدولي الذي نشأ بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. أما اليوم، فإن هناك مبررات أخرى أنتجتها مرارات السنوات والعقود العجاف التي نمت في بلداننا، وأصبحت الآن تجد لها ما يحركها ويبرمجها باتجاه التقسيم والتفتيت، نحو مستقبل غير معلوم.
الانقسام السوداني يحدث في ظل نظام أنتجته الحركة الإسلامية السودانية، وكان قد وصل إلى الحكم عبر انقلاب (ثورة الإنقاذ) في يونيو/ حزيران 1989 نفذه ضباط تابعون للإخوان المسلمين بقيادة الدكتور حسن الترابي، الذي تزعَّم الجماعة منذ ستينيات القرن الماضي، ودخل في عدة تجارب للمشاركة في الحكم، إلى أن وصلت قناعة الحركة الإسلامية بتسلم الحكم عبر جناحها العسكري. ولكن القيادتين السياسية والعسكرية اختلفتا لاحقاً (بعد عشر سنوات من الحكم) في العام 1999، وخرج الترابي من الحكم وعاد إلى معارضة تلامذته وأتباعه.
وفي مطلع 2001 التقى من يمثل الترابي في جنيف مع وفد من الحركة الشعبية لتحرير السودان التي كان يقودها جون قرنق، وأصبح واضحاً أن الترابي كان يسعى إلى الاتفاق مع قرنق، وأن مثل ذلك الاتفاق كان سيأتي على حساب تلامذة الترابي السابقين الممسكين بالحكم في الخرطوم. وعليه تم اعتقال الترابي، وسارعت الحكومة السودانية إلى فتح المفاوضات مع قرنق، ودخلت أميركا على الخط منذ 2002 لرعاية المفاوضات مع الطرفين، نتج عنها اتفاق للسلام الشامل في يناير 2005، وأصبح قرنق حينها نائباً للرئيس، لكنه قتل في 30 يوليو/ تموز 2005 عندما تحطمت مروحيته أثناء سفره من أوغندا إلى السودان، وتسلم من بعده من شارك الحكم في الخرطوم حتى اليوم 9 يناير2011.
من المتوقع أن ينفصل الجنوب عن الشمال، وتبدأ مرحلة «السودنة»... وبذلك، فإن الفشل لا يتعلق فقط بانتهاء مفهوم الوحدة العربية بين الدول، وإنما أصبح يمس وحدة الأراضي الوطنية داخل الدولة الواحدة، ومن المؤسف أن يكون ذلك في عهد تسلم الإسلاميون فيه مقاليد الحكم
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 3047 - السبت 08 يناير 2011م الموافق 03 صفر 1432هـ
عوفيتَ يا دكتور
اقتباس:
((وهذه «السودنة» إنما هي شرعنة دولية لحق الانفصال والتقسيم في البلدان العربية)).
لا تعليق.
السودان هو البداية!!
نعم هذه ليست الا بداية المؤامرات على الأمة العربية وحكام العرب غافلون أو يتغافلون, أنظروا الى مطالب الأكراد في شمال العراق و البقية تأتي ...
وكأننا لا نعيش الحال
اذا قدرت ح في حاول تتملك ارض في الرفاع!
المفتي خالد الشامخ أفتى
أفتي الشامخ بفتواه الجنوب ليس جزء من السودان وليس سوادنيا
خلاص بعد فتوى الشامخ لا يوجد كلام
يجب عل جميع العرب الرجوع الى الشامخ في كل امورهم لأن هذا الرجل الفذ نادر الوجود
لماذا ولماذا؟؟؟؟
العرب باعالي اهرامها وصغارها لم يحركوا ساكنا؟ ولم نسمع منهم احتجاج وانهم ساكتين على التفتييت بين الفلسطينين والعراقين واللبنانين والصوماليين واليمنيين والدور على مصر قادم لا محاله وهاهى بلدان المغرب العربي من الجزائر وتونس والمغرب الذي اكتشف من يومين اسلحة مدججة وثقيلة فى صحاريه تابعة لتنظيم ما يسمي بالاسلاميين المتشددين ونسبهم للقاعدة فما يبقي لنا نحن الدول الصغيرة
!!!
IF THE ARAB NEED PRODUCTS OF WEST MUST NEED PEOPLE OF WEST
خالد الشامخ: الجنوب ليس عربي
ربما أنفصال الجنوب أفضل ..فالجنوبيين ليسوا عرباً و الكنيسه زرعت فيهم روح الانفصال و بمباركه أتحاد الكنائس الامريكيه ..و مضي عليهم خمس سنوات من الحكم الذاتي و تقاسم النفط و مع ذلك لم تتجاوز أطوال الطرق المعبده ال40 كم ؟؟؟؟؟!!!!!!
يا دكتور العالم العربي كله مسودن
لا ينقص عالمنا العربي إلا القيادة المباشرة من امريكا والتدخل العلني المباشر أفضل من إعطاء الأوامر لآخرين يقومون بما تريد امريكا
هكذا اصبح عالمنا العربي مسير كيف ما تريد امريكا وأصبح بالعزيز علينا أن نسمع كلمة لا من أي دولة عربية تجاه امريكا كله نعم وحاضر سيدي وإيران دولة واحدة لا تمتلك ربع ما يمتلك العالم العربي وهاي تقول لا ليس فقط لأمريكا بل حتى للعالم الغربي رغم الحصار الظالم الجائر لكن لإيران ما ليس لدى العالم العربي وهو أهم ما في الأمر
مر ومرار
حقاً لو أن إنفصال جنوب السودان عن امه وحاظنته كل السودان فيه مصلحة وخير لما جرى ورائه الامريكان والغرب ولكن لكي يمتص الامريكان والغرب خيراته .
العدل أساس الحكم
اذا كان هناك مساواة وعدل حقيقي مطبق على جميع أهل السودان من قبل الحكومات السودانية المتتالية فلم نكن نجد هناك أي ارادة لأهل الجنوب بلأنفصال.
• بهلول •
الظاهر إن كل العرب مسودنين من الزين ومو عارفين وين يطقون راسهم !! بس مافي جدامهم غير مواطنينهم يحطون فيهم طـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق ... وطق حنك