توافد مئات المواطنين عصر أمس (السبت) لافتتاح أول مضمار وساحل نموذجي عام في البحرين بقرية المالكية، والذي نفذته بلدية المنطقة الشمالية بالتنسيق مع 19 شركة متطوعة من القطاع الخاص، تقدمتها شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) بكلفة إجمالية تجاوزت المليون دينار.

وافتتح مشروع الساحل وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني ومستشار ولي العهد، الشيخ أحمد بن خليفة آل خليفة، ورئيس مجلس إدارة شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) محمود الكوهجي.

وفي الوقت الذي أبدى فيه الأهالي فرحتهم بافتتاح الساحل، عبروا عن أملهم في أن يرى النور مشروع قرية المالكية النموذجية الذي أعلن عنه جلالة الملك في سبتمبر/ أيلول من العام 2007. وأن تُفعل مكرمة جلالته على أرض الواقع والتي مر عليها أكثر من 3 سنوات. ووعد وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني أهالي المالكية والمنطقة الشمالية عموماً، بإنجاز عدد من المشروعات التنموية خلال الفترة المقبلة ضمن خطة الوزارة التنموية، وذلك بالتعاون مع المجلس البلدي.

من جهته، أكد رئيس مجلس بلدي الشمالية علي الجبل أن المحافظة الشمالية تطالب باسترجاع كل سواحلها، أو بتخصيص ما تبقى منها لصالح المواطنين.

شركة متطوعة من «الخاص» تقدمتها «ألبا» نفذوا المشروع بكلفة مليون دينار

المالكية تفرح بافتتاح ساحلها «الحُلم» وتنعى مشروع «القرية النموذجية»

المالكية - صادق الحلواجي

افتتح وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة الكعبي ومستشار سمو ولي العهد الشيخ أحمد بن خليفة آل خليفة، ورئيس مجلس إدارة شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) محمود الكوهجي عصر أمس (السبت)، مضمار ساحل المالكية النموذجي الأول من نوعه في البلاد، والذي نفذته بلدية المنطقة الشمالية بالتنسيق مع 19 شركة متطوعة من القطاع الخاص، تقدمتها شركة «ألبا» بكلفة إجمالية تجاوزت مليون دينار.

وأمل أهالي قرية المالكية ضمن الأجواء الاحتفالية بساحلها الذي أسمته بالمشروع «الحلم»، تنفيذ مشروع قرية المالكية النموذجية الذي أعلن عنه جلالة الملك في سبتمبر/ آب من العام 2007، مبدين أملهم في أن تفعل مكرمة جلالته على أرض الواقع عقب مرور أكثر من 3 أعوام عليها، من خلال إنشاء الوحدات الإسكانية وتعزيز مستوى البنية التحتية في القرية أسوة بالمناطق الحديثة أو القديمة المطورة في البلاد.

ومن جهته، وعد وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني أهالي قرية المالكية والمنطقة الشمالية عموماً، بإنجاز عدد من المشروعات التنموية خلال الفترة المقبلة ضمن خطة الوزارة التنموية، وذلك بالتعاون مع المجلس البلدي، مبيناً أن «الوزارة حرصت وبتوجيهات من القيادة على تعزيز التنمية الحضرية المستدامة في مختلف المناطق وفقا لمعطيات الرؤية الاقتصادية 2030 والاستراتيجية الوطنية للبلاد، ولقد وضعنا هذه الرؤية نصب أعيننا للتنفيذ من خلال خطتنا العامة بالتعاون والتنسيق مع المجالس البلدية، وبشراكة هادفة مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني».

وذكر وزير البلديات أن «الوزارة عملت ضمن هذه الرؤية بتوجيهات ومتابعة مستمرين من سمو الأمير ولي العهد ورئيس مجلس التنمية الاقتصادية، على تنفيذ المخطط الهيكلي الاستراتيجي الوطني وما تضمنه من استراتيجيات تنموية تهدف إلى تحقيق رفاهية الأجيال الحالية والمستقبلية، ومنها استراتيجية تطوير وتنمية السواحل العامة بحيث تكون واجهات بحرية حضرية مفتوحة تخدم المواطنين في جميع مناطق المملكة».

وأفاد الكعبي بأن «الوزارة عملت على إنشاء وتطوير مجموعة من السواحل في مختلف مناطق البلاد، منها: ساحل الغوص، وساحل قلعة عراد، وساحل دوحة عراد، وكورنيش خليفة الكبير، وساحل أبوصبح. علاوة على مجموعة من السواحل قيد التنفيذ ومنها: ساحل البديع وساحل سترة وساحل المعامير، بالإضافة إلى ساحل المالكية الذي احتفلنا به كأول مشروع يتم افتتاحه مطلع العام 2011 وتزامنا مع انطلاق الدورة الثالثة للمجالس البلدية ضمن خطتنا التنموية».

وأشار وزير البلديات إلى أنه ومع نجاح هذه التجربة المتمثلة في الشراكة المجتمعية، قد «أصبح من الواجب علينا جميعا أن نفعل كل ما في وسعنا إلى أن نجعل من هذه التجربة نموذجا لأعمالنا المقبلة، وطريقا نسلكه في سبيل تنمية هذا الوطن، حيث نتطلع إلى أن تحذو الشركات الوطنية حذو شركة ألبا من دعم لهذا المشروع، واننا واثقين من خلال شراكتنا الفاعلة وجهدنا المشترك من تحقيق المزيد من الإنجازات في خدمة البحرين».

الكوهجي: تمويل المشروع جاء ذاتياً

من جانبه، تحدث رئيس مجلس إدارة شركة ألمنيوم البحرين محمود الكوهجي، وقال: «كان لشركة ألبا تجربة سابقة مع وزارة التنمية الاجتماعية في تقديم الدعم والمساندة للجمعيات والصناديق الخيرية، التي تقدم برامج وفعاليات متميزة يكون العائد فيها على المواطنين والمجتمع، وعلى مدى عدة أعوام، استطعنا من خلال هذه الشراكة أن تصل مساهماتنا إلى أكبر عدد من المواطنين في مختلف محافظات المملكة».

وأضاف: «مواصلة لهذه المسيرة الخيرة، فإن شركة ألبا، وبالشراكة مع بلدية المحافظة الشمالية، وبمساهمة الشركات والمؤسسات العاملة فيها استطاعت خلال عام واحد أن تجعل من الحلم والأفكار المخطوطة على الورق حقيقة يتلمسها الجميع، وتخدم جميع المواطنين وتساهم جنباً إلى جنب مع القائمين على برامج التنمية في تطوير المدن والقرى وتستفيد منه شريحة واسعة من المواطنين».

وأفاد الكوهجي بأن «مشروع ساحل المالكية يعد حلما تحقق ليكون أول مشروع نموذجي ساهمت فيه عدة قطاعات، بقيادة شركة ألبا، وبإشراف ومتابعة من بلدية الشمالية، وتنفيذ 19 شركة، اشتركت معنا في تجسيد روح التطوع الذي شاركت فيه لجنة ألبا لخدمة المجتمع».

وبين رئيس مجلس الإدارة أن «مشروع ساحل المالكية كلف نحو مليون دينار، حيث بدأ العمل فيه مباشرة بعد وضع حجر الأساس في 4 ديسمبر/ كانون الأول 2009، وبعد مرور عام، ها هو الساحل واقع حضاري ليكون أحدث وأرقى ساحل نموذجي في مملكة البحرين، روعي في تنفيذه تنفيذ توصيات شركة ألبا بأن يكون ذا تمويل ذاتي، وأن تكون الصيانة وأعمال النظافة من قبل الأهالي أنفسهم من دون التغافل عن توفير أبسط الاحتياجات الضرورية التي يحتاجها المواطنين للاستمتاع بأجمل الأوقات عند زيارتهم لساحل المالكية الذي نتمنى أن يكون مثالاً حياً ودافعاً للشركات والمؤسسات الأخرى للقيام بمثل هذه المشاريع الحيوية في المملكة».

الجبل: «الشمالية» تطالب باسترجاع سواحلها

وأما رئيس مجلس بلدي الشمالية علي الجبل، فأكد في كلمة له خلال حفل الافتتاح أن المحافظة الشمالية تطالب باسترجاع كل سواحلها، أو بتخصيص ما تبقى منها لصالح المواطنين.

وقال الجبل: «نقف في المالكية لنشهد إنجازا حقيقيا لمعنى الشراكة المجتمعية وتجسيدها على أرض الواقع، ونعاين بأنفسنا أهمية الحفاظ على ما تبقى من سواحل وبحر، لننطلق بكل ثقة للمطالبة بتخصيص المزيد من السواحل للمواطنين والمقيمين حتى نشعر بأننا نعيش على جزيرة يحيط بها البحر من كل جانب»، مضيفاً أن «مشروع تأهيل ساحل المالكية يعتبر من المشروعات المميزة والفريدة من نوعها، فهو متميز على مستوى الشراكة المجتمعية ومثال حي للتنمية المستدامة التي تمثل المحور الرئيسي للرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030، وهو فريد لكون المحافظة الشمالية التي تقع أغلب قراها على البحر تفتقر للسواحل النموذجية».

وتابع رئيس البلدي الشمالي: «من هذا المنطلق، نطمح من القيادة أن تدعم هذه التجربة وترعاها من خلال تخصيص المزيد من السواحل واستملاكها للمنفعة العامة، إضافة إلى دعم المشروعات الخدمية والإسكانية بالمحافظة الشمالية»، داعياً جميع الشركات الوطنية للانخراط في دعم مثل هذه المشروعات، مبيناً أن البحرين تمتلك أنموذجاً متميزاً وتجربة فريدة يمكن تسويقها لتقود مبادرات تترجم المسئولية الاجتماعية لدى الشركات إلى واقع مشروعات تخدم الوطن والمواطنين.

وأبدى الجبل شكر المجلس البلدي للشركات والجهات التي ساهمت في إبراز هذا الساحل إلى الوجود وتحويله من حلم إلى حقيقة، وهي شركة «ألبا» كعادتها المستمرة في المبادرة لخدمة المجتمع، خاصاً بالذكر «رئيس مجلس إدارتها محمود الكوهجي، ورئيس خدمة المجتمع بالشركة محمد محمود وجميع كادر العمل معهم، ووزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني ممثلة في الوزير جمعة الكعبي، والجهاز التنفيذي لبلدية المنطقة الشمالية ممثلاً في مديره العام عبدالكريم حسن رائد حملة «ارتقاء» في الشمالية، والذي أسهم في بلورة الفكرة وتحويلها إلى نتاج، إضافة إلى طاقمه الفني والإداري».

منصور: نأمل تفعيل مكرمة الملك

وعن الأهالي، قال عضو مجلس بلدي الشمالية السابق علي منصور في كلمة عن أهالي المالكية، «في هذه المناسبة التاريخية حملني الكثير من أهالي المالكية ثلاث رسائل، أولها موجهةً إلى جلالة الملك، فأبناء القرية مازالوا بانتظار تنفيذ وتفعيل المكرمة التي أثلجت قلوب أهالي المالكية بأن تكون قريتهم قرية نموذجية يلبى فيها جميع ما حرموا منه لعقود طويلة من مدارس وبنية تحتية»، مضيفاً أن «فرحة افتتاح مشروع الساحل النموذجي لن تكتمل إلا باكتمال استملاك بقية الأرض والساحل الجنوبي المحاذي لهذا المشروع الذي أصبح فعلياً وعلى أرض الواقع»، متمنياً أن «تُفعل المكرمة الملكية السابقة التي وُعد بها أبناء هذه المنطقة».

وذكر منصور ضمن الرسالة الثانية التي نقلها عن الأهالي وإليهم، أن «المشروع وجد إليكم وحدكم، فلا تبخلوا عليه بالمراعاة والمحافظة على جميع ممتلكاته، لأنه هدية قدمها إليكم المخلصون الكرماء من أبناء هذا الوطن المعطاء».

نبذة عن المشروع

هذا، وتبلغ مساحة مشروع ساحل وممشى وحديقة المالكية، 15 ألف متر مربع (بطول 300 متر وعرض 50 مترا)، ويحتوي على عدة مرافق: مضمار المشي بطول 750 مترا يحيط بمنطقة ألعاب الأطفال، ومساحة قدرها 2700 متر مربع كمنطقة خضراء، بالإضافة إلى ملعبين لكرة القدم واليد إلى جانب برجي طوارئ لمراقبة الساحل، و50 استراحة مظللة في المناطق الخضراء وعلى الساحل، فضلا عن مرافق الخدمات العامة والمطاعم والمقاهي