لم تعد المجتمعات بمعزل عن التسارع الحضاري الذي يعم العالم أجمع، بل هي قاب قوسين أو أدنى من التمازج عبر الأقمار الاصطناعية التي استطاعت احتواء العالم ضمن قريتها الصغيرة، ليصبح العالم الفسيح قرية صغيرة جداً.
العيون تفتحت على ظواهر لم تكن موجودة، وعادات لم نعتد عليها من قبل، ولكن مع كل ذلك يبقى السؤال: ما هي الأمور التي يمكن أن نطلق عليها «ظاهرة»، وبالخصوص تلك المتعلقة بالشأن الاجتماعي؟
يمكن تصنيف أمر ما كظاهرة اجتماعية مقبولة في مجتمع ما قد يكون نقيض ذلك في مجتمع آخر، فمثلاً أن تغادر الفتاة منزل أهلها بعد بلوغ سن 18 في المجتمع الأميركي ظاهرة طبيعية في ذلك المجتمع لكنها ظاهرة لا يمكن قبولها إطلاقاً في المجتمعات الشرقية.
ولكن، متى يمكن أن نطلق على الأمر ظاهرة؟ وهل كل مشكلة بسيطة تحدث في مجتمع يحق للصحافة أن تحولها لقصة كبيرة وتصفها بـ «الظاهرة» من أجل خلق الإثارات واللعب على وتر العواطف دون النظر بعين الاعتبار للآثار السلبية التي ستخلقها هذه الإثارات على المجتمع؟
البعض يُعرِّف الظاهرة الاجتماعية بأنها «التصرف الذي ينتشر بين الناس بحيث يصبح جزءاً من حياتهم اليومية دون شعور بالحرج حين تطبيقه أو اتباعه ولو كان هذا التصرف سيئاً»، ولو أخذنا بهذا التعريف وطبقناه على مجتمعنا لوجد أن الكثير من الإثارات لا يمكن أن توصف بالظاهرة أو حتى المشكلة الاجتماعية؛ فوجود ثلاث أو أربع حالات في مجتمع كالبحرين لا يمكن أن توصف هذه بـ «الظاهرة» التي تفرد لها صفحات لمناقشتها وتحليل أسبابها ووضع الحلول لها وهي لا تتعدى ثلاث أو أربع حالات.
في «الإعلام» يوجد ما يُعرَف حالياً بمفهوم المسئولية الاجتماعية التي تقع على عاتق الوسائل الإعلامية وبالخصوص الصحافة المكتوبة التي تمثل الركيزة الأساسية في العمل الإعلامي.
فالصحافة مسئولة أمام المجتمع بحمايته من أي إثارات، وتسليط الضوء على القضايا المهمة والرئيسية التي أصبحت بحق ظاهرة متفشية تحتاج إلى وقفة صادقة لتقييمها وتحديد أسبابها ومن ثم وضع الحلول لها، لا من أجل خلق الإثارات الإعلامية رغبة في التسويق أو ملء الصفحات بـ «مهاترات» لا تزن وقعها على المجتمع وتأثيرها وأضرارها التي من شأنها أن تكون ذات نتائج عكسية.
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 3046 - الجمعة 07 يناير 2011م الموافق 02 صفر 1432هـ
اليس هناك من بعض الظواهر الاجتماعية ما يستحق الدراسة ؟؟
عندما تنبري جمعية ما لدراسة (ظاهرة ) زنا المحارم وتعطيها الاولوية يطرح السؤال التالي اليس هناك ما يستحق الدراسة قبل ذلك هناك اثار التجنيس ، واثار العمالة ، واثار المدارس الخاصة ، وغيرها من القضايا المهمة فهل انتم لها مستعدون ؟؟؟