ضغوط الحياة كثيرة ومتطلبات البقاء أكثر ورغباتنا أكثر وأكبر وأعمق... ذلك هو صراع الإنسان مع ما يعايشه من ضغوط في ظل تكاثر أهوائه وتناميها ولذلك فالكثيرون منا يقومون بأعمال قد لا يقدمون عليها بوعي تام أو سيطرة تامة ومن ثم تكون النتيجة عكسية... فالمعروف مثلا أن الطفل حينما تتم مضايقته أو إجباره على أمر بالقوة والعنف فإنه يعطي نتيجة عكسية أي أنه قد يتخذ ردة فعل مغايرة للمطلوب ومن ثم سيتمرد ويفعل العكس... ولكن هل يحدث ذلك في عالم الكبار؟ والجواب هو نعم... يحصل في عالم الكبار أكثر من عالم الصغار حيث يتمرد الكبار بشكل واضح ومباشر وصريح حيث إنهم يمتلكون ردة فعل معاكسة حينما يكونون في حالة مزاجية أو عصبية أو حالة رفض أو حزن... وتلك الحالات دعت علماء النفس إلى دراسة حالة الإنسان وارتباط أفعاله اللاسوية بحالته النفسية كارتباط إدمان تناول الطعام وبكميات كبيرة في حالة الحزن أو الإحباط لدى البعض فيدفعهم حزنهم أو فشلهم لأداء عمل معين إلى حالة من اللاوعي في تناول كميات كبيرة من الطعام وهذا بالضبط ما ينطبق على حالات إدمان التسوق أو إدمان الشراء.
فالحالة الطبيعية للإنسان عند التسوق تكمن وتتلخص فقط في حاجته إلى شراء تلك السلعة أو غيرها ولكنها عندما تتجاوز كونها حاجة ضرورية إلى كونها (تنفيساً) أو للشعور بالسعادة والنشوة بهدر المال على أمور لا نحتاجها أو قد نشتريها ونخزنها في البيت فهي تعد علامة من علامات الإصابة بمرض إدمان التسوق أو كما أطلق عليه اسم (أوينو ماينا) وهو المصطلح العلمي لــ (الإدمان الباثولوجي للتسوق) وهي حالة تجعل المصابين بها لا يستطيعون مقاومة رغباتهم الملحة في شراء أشياء جميلة تجعلهم يشعرون بالسعادة حتى لو لم يكونوا بحاجة إليها وفي الغالب كلها تعود لأسباب نفسية أو ظروف قاسية يتعرض لها الفرد... فكل ما نمر به لابد وأن ينعكس على تصرفاتنا.
تقول إحدى السيدات: تنتابني حالة من الشعور بالرغبة لدخول المتاجر وشراء كل ما على الأرفف وكل الأشياء المعروضة للبيع حينما أتشاجر مع زوجي فأكون في حالة عصبية شديدة ولا أهدأ إلا حين أتبضع فاشتري أشياء لست بحاجتها أصلا.
وتقول أخرى: عندما أعاني من ضغوط نفسية كبيرة فإنني لا أتوجه إلى البحر كما يفعل الكثيرون من باب أن البحر يغسل الهموم وإنما أتوجه إلى السوق وأظل أتمشى بين المحلات وأتأمل ما يعرض من خلال واجهات المحلات التي تزين بأجمل ما لديهم من بضائع ولأنني في الغالب لا أملك المال فإنني أكتفي بالنظر والتأمل هنا وهناك فتزداد حالتي سوءا لأنني لم أتمكن من التنفيس الفعلي عن غضبي بالشراء.
ولأن الضغط يولد الانفجار تقول إحدى السيدات: عندما أرغب في شراء شيء ما ويرفض زوجي شراءه لي فإنني أشعر بحالة من الغضب الذي قد يحرق الأخضر واليابس في لحظة فأغادر المنزل على عجل وأتوجه نحو المكان الذي تباع فيه ضالتي وأشتري منها بدل القطعة عشر قطع نكاية في زوجي الذي رفض شراء واحدة لي منذ البداية.
تلك مواقف مضحكة فهل النساء مجنونات إلى هذه الدرجة أم هو هوس التسوق أم هي الهرمونات التي تلعب دورها؟
ذلك يجعلنا نوجه أصابع الاتهام للنساء كونهن والتسوق وجهان لعملة واحدة وكأن حب الشراء والتبضع وهدر المال يجري في عروقهن وإذا توقف يمتن.
ولكن، مهلا... قد يكون هذا الاتهام ظالماً في حق بعض النساء الحكيمات اللواتي يزن الأمور بميزان الواقع ومتطلبات الحياة والكثيرات منهن يقمن بالتخطيط الذكي والعقلاني لموازنة الأسرة ومصروفاتها... وحالة إدمان التسوق لا تقتصر على النساء رغم أنها تطوقهن فهي تشمل شريحة كبيرة من الرجال.
يقول أحد الرجال وهو شاب في مقتبل العمر وموظف متميز في وظيفته بأنه عندما يشعر بحالة من الفراغ فإنه لا يتوانى عن التوجه حالا إلى أقرب مجمع تجاري ويبدأ في شراء ما يخطر وما لا يخطر على البال من ربطات العنق والأحذية والساعات وأنه لا يتوقف عن ذلك إلا حين يكتشف أن جيبه قد خلا من المال ويقول بفخر يمكنكم الاطلاع على خزانتي لتتفاجأوا من كثرة وجود تلك الأشياء وكأنها خزانة ممثل سينمائي مشهور يخاف على جمال مظهره ورونقه وأناقته المبالغ فيها.
إذن، ليست النساء وحدها تهدر المال وتجوب الأسواق مندفعة وراء عاطفتها أو حالة من الضياع والكآبة، حتى الرجال قد يتخلون عن عقولهم لبعض الوقت حينما يأخذهم الإدمان على التسوق إلى عالم آخر، ويرجع علماء النفس أسباب هذا المرض إلى الفراغ، والفراغ العاطفي، أو الرغبة في إشباع الذات أو الانتقام منها، أو الضغوط النفسية والأهم من ذلك هو الاكتئاب الذي يقود الإنسان إلى الدخول في متاهة من الأفعال الخارجة عن إرادته، فإن كنت تعاني من مشكلة إدمان التسوق فلا تقلق فأنت لست الوحيد حيث كشف باحثون ألمان أن نحو 10 في المئة من مجموع المستهلكين في كل دول الغرب الصناعي هم أيضا مدمنو شراء بدرجة أو بأخرى. أما في عالمنا العربي والخليجي على وجه الخصوص فحدث ولا حرج، ففي دراسة أجراها مركز البحرين للدراسات والبحوث أظهرت أن 22 في المئة من نساء الخليج اللواتي شملتهن الدراسة يقمن بشراء أدوات التجميل ومستحضراته لأكثر من ست مرات سنويا، وأن 34 في المئة من نساء الخليج يشترين ثيابا جديدة تسع مرات في العام الواحد وأن نسبة السعوديات اللاتي يدمن التسوق في المقدمة بمعدل 50 في المئة ان إدمان التسوق هو حالة مرضية بحاجة إلى علاج بلاشك، وأول خطوات العلاج تكون بسؤال أنفسنا... هل نحن ممن يشترون سلعاً لا يحتاج إليها أو لا يستعملونها؟ هل نحن من الذين يدخلون إلى المتاجر بلا هدف مسبق وذات أهمية؟ أترك الجواب لكم وعلى أثره بالطبع سندرك إلى أين نحن متوجهون برغباتنا.
نوال الحوطة
أراكَ تشـعـشـعُ فـي المـصرعِ
تـزيِّـنُ لـيـلَ الـدُنـى الـمـشـرعِ
أراكَ عـلى كل شـيءٍ وَضِـيـئـًا
عـلى الروح والأعـينِ الـفـُجَّـعِ
على الفجر إذ تومض الذكرياتُ
عـلى حُـمـرة الأفـُـقِ الـموجَعِ
ومـا تـلـكم الـشـهـبُ إلا مـرايـا
لـعيـنـيـكَ فـي الـعـالم الأوســعِ
تـلـوحُ عـلـى أنـمـل الـعـاشقينَ
وتـمـشي شـفـيفا عـلـى الأدمـعِ
ويـظهرُ طـيفـُكَ في كل سـاحٍ
تـفـجـَّرَ فــيها لـظـى الأضـلــعِ
أراكَ تـُحـطـِّـمُ مــوجَ الــفــنـاءِ
لـتـبـقى رؤىً فـي دمٍ مُـمْــرِعِ
أرى الشِعرَ يخضرُّ من راحتيكَ
كـكــأسٍ بـخــمــرتـِـه مُــتــرَعِ
أراكَ إذِ الـرأسُ مـخـضوضـبٌ
بـــدمٍّ يــــفــورُ كـــما الـمـنـبــعِ
فـضـاءً تـخـلـَّــقَ مــلء الـوجودِ
يــرتــلُ آيَ الـــهـــدى الألــمـعِ
مـداراتـه تـبـتدي مـن خُـطــاكَ
إلـى الـلا نـهـايـة لـم تـُــقــطَـعِ
أراكَ تـمـلـَّكـتَ عُـمـقَ الـقلوبِ
فــفــيـكَ تـــذوبُ بـلا مَـطــمَــعِ
عـلـى ملكوتـِكَ يُـزهـرُ مـعـنـىً
بـــعــيــدُ الـجــوانـــحِ والأذرعِ
وفـيكَ تصلـي محاريبُ رفـضٍ
لـمـجــدِ الــكـرامــةِ مـسـتـطــلعِ
جـلالـكَ يـستـنـطق الدهرَ حتى
أرى الـشـمسَ ترثيكَ في المطلعِ
وعـند الـغـروبِ أراهـا تـصبُّ
عـلـيــكَ الــدمـاءَ مـعَ الـمــدمــعِ
ويـنـشـدكَ الـمــوجُ مُـستـجـلـيًا
تـصـاويرَ مـن سـحـركَ المُـبدعِ
لأنـتَ الـزمانُ الـذي لا يُـرى
كـسـيـرًا يــخِــرُّ لــمُـسـتخـضِـع
وأنــتَ الـمـلـيـكُ عـلـى ســادةٍ
عــبــيــدٍ لـــســاداتــهــمْ رُكـَّـــعِِ
ولم أرَ في الأرض مـن ســيّـدٍ
كــــدمٍّ تـسـامـى ولــم يَِـخْــضَــعِ
يـسـيلُ كـضوءٍ عـلى كـوكـبٍ
ويـحـضـنُ وجـهَ الهـوى الأرفـعِ
إذِ الـعــشـقُ للهِ ســـــــرٌّ بــــه
عـــصـــيٌّ عـلـى شـاعـرٍ يـدَّعي
عبدالله علي محسن زهير
روي أن نبي الله سليمان (ع) كان يوما يتفقد رعاياه فسمع حواراً بين عصفور وعصفورة جعله يتأثر، رأى عصفوراً يقول لعصفورة: لم تمنعين نفسك مني ولو شئت لأخذت قبة قصر سليمان بمنقاري فألقيته في البحر؟ فتبسم النبي سليمان (ع) من كلامه، ثم دعا بهما، وقال للعصفور: أتطيق أن تفعل ذلك؟ قال: يا رسول الله، لا، ولكن المرء قد يزّين نفسه ويعظمها عند من يحب زوجته أو غيرها، والمحب لا يؤاخذ أو يلام على ما يقول، فقال النبي سليمان (ع) للعصفورة: لم تمنعيه من نفسك وهو يحبك؟ فقالت: يا نبي الله، إنه ليس محباً ولكنه مدّع ومخادع لأنه يحب معي غيري؟
روي أن نبيّ الله عيسى (ع) كان جالساً ذات يوم وعنده جبرائيل (ع) فمرّ بهما رجل على ظهره حزمة حطب وبيده رغيف يأكله، وكان يلعب ويضحك فقال جبرائيل (ع): عجباً لهذا الرجل يفعل ما ترى وما بقي من عمره إلا ساعة أو ساعتين فأنهى ذلك عيسى إلى من بحضرته.
فلما كان من يوم الآنف مرّ الرجل وعلى عاتقه حبل يخرج للاحتطاب فقال القوم: يا نبي الله ألست قلت ما بقي من عمر هذا الرجل إلا ساعة أو ساعتين؟ قال: إنما قلت ذلك من جبرائيل (ع) فقالوا: يا رسول الله ادع لنا ربك يبيّن لنا هذا الأمر فسأل الله فأتاه جبرائيل (ع) وقال له قل لهذا الرجل ليأتيك بالحزمة التي ذهب بها بالأمس فخرج الرجل وجاء بالحزمة ففتحها عيسى (ع) فإذا في وسطها حية أفعى فقال جبرائيل: رأيت في اللوح أنّ هذا تقتله هذه الحية ولكن سله ما فعل من الخير منذ فارقنا فقال له عيسى: ما فعلت من الخير أمس؟
فقال: ما فعلت شيئاً إلا أني كنت آكل ذلك الرغيف فبقيت بقية فسألني رجل فأعطيته تلك البقية فقال جبرائيل (ع): إنّ الله قد دفع عنه ذلك البلاء بتلك الصدقة وزاد في عمره كذا سنة، وذلك قوله تعالى: «يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب»
هي الوصية لابد لك منها لكي تعبر أول حاجز عذاب وتهون عليك أول حمل ثقيل عن كاهلك، قال رسول الله (ص): «من مات ولم يوصِ مات ميتة جاهلية».
أخي المؤمن اكتب وصيتك قبل موتك وانتقال روحك إلى بارئها، وسدد ديونك قبل رحيلك وسفرك الأبدي، واجعل ولياً لمن تعيل قبل سفرتك البعيدة التي لن ترجع منها، ولا تنسَ الشهاد
العدد 3046 - الجمعة 07 يناير 2011م الموافق 02 صفر 1432هـ
الشعر الحسيني
صلى الله عليك يا أبا عبد الله يا شهيد كربلاء
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين و على أصحاب الحسين وعلى محبي الحسين
سلمت أنامل الشاعر وطابت انفاسه إذِ الـعــشـقُ للهِ ســـــــرٌّ بــــه ...عـــصـــيٌّ عـلـى شـاعـرٍ يـدَّعي
أراك على كل شيء
السلام عليك يا سيدي يا أبا عبد الله ، يا ملهم الأحرار و مصدر عزتهم.
كلمات مؤثرة و رائعة ، بالتوفيق دائمًا يا أخ عبد الله علي محسن
عيونها قويه
اشتكت عليه ولاساءلت نفسها عن الدافع هدا في حالة صدق شكوتها----على ماقلو ضربني بكا سبقني اشتك----- احتمال شايرين عليها مسكينه