لا حديث في شارع كرة اليد في الوقت الحالي غير مشاركة المنتخب الوطني الأول في نهائيات كأس العالم، والتصرفات الصادرة عن الجهاز الفني بقيادة المدرب الدنماركي أورليك الذي بين الفينة والأخرى يطالعنا بقرارات أبسط ما يمكن أن توصف بأنها تصرفات غريبة، وبالأحرى (تخبطات).
في هذه المساحة، وبعد مشاركة المنتخب غير الموفقة في دورة الألعاب الآسيوية كنت مقتنعا جدا بأن أورليك لن يخدم المنتخب فنيا أو بالأحرى لن يضيف له الجديد لا على مستوى النهج الفني أو المستوى الشخصي للاعبين، فقلت بأن أول الخطوات التصحيحية إقالة المدرب، ويبدو أن اتحاد اليد مقتنع ببقائه، وهذا أمر راجع له، إلا أنني أجدد مطالبتي بإقالته بعد المونديال.
أورليك بخلاف عدم إضافته شيئا من الناحية الفنية، يطالعنا بين فترة وأخرى بتصرفات لا يقبلها العقل والمنطق، فبالأمس يستدعي 3 لاعبين لمدة 3 أيام ثم يستغني عن خدماتهم، وكأن تدريباته المعيار الحقيقي لاختبار كفاءة اللاعب لا المباريات الودية أو الرسمية، واليوم جاء بـ (فناتك) جديدة باتجاه محمد عبدالنبي وعلي زهير.
ولما أتطرق لقضية محمد عبدالنبي وعلي زهير هنا من دون الإشارة إلى جعفر عباس، فإنني لن أعاتب أورليك في الأمور الفنية بالنسبة إلى هذين اللاعبين، بل أناقشه وأعاتبه في المبدأ، وإلا فإنني أرى بأنه في بطولة ككأس العالم هو بحاجة لإمكانات جسمانية كالتي يمتلكها جعفر عباس، ولكني لم أقف على مستويات بقية اللاعبين في مركزه حتى أقول بأنه الأحق بالبقاء من عدمه.
أبدأ بملف محمد عبدالنبي، فما قام به أورليك تجاه اللاعب ليس فيه تقديرا لمكانة اللاعب وتاريخه في اللعبة وإنجازاته، وإن كان ليس عارفا بكل ذلك، كان من المفترض أن من حواليه يوضحون له ذلك، فلقد كانت أمام المدرب فرصة للاستغناء عن اللاعب بعد الآسياد لعدم جاهزيته من الإصابة، حينها لن يلومه أحد، إما أن يصل اللاعب لمرحلة متقدمة جدا من الجاهزية ويصبح لائقا للمشاركة، ثم يستغنى عنه في الأمتار الأخيرة رغم أنه قدم مباراة طيبة المستوى أمام الجزائر.
لست أطالب بإعادة كل من وقع ضحية لممارسات الاتحاد الآسيوي في العقد الماضي، ولكني أتحدث عن لاعب هو من أبرز اللاعبين في الموسم الماضي على رغم سنه المتقدم، ومن القلائل الذين بدؤوا الإعداد مع العنزور، ومن ثم أن المسئولين في الاتحاد كانوا حريصين على أن يبقى داخل أسوار المنتخب حتى الآسياد من أجل العلاج والبقاء وسط اللاعبين، لذلك فإن أورليك ضرب كل تلك الجهود إلى جانب التاريخ عرض الحائط، فكان من الأجدر أن يلعب برجل واحدة في المونديال لو كان مصابا وليس سليما وفي مستواه (أيا أخي).
أما القصة الثانية، فهي مثيرة للجدل أيضا، فيأتي أورليك يوم 22 ديسمبر/ كانون الثاني ويبعد علي زهير في قرار غير متوقع، وبعد 3 أيام بالضبط يستدعيه للمعسكر بحجة أن علي يوسف يعاني من إصابة وهو غير مطمئن لجاهزيته، ثم يأتي بعد 5 أيام ويستغني عن خدماته، قبل 12 يوما من انطلاقة المونديال، أنا أسأل أورليك، ماذا لو عاودت الإصابة علي يوسف خلال الـ 12 يوما؟!، وأسأله أيضا (لماذا أنت تعتمد أساسا على لاعب واحد فقط في كلا الجناحين؟!).
لا أدري ما موقف اتحاد اليد من هذه التصرفات، في قناعتي أنه من المفترض أن يقف وقفة محاسبة جادة مع المدرب، أفهم جيدا أن الإقالة مستحيلة الآن بعد إقالة بيرو ميلوسفتش قبل أقل من شهرين من الآن (….).
في النهاية، أورليك يتحمل مسئولية إصابة أي لاعب غير جاهز في منافسة قوية كبطولة كـأس العالم، ويتحمل مسئولية ضعف أداء أي لاعب قرر أن ينقله من مركزه الأصلي لمركز جديد.
مستقبل لعبة كرة اليد يتطلب وقفة جادة من الجميع، وهذه الوقفة تبدأ من الأندية أنفسها لأنها هي من تمول اللعبة بالمواهب، وهي من تشكل الاتحاد من خلال الجمعية العمومية، فهذا المستقبل بحاجة إلى وقفة جادة في كل الأوقات التي تحتاجها اللعبة، بدلا من الوقفات الشجاعة لما يخطئ حكم ما في مباراة قد يؤدي لخسارة النادي (....).
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 3045 - الخميس 06 يناير 2011م الموافق 01 صفر 1432هـ