طرق اللعب في كرة القدم التي ينتهجها المدربون داخل الملعب مختلفة باختلاف المدربين، وهي طرق متطورة بتطور كرة القدم، كما أنها طرق متغيرة باستمرار لتنسجم مع نوعية اللاعبين الموجودين في كل فريق أو منتخب ومع رؤية المدرب والأهداف المرجو تحقيقها.
فطرق اللعب ليست ثابتة أو مقتصرة على طريقة لعب واحدة، وإنما لكل مدرسة كروية طريقتها وأسلوبها الخاص الذي يعطي نكهة مميزة لهذه المدرسة.
وحتى المدارس الكروية العريقة تغير طرق لعبها باستمرار لتنسجم مع نوعية العناصر الموجودة لأن المهم في طريقة اللعب أن تسهم في إبراز أفضل ما لدى اللاعبين من خلال توظيف كل لاعب في موقعه الصحيح.
الحادث لدينا في البحرين هو العكس تماما لأن طرق اللعب المتبعة هي ثابتة بثبات عقلية المدربين وكأن كرة القدم تلعب بطريقة واحدة فقط هي 4/4/2، وعلى اللاعبين مهما اختلفت إمكانياتهم أن يلعبوا بهذه الطريقة وكأن الزمن قد توقف في السبعينيات من القرن الماضي لدى مدربينا!
في كل جيل كروي هناك نوعية مختلفة من اللاعبين، وهناك مواقع قوة ومواقع ضعف في أي فريق، ومهمة المدرب أن يجد طريقة اللعب والأسلوب المناسب لهؤلاء اللاعبين بحيث تسهم هذه الطريقة في تعزيز نقاط القوة لدى الفريق أو المنتخب وإخفاء نقاط الضعف والتغلب عليها.
إن العقلية الكروية لبعض مدربينا يجب أن تكون مرنة بما فيه الكفاية حتى يمكن أن نطلق عليهم لقب مدربين، لأن التدريب الآن علم حديث ومتطور قائم بذاته، وطرق اللعب المتبعة حاليا في العالم مختلفة تماما عما كان متبع في السابق.
المنتخب البرازيلي صاحب المدرسة الأعرق في كرة القدم وصاحب طريقة اللعب 4/4/2 الشهيرة غير في أسلوبه وبدأ باعتماد طرق لعب مختلفة ليجاري العصر.
في آخر مرة فازت بها البرازيل ببطولة كأس العالم في مونديال كوريا واليابان 2002 لعبت البرازيل بطريقة لعب جديدة ومبتكرة بقيادة المدرب البرازيلي سكولاري، إذ سمحت هذه الطريقة بإخراج أفضل ما لدى اللاعبين البرازيليين وبالتالي التتويج باللقب.
فسكولاري فاجأ الجميع بتخليه عن طريقة اللعب التقليدية ولعبه بطريقة 3/4/2/1 والتي سمحت بتعزيز قوة البرازيل المتمثلة في ذلك الوقت بكافو على الجهة اليمنى وروبرتو كارلوس على الجهة اليسرى وبإعطاء الحرية لكل من ريفالدو ورنالدينهو في وسط الملعب والهجوم ومن أمامهم تواجد الظاهرة رونالدو، فكان الجميع يأتي من الخلف ورونالدو يتحرر في الوقت المناسب ويسجل الأهداف، وسمحت هذه الطريقة أيضا بإخفاء نقطة ضعف البرازيل في قلب الدفاع ووسط الملعب من خلال تواجد 3 مدافعين ثابتين ومن أمامهم لاعبي ارتكاز أقفلوا المساحات تماما أمام المنتخبات المنافسة وغطوا على الخماسي الذي يهاجم دائما فتوجوا باللقب بسهولة تقريبا نظرا لفوزهم في 7 مباريات متتالية من دون أي تعادل أو خسارة ومن دون الحاجة لا لوقت إضافي أو لركلات ترجيح!
حاليا أعرق المنتخبات العالمية وكذلك الفرق الشهيرة تلعب بطرق لعب تميل إلى 4/3/3 كما يعتمدها برشلونة مع السماح بتحركات دائرية ومتبادلة بين لاعبيه، وهي الطريقة نفسها التي يلعب بها إنتر ميلان بطل أوروبا وتوج بها المنتخب الإسباني بطلا للعالم أو يلعبون بطريقة 4/2/3/1 كما يعتمدها ريال مدريد مع مورينهو ويعتمدها كذلك المنتخب الألماني الأقوى عروضا في مونديال 2010.
إن اعتماد طرق اللعب يعتمد على نوعية اللاعبين الموجودة، أما ما نراه لدينا فإن طريقة اللعب ثابتة لا تتغير وكأنها أمر مقدس، ولأن نوعية اللاعبين غير قادرة على الانسجام معها فترى الدفاع يلعب في وسط الملعب والظهير كذلك وأصحاب الانطلاقات مقيدين بأدوار لا تناسبهم والهجوم لا يعرف كيف يتحرك ولا يلقى المساندة من وسط الملعب، فمراكز اللاعبين يمكن أن تتغير بشكل غريب لكن طريقة اللعب مقدسة لا يمكن تغييرها، تلك هي عقلية مدربينا!
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3044 - الأربعاء 05 يناير 2011م الموافق 30 محرم 1432هـ