العدد 3043 - الثلثاء 04 يناير 2011م الموافق 29 محرم 1432هـ

قناعات أورليك... كيف تسير بالمنتخب؟

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

شيئا فشيئا يتضح لنا أو على الأقل لي شخصيا، أن المدرب الدنمركي أورليك ليس هو الأنسب لقيادة منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد في مرحلته المقبلة المستقبلية، ليس فقط في البطولة الماضية «الألعاب الآسيوية بجوانزهو» وإنما حتى في التصفيات الآسيوية بلبنان والتي تأهل فيها المنتخب لبطولة كأس العالم، فأخفت آثارها، فالدنماركي وعلى رغم معرفته التامة بجل لاعبي المنتخب، واصل سياسته المحببة بإحداث التغييرات الغريبة جدا في التشكيلة وعدم ثباته على تشكيلة معينة، وبقي يجرب عددا كبيرا من اللاعبين ليصل للعدد المسموح به، وفي الأخير، عاد لعادته القديمة، فاختار التشكيلة نفسها التي ضمها في تصفيات بيروت، وضيع على نفسه فرصة التركيز التي يحتاجها كل منتخب على التشكيلة التي يحبها، وخصوصا منتخبنا، وإدخالها في مباريات ودية قوية وكثيرة من أجل إيجاد نوع أكبر من التجانس، فإذا به أخذ يجرب حتى عاد للتشكيلة نفسها التي لم تتغير باستثناء الحراسة التي تعاني من الأساس وبالتالي تحتاج للتغيير الذي حصل، مع بعض اللاعبين الذين أعتقد بأنهم سيغادرون «وأقصد هنا الجدد منهم» في الاستبعادات الأخيرة.

الاستبعادات الأخيرة للمدرب والتي كان ضحيتها الثلاثي المخضرم محمد عبدالنبي، ولاعب الدائرة جعفر عباس والشاب علي زهير، جاءت لتؤكد غياب الاستراتيجية لدى هذا المدرب، على رغم قناعتنا بأن للجهاز الفني الحق كاملا في اختيار من يراه مناسبا لخطته، إلا أن الاستبعادات تؤكد ما قلناه، فالأخير «المسكين» عانى كثيرا من سياسة المدرب، وأجزم أن ذلك سيؤثر عليه نفسيا حتى ولو بشكل بسيط، إن لم يكن فنيا، فمرة يقوم باستدعائه وأخرى يعمد إلى إقصائه، ليعود من جديد لاستدعائه، وبعدها بأيام يعيد إقصاءه، في لعبة كـ «القط والفأر»، وفي الأخير، ما هي القناعة التي كان يفعل بها المدرب ذلك، لا ندري.

ثم تعال، ألا يعتقد هذا المدرب أن بإمكانه الاستفادة الجدية من الإمكانات البدينة للاعب من أمثال جعفر عباس، والتي يتميز بها بشكل أفضل بكثير من زملائه في المركز ذاته، إذا ما عرفنا أن الخصوم الذين سيواجههم منتخبنا معروفون بطول القامة وضخامتهم الجسدية، التي باعتقادي لن تسمح للموجودين حاليا في التشكيلة في إيقافهم، أو على الأقل إبطاء تحركاتهم.

أما إذا جئنا لمناقشة استبعاد المخضرم عبدالنبي، فالكل يتساءل، إذا كان المدرب غير مقتنع من مستواه لماذا بقي اللاعب طوال مدة تصل لأكثر من 3 شهور مع المنتخب، على رغم الأخبار التي تؤكد أن اللاعب قدم عطاءات جيدة في المعسكر المجري، ولعل مدربين أفضل من أورليك يريدون الاعتماد على الخبرة الطويلة التي يتمتع بها اللاعب، سيما في بطولة تحتاج لمثل هذه الخبرات.

مع بقاء أيام قليلة على انطلاق الحفل العالمي الذي تشارك فيه البحرين لأول مرة، بعثت معظم المنتخبات بأسماء لتشكيلتها المختارة، فيما مدربنا لا يزال يجرب ولم يصل لقناعة أخيرة، على رغم أنه سيعود لتشكيلته السابقة، والغريب جدا أن مدربنا لا يحب الاستقرار، لا في الاستدعاءات والإقصاءات المتكررة، أو حتى التشكيلة التي يلعب بها المباريات، على عكس مدربي المنتخبات العالمية، التي أصبح الجميع يعرف لاعبيها قبل انطلاقة مبارياتها، فلربما يكون أسلوب مدربنا، نوعا من التمويه على مدربي منتخبات المجموعة، التي يمكن أن تتجسس على المباريات الودية الحالية للمنتخب.

نتمنى أن يكون حديثنا هذا كله خطأ، ويبرهن المدرب أنه قادر على قيادة المنتخب وتحقيق نتائج جيدة بنسب خسائر معقولة، مع معرفتنا بصعوبة المهمة وبشكل كبير، لأن القرعة لم تخدم منتخبنا ولم ترحمه، وخصوصا أن التفكير الحالي باعتقادي في الاتحاد هو المشاركة الإيجابية المشرفة على رغم صعوبتها، كما فعلها مثلا منتخب الأردن لكرة السلة الذي شارك لأول مرة في بطولة كأس العالم الحالية بتركيا، وخرج فيها بالخسارة في كل مبارياته، لكنه قدم مستويات أشاد بها الكثيرون، وكان في بعضها قريبا من الفوز لولا خبرة المباريات العالمية الغائبة عن لاعبيه، وبالتالي اعتبار كأس العالم إعدادا للبطولة الخليجية الأولى المقبلة في البحرين، ولبطولات آسيا المقبلة التي ستكون هنا أهم بكثير من مجرد اللعب في بطولة ككأس العالم.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 3043 - الثلثاء 04 يناير 2011م الموافق 29 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً