في ضوء تلك الاستشهادات التي تثبت بأهمية الموارد البشرية، ودورها المتنامي في أية خطة تنموية، ومن أجل التوصل إلى المعادلة الصحيحة لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الوطنية: الطبيعية والبشرية، كافة، التي بوسعها أن تؤمن للبحرين مستقبلاً اقتصادياً يحقق لأهلها الأمن الاجتماعي والاستقرار المادي اللذين هما بحاجة لهما، ينبغي أن نحدد ما هي مصادر تلك الموارد، وما هو الحيز الذي بوسعها أن تحتله في الدخل القومي.
لسنا بحاجة هنا إلى الاستعانة بالأرقام التفصيلية، وسوف نكتفي بالمعالجة العامة التي تتوقف عند البنود الرئيسة.
ثلاث قنوات رئيسة يمكن أن تستخدمها البحرين لضمان استقرار دخلها الوطني أو تنميته: الأول والأساس، في هذه المرحلة وعلى المدى القصير والمتوسط هو النفط. لكننا لسنا بحاجة للتأكيد على محدودية النفط البحريني الذي لن يتجاوز، حتى مع التوقعات المتفائلة، ما يعادل خمسين ألف برميل في اليوم، تستهلك نسبة عالية منه للاستخدام المحلي، بما في ذلك توفير الوقود والطاقة للصناعة الداخلية. هذا يجعل من هذه الكمية من النفط، رغم نسبته العالية من الدخل القومي في الوقت الحاضر، قناة محدودة، خاصة عندما تقارن بدخول الدول المحيطة مثل قطر، والإمارات المتحدة، والكويت والسعودية. يضاف إلى ذلك أن النفط سلعة ناضبة، من الخطأ التعويل عليها في الخطط المستقبلية، وخاصة على المدى البعيد.
تأتي بعد ذلك الموارد الطبيعية الأخرى، زراعية كانت أم سياحية، أم صناعات استخراجية أخرى، طالما أن الموارد الأخرى مثل الرعوية غير قائمة. ومرة أخرى سنجد أنفسنا نصطدم بمحدودية موارد البحرين الطبيعية في هذه المجالات.
يزداد الأمر سوءاً عندما نأخذ في الحسبان أيضاً مساحتها الجغرافية المحدودة نسبياً، حتى مع سياسات الردم العشوائية، الأمر الذي يغلق أبواب إمكانات التوسع في الاعتماد على هذه القناة كمصدر واعد للدخل الوطني.
تبقى قناة واحدة فقط، هي القابلة للنمو والمحتضنة لإمكانات التوسع، وتلك القناة هي الموارد البشرية البحرينية، أو بالكلمات الدارجة «أهل البحرين»، القادرين على التحول، كما قام بذلك «أهل الهند»، إلى مصدر ثري، قابل للتجدد، ومن ثم النمو، من مصادر الدخل القومي، من خلال تحولهم إلى قوة عاملة كفوءة وماهرة قادرة على المنافسة في الأسواق المحلية، ولكن بمقاييس عالمية. ولكي نستطيع أن نخلق هذه القوة العاملة القادرة على اجتذاب الرساميل الإستثمارية الأجنبية للداخل، أو ضخ الأموال من وراء جهودها الخارجية إلى الداخل، لابد لنا من قراءة اقتصادية علمية للمشروعات الكبرى التي ستشهدها المنطقة، ليس خلال السنوات القليلة القادمة، وإنما على امتداد ربع القرن القادم.
نتحدث هنا عن مشروعات مثل المدن العلمية والاقتصادية في السعودية التي تبلغ كلفة بنائها وتسييرها عشرات المليارات من الدولارات، أو أخرى مثل كأس العالم 2022 الذي سوف تحتضنه دولة مثل قطر، وسوف تنفق عليه هي الأخرى مئات المليارات من الدولارات، دون أن نستثني مشروعات الحفاظ على البيئة وما يرافقها من مشروعات سياحية كتلك التي ستشهدها أبوظبي خلال العقود القادمة. ولو تلفتنا حولنا فسوف نكتشف العديد من المشروعات الأخرى، التي قد لا تكون بالحجم المالي ذاته، لكنها تقع أيضاً في فئة البرامج التي تستحق التوقف عندها ودراسة متطلباتها من اليد العاملة الماهرة المحلية.
بعد تحديد تلك المشروعات نلتفت صوب «أهل البحرين» كي نبدأ في تأهيلهم وتدريبهم كي يكونوا قادرين، كما قلنا على المنافسة. لكن ينبغي أن تسبق هذه الخطوة، قراءة أخرى تحدد أي من القطاعات سيقع عليه الاختيار من أجل التهيؤ والاستعداد. علينا الكف عن اللهث العشوائي وراء مشروع هنا، أو استثمار هناك، فمن يريد أن يستحوذ على حصة الأسد من قطاع تقنيات الاتصالات والمعلومات، تختلف أسلحته عن ذلك الذي يضع نصب عينيه، قطاع الإنشاء والبناء، وكلاهما يختلف عمن يريد أن يلج سوق المال والاستثمار.
ومتى ما تم تحديد القطاع، نعود بعد ذلك إلى تحديد الوسائل الضرورية التي بوسعها تأهيل «أهل البحرين» كي يلجوا وبكفاءة بحور القطاع الذي وقع عليه الاختيار. وأول خطوة على طريق التأهيل هي وضع السياسات التعليمية التي تحدد معالم تنفيذها خططها التفصيلية، يلي ذلك اختيار البرامج والقرارات الصالحة لبناء اليد العاملة الذكية والماهرة في آنٍ لاكتساح تلك القطاعات. وهنا لابد من التأكيد على ضرورة تكامل تلك الخطط المرسومة، والبرامج المنفذة مع متطلبات السوق، واحتياجات المشروعات المنفذة في المنطقة.
للبحرين تاريخ إيجابي في قدرتها على التقاط حاجة السوق الإقليمي، وتلبية احتياجاته، فخلال النصف الأول من القرن الماضي، وعندما كانت صناعة الغوص هي المصدر الرئيس للدخل القومي لدول المنطقة، كانت البحرين أهم مركز، بما وفرته من يد عاملة ماهرة، لبناء السفن وإصلاحها.
ربما لم يكن تجار البحرين حينها أكبر مالكي تلك السفن، وربما لم يكونوا الأكثر ثراء، لكن البحرين، كانت، دون أي منافس، أفضل المراكز أهلية لصناعة السفن وصيانتها.
الأمر ذاته عندما يتعلق بصناعة النفط، فرغم محدودية النفط البحريني، لكن اليد العاملة البحرينية تركت بصماتها الواضحة على تلك الأنابيب التي امتدت عبر الآلاف من الكيلومترات حاملة النفط السعودي من الشواطئ الشرقية للجزيرة العربية حتى شطآن البحر الأبيض المتوسط.
ليس هناك شك في أن النفط ناضب لا محالة، والرقعة الجغرافية متناقصة بطبيعة الحال، وحينها لن يبقى للبحرين سوى أهلها، وحدهم القادرين على تأمين الرخاء الاقتصادي الذي نسعى له، وتحقيق الأمن الاجتماعي الذي لا يمكننا الاستغناء عنه. فهل يستحق أهل البحرين من الجميع تلك اللفتة التي هم في أمس الحاجة لها اليوم أكثر من أي وقت سابق؟
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 3043 - الثلثاء 04 يناير 2011م الموافق 29 محرم 1432هـ
الى متى
صحيح ولكن اين سيذهب مئات الالوف من المجنسين
الاقتصاد وناقوس الخطر اقترب
الملاحظ الكثير من الكتاب والنخبة بدأت تدق ناقوس الخطر الاقتصادي الذي بات هم يثقل الحكومات خصوصا التى كانت سبات طويل ، فلو فكرت وخخطت حكومة البحرين قبل الاقدام على التجنيس السياسي وغيره من التخطيطات المتخبطة لنالت ثقة الشعب لكن الحكومة ، اخذت توظف خيرات الوطن لجلب ثقل وعبء عليه وتساهم في زعزعة اقتصاد الوطن فلم تجلب لنا يد خبراء ومهرة وصناع اقتصاد وتنمية وتطور بل تأخر للوراء ، فعنصر الجريمة نما بمعدلات زادت حتى غدت ميزانية الداخلية بزيادة 62 مليون دينار على حساب قطعات التعليم مثلا .
للبحرين تأريخ ايجابي .........
....... و حاضر سلبي مع الأسف ........ (لا يُسمح بنشر المسببات)
عموماً .. لا خوف على البحرين ما دامت فيها أهلها الذين هم "عزّها و خيرها"!!
كل الخوف هو من "غير أهلها" الذين يسلبون "عزّها و خيرها"!!
للبحرين تاريخ إيجابي .......
....... و حاضر سلبي مع الأسف ........ (لا يُسمح بنشر المسببات)
عموماً .. لا خوف على البحرين ما دامت فيها أهلها الذين هم "عزّها و خيرها"!!
كل الخوف هو من "غير أهلها" الذين يسلبون "عزّها و خيرها"!!
هذا الكلام لا يستقيم مع ما هو قائم حاليا"
إن الظلم و الجور و التمييز و التهميش الذي يقع على الشعب هي الترجمة الحقيقية على الأرض، لما يراد له أن يكون في المستقبل، فلا يستقيم هذا الكلام الطيب في مقالك مع النيات السيئة و الشغل الجاد في جعل هذه البلد بورا من الأرض الى الإنسان. المجرمون يكافؤون و الشرفاء يحاربون، و لا قضاء عادل مستقيم و سريع، و لا تعليم متميز، اللهم إعلاميا" فقط. العمل الصحيح هو أولا"..نية طيبة و صالحة..و من ثم كل شيء ممكن.
تقصد أهلها الجدد أم القدامى
للبحرين أهل جدد وأهل قدامى منذ أزمنة غابرة
فأي أهل تقصد
أهل البحرين الجدد هم أولى بالبحرين وخيراتها
أم اهل البلد الأوائل فهؤلاء أفضل ما يصلح لهم هو مشروع التهجير لأنهم يمثلون عبء على الدولة
ومشاكل وقلاقل لا حصر لها
لذلك من الأفضل التخلص منهم حتى نخلص من وجع الراس انت شرايك
ونحن في البحرين نعمل جاهدين لزرع وزيادة شعب جديد غريب في أصوله عن عادات البلد..
نتحدث هنا عن مشروعات مثل المدن العلمية والاقتصادية في السعودية التي تبلغ كلفة بنائها وتسييرها عشرات المليارات من الدولارات، أو أخرى مثل كأس العالم 2022 الذي سوف تحتضنه دولة مثل قطر، وسوف تنفق عليه هي الأخرى مئات المليارات من الدولارات، دون أن نستثني مشروعات الحفاظ على البيئة وما يرافقها من مشروعات سياحية كتلك التي ستشهدها أبوظبي خلال العقود القادمة.
المواطن
عندما تكون هناك ثقة بين الحاكم والمحكوم ويسود العدل والمساواة بين المواطننيين الاصلييين دون تمييز وسحب الجنسيات من غير مستحقيها ، سنكون بخير وسلام وامان وعافية من بلاء الدنيا واهوالها،،، عندما يفكر المسئولين في مصلحة البلاد والعباد يؤثرون على انفسهم لصالح مواطنهم المطحون وليس لابادتهم عبر مايسمى التجنيس . اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء وترق من تشاء بيدالخير وانت على كل شئ قدير ...الخ....
درة الخليج نخله زيتونه مادري شنو
بس سمعت عن اسكان شعبي كبير عظيم
• بهلول •
لن يبقي في سوق البحرين غير رامز و لولو.
نعم
وبالدليل من بقى في الكويت يدافع عن ارضه غير المواطن الحقيقي الاصلي