أغلقت السلطات البحرينية أمس مدونة الناشطة البحرينية أميرة الحسيني، وهو قرار محزن يأتي مع مطلع العام الجديد (2011)، ويأتي بعد ان أصدرت منظمة «مراسلون بلا حدود» تقريرها أمس واعتبرت ان البحرين تعتبر الإنترنت «عدواً» لها.

لقد زادت قرارات المنع في الأيام الأخيرة مع تفاقم الوضع الأمني والاضطراب الشعبي في كثير من بلدان المنطقة العربية التي يبدو أن نار الفرقة والفتنة بدأت تمزقها إرباً وذلك في وقت تترنح فيه المطالب المعيشية والحقوقية في أكثر من ملف وأكثر من قضية.

ولعل ما يحدث اليوم في مصر وتونس ليس وضعاً عابراً ولكنه قد يشير إلى اتجاه المنطقة برمتها إلى منحى التوتر الطائفي على غرار ما يحدث في العراق والانقسام أو الانفصال مثل ما هو منتظر في السودان.

إن لمّ أشلاء البيت العربي الواحد من الخليج إلى المحيط لا يمكن تحقيقه في ظل استمرار أوضاع سياسية واقتصادية لا تحقق المستوى المطلوب من المعيشة الإنسانية آو حتى تفعيلاً للحقوق المدنية ومنها حرية التعبير التي تعد أبسط حقوق الإنسان.

لقد بقي هذا الحق غائباً لفترة لكنه حالياً عاد بقوة تبعاً لكل حدث تجلى بصورة فجائية في عدد من البلدان العربية التي لم يهدأ بال شارعها حتى لحظة كتابة هذا المقال (...) فكل مجتمع عربي ينادي بحقوق حظرتها أدوات المنع التقليدية إلى حين الانفتاح الذي أفرزته أدوات العالم الافتراضي.

هذا العالم الذي بدأ يزعج الحكومات لأنه الأداة الجديدة للتعبير عن الرأي - بحسب المراقبين - بل وهي الأداة التي يطل عليها مدونو «البلوغز» في العالم على بعضهم البعض في مختلف المواقع في تفاعل حقيقي لحظة بلحظة تماماً كالحدث الذي ينتقل لحظة بلحظة.

إن معارك الشارع بدأت تنتقل في عالمنا العربي إلى العالم الافتراضي؛ أي أننا بدأنا نشهد نوعين من المعارضة... معارضة موجودة على السطح وأخرى خلقتها الحكومات فأصبح لها اسم وهو المعارضة الافتراضية.

للأسف إن غلق مدونة الناشطة الالكترونية أميرة الحسيني هي خطوة تشير إلى أن هناك من يكافح الانفتاح ويشطب حرية الرأي حتى لو كانت مجرد رأي، وأي رأي كان، هكذا فقط لأن الاختلاف أصبح في قاموس منطقتنا العربية سياسية «ممنوعاً»، رغم أن عالم اليوم ينطق سياسة أكثر من أي وقت كان في ظل التفاعل الالكتروني.