العدد 3043 - الثلثاء 04 يناير 2011م الموافق 29 محرم 1432هـ

فلنتجاوز الاستقطاب في 2011

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ربما إننا تنفسنا الصعداء بعد انتهاء الانتخابات ودخلنا في 2011... فالفترة التي سبقت الانتخابات كانت خانقة واتجهت في تيار معاكس لكل التوقعات التي عشناها في فترة الإصلاحات ما بعد 2001... وكانت هناك أسئلة كثيرة طرحت حول السبب في حدوث ذلك والطريقة التي استُخدمت للعلاج، ولحد الآن فإن الأجوبة قليلة أو أنها لا توجد، وهناك من ربطها بأجواء الانتخابات... ورغم أنني لا أرى ذلك سبباً مقنعاً، لكن الكثير تنفس الصعداء لأن الانتخابات انتهت، والبعض تمنى لو أنه لم تكن لدينا انتخابات، وهناك من قرر المشاركة بقوة لإثبات أن بإمكانه أن يمارس دوره والتعبير عن صوته على رغم كل الظروف.

انقشعت الأجواء الانتخابية في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول مع هدوء نسبي في الحملة الأمنية التي بدأت في منتصف أغسطس/ آب، ولكن مازلنا لحد الآن نعاني من إجراءات اتخذت، ولاتزال تُتخذ، وجميعها ضيقت، وتواصل التضييق على الحريات العامة وحرية التعبير، حتى أصبح الكثيرون يخشون الكتابة في قضايا الشأن العام بصورة ناقدة لأن ذلك قد يجر الويلات عليهم.

ومن الأجواء المريضة التي صاحبت الحملة الأمنية الاستقطاب الطائفي، والفرز المجتمعي، وهو أمر يبقى معنا حالياً بصورة ثقيلة... ولذا فإن واحداً من الأهداف الوطنية الذي يمكن للمخلصين التوافق عليه هو ضرورة تجاوز الاستقطاب. نقول هذا لأن الاستقطابات تمزق النسيج المجتمعي وتخلق جروحاً تتعمق مع الأيام إذا تركت من دون معالجة.

إننا نشاهد ما يحدث من مآسٍ في بلدان ليست بعيدة عنا بسبب التمزق المجتمعي، والتي بدأت تتطور في بلد عربي عزيز علينا، وهو السودان، بحيث إننا نقترب حالياً من شق الجنوب عن الشمال، وربما ينفسح المجال لاحقاً لشق الغرب السوداني أيضاً عن الشمال، وبعد ذلك يتمزق الشمال السوداني بين أحزاب مختلفة. نعم، إننا لسنا بحال السودان، ولكن التمزق الذي نراه في السودان إنما بدأ بجروح بدأت تتسع مع الأيام، ونحن في بلداننا العربية أحوج ما نكون إلى الوحدة والتضامن والسعي إلى النمو واللحاق بالعالم المتطور، ولاسيما أن لدينا مقومات كثيرة، ولا ينقصنا سوى عقد العزم ووضع السياسات الصالحة وتنفيذ الإجراءات التي تتجاوز الاستقطابات.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3043 - الثلثاء 04 يناير 2011م الموافق 29 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 6:42 ص

      الحقيقة

      معك في " نقول هذا لأن الاستقطابات تمزق النسيح المجتمعي و تخلق جروحا مع الأيام إذا تركت من دون معالجة " فعلا نحن بحاجة لمن يدرك هذه الحقيقة و يسرع في المعالجة المطلوبة

    • زائر 7 | 6:33 ص

      الوقاية خير من قنطار علاج

      يبكون على الطائفية والتحزب والتخندق ولكن لا نرى منهم اذن عندما ينصحهم احد بالوقاية بتكوين لجنة وطنية محايده لنظر في قضايا التمييز و ترى الخلل في جميع مجالات التمييز ووضع قوانين تجرمه وهذا في كل ملفاتنا العالقة لها اقتراحات للوقاية منه واذا لم يضعوها بالحسبان سنرى الجراح تفتح ومن ثم يصعب العلاج على سبيل المثل في الافراجات السابقة لا تعالج من جذورها بل القشور يعتنى بها للتلميع

    • هاشم الحدي | 4:37 ص

      صح الله لسانك

      صح الله لسانك يا أستاذنا الفاضل, اننا فعلا بحاجة لمثل هذه الكتابات وفي هذا الوقت بالذات.
      رحم الله والديك.

    • مواطن مستضعف | 3:18 ص

      فلنتجاوز ... و لنداري

      على بعضنا البعض كي تبقى شمعة الوطن مضيئة.

    • زائر 6 | 2:51 ص

      خطير !!

      والأخطر هو الطائفية في الطائفة الواحدة !

    • زائر 5 | 2:36 ص

      عدتم والعود احمد يادكتور

      التفاؤل الممزوج بالحذر الشديد مما قد يترتب عليه من امور سلبية ربما تفضي بالبلد الى مزالق خطيرة ومستفحلة خصوصا اذا لم يكن هناك حلول جذرية ناضجة تعطي كل ذي حق حقه ولعلي هنا اذكركم يادكتور واذكر القراء بالتاريخ القديم والحديث وكيف اننا قرأنا مآسي يندى لها الجبين وكل ذلك بسبب النزعة الشيطانية التي تنتاب بعض الافراد لكن مصائبها يتجرعها جميع الافراد المحيطين لانه كما يقال الخير يخص والشر يعم ولذلك ارجوا ان تكون مواضيعكم القادمة منطلقة وبشكل صريح مما نعيشه ويعيشه المجتمع البحريني

    • زائر 4 | 1:37 ص

      حياتنا الوطنية....مماتنا الطائفية

      لكي نتجاوز الإستقطاب يجب على الناخبين عدم الدعم و التصويت للجمعيات السياسية القائمة على أسس طائفية ، و أن الأهداف الوطنية لا يمكن أن تتحقق إلاّ بتبنّي الجمعيات السياسية القائمة على أسس وطنية جامعة للكل ، و لكي نكون أكثر صدقاً في أمنياتنا للعام الجديد! يجب على الصحافة المحلية و منها جريدتنا الغراء "الوسط" أن تكون أكثر حياديةً أيام الإنتخابات النيابية و البلدية!!.
      تحياتي...
      عبدعلي فريدون

    • زائر 3 | 11:30 م

      حياتنا الوطنية...مماتنا الطائفية

      لكي نتجاوز الإستقطاب يجب على الناخبين عدم الدعم و التصويت للجمعيات السياسية القائمة على أسس طائفية ، و أن الأهداف الوطنية لا يمكن أن تتحقق إلاّ بتبنّي الجمعيات السياسية القائمة على أسس وطنية جامعة للكل ، و لكي نكون أكثر صدقاً في أمنياتنا للعام الجديد! يجب على الصحافة المحلية أن تكون أكثر حياديةً أيام الإنتخابات النيابية و البلدية!!. تحياتي... عبدعلي فريدون

    • زائر 2 | 11:15 م

      سوء الحظ

      دكتور منصور ، شكرا على المقال
      مشكلتي أنني كنت أريد أن اعيش الوسطية فلم يسمح لي وكل يريدني أن اهتف بإسمه وأنه صاحب الفضل علي ،، وأصبحت لي قصة إن شئت أطلعتك عليها دكتور ،، فقط يمكنك الرد علي لأعرف أنك تريد الإطلاع عليها

    • زائر 1 | 10:03 م

      صحيح

      هناك ايدي خفيه ماجورة تسترزق من ذلك اقلام ضاله فلابد من الوعي وعدم الانجرار

اقرأ ايضاً