العدد 3043 - الثلثاء 04 يناير 2011م الموافق 29 محرم 1432هـ

البشير من جوبا: مستعدون لتقبل انفصال الجنوب

الرئيس السوداني عمر البشير وسلفا كير في جنوب السودان أمس              (أ. ف.  ب)
الرئيس السوداني عمر البشير وسلفا كير في جنوب السودان أمس (أ. ف. ب)

أكد الرئيس السوداني عمر البشير أمس (الثلثاء) في جوبا احترامه لنتيجة استفتاء تقرير مصير جنوب السودان حتى لو أدى إلى الانفصال.

وقال البشير في كلمة نقلتها الفضائيات مباشرة: «نحن مع خياركم. إن اخترتم الانفصال سأحتفل معكم». وأوضح قبل خمسة أيام من موعد الاستفتاء «على الرغم من أنني على المستوى الشخصي سأكون حزيناً إذا اختار الجنوب الانفصال لكنني سأكون سعيداً لأننا حققنا السلام للسودان بطرفيه».

من جانبها، أعلنت حكومة الجنوب طرد جميع حركات التمرد في دارفور من جوبا، وقال نائب الرئيس السوداني، رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت في مؤتمر صحافي إن حكومته اتخذت إجراءات طردت بموجبها تلك الحركات المسلحة من جوبا. وأضاف «لا توجد معارضة من الشمال تتخذ من جوبا قاعدة لها».


البشير يزور جنوب السودان ويؤكد مجدداً استعداده لتقبل الانفصال

جوبا - أ ف ب

أكد الرئيس السوداني، عمر البشير أمس (الثلثاء) في زيارة نادرة لجنوب السودان احترامه لنتيجة استفتاء الأحد حتى لو أدى إلى انفصال هذا الجنوب عن شمال البلاد.

وقال البشير في كلمة ألقاها في جوبا، عاصمة جنوب السودان، نقلها التلفزيون الحكومي مباشرة «نحن مع خياركم. إن اخترتم الانفصال سأحتفل معكم».

وأوضح البشير قبل خمسة أيام من موعد الاستفتاء التاريخي لتقرير المصير في جنوب السودان «على الرغم من أنني على المستوى الشخصي سأكون حزيناً إذا اختار الجنوب الانفصال لكنني سأكون سعيداً لأننا حققنا السلام للسودان بطرفيه».

ولقي الرئيس البشير قبل ذلك استقبالاً حافلاً من قبل رئيس حكومة جنوب السودان، سلفا كير الذي كان خاض ضده حرباً استمرت سنوات طويلة غير أنه بسط له السجاد الأحمر في جوبا.

وكان في استقبال البشير في مطار جوبا عدد كبير من كبار القياديين الجنوبيين وحرس الشرف المكون من جنود شماليين وجنوبيين.

وتجمع خارج المطار نحو 500 شخص يرفعون شعار «لا للوحدة» ويلوحون بأعلام جنوبية في أجواء احتفالية.

وما يدل على أن وجود البشير لم يعد يثير الرهبة في جنوب السودان رفعت منظمات غير حكومية عند مدخل المطار لافتات كتب عليها «نحن سعداء باستقبالك من جديد للاحتفال باستقلال جنوب السودان» و«نرحب بكم في الدولة الـ193» في العالم.

وكانت المسئولة في الحركة الشعبية لتحرير السودان (التمرد الجنوبي السابق)، آن إيتو ردت الاثنين كافة الاعتراضات على زيارة البشير وقالت «أعتقد أن السودانيين الجنوبيين حددوا أصلاً خيارهم.

لقد اختاروا الحرية والاستقلال».

وأكد البشير في خطابه أمس رغبته في الحفاظ على روابط جيدة مع الجنوب حتى في حال الانفصال وقال «حتى بعد قيام دولة الجنوب نحن جاهزون لتقديم دعم فني أو لوجستي أو دعم بالخبرة لها».

وأوضح البشير أن «حجم المصالح والروابط بيننا في الشمال والجنوب غير موجودة بين أي دولتين في العالم»، موضحاً أنه «حتى لو حصل الانفصال فإن الفوائد التي يمكن أن نحققها عبر الوحدة يمكن أن نحققها من خلال دولتين».

ورغم هذه الخطابات المهدئة للجانبين تم نشر أعداد كبيرة من قوات الأمن في جوبا التي قام جنود مسلحون بدوريات في شوارعها.

وبعد أن ألقى خطابه تباحث الرئيس البشير وسلفا كير في قضايا ما بعد الاستفتاء مثل المواطنة والأمن وتقاسم عائدات النفط والديون الخارجية وترسيم محتمل للحدود التي لا يزال يتعين ترسيم 20 في المئة منها.

وبعد هذه المباحثات قال وزير الإعلام الجنوبي، برنابا ماريال إن الزعيمين تعهدا بتسوية هذه القضايا بحلول يوليو/تموز.

وأكد ماريال إن البشير «قال إنه إذا اختار شعب جنوب السودان إقامة دولة مستقلة، فسيكون هو وحكومته أول من يعترف بهذا البلد الجديد».

وسجل نحو أربعة ملايين شخص (3,75 ملايين في الجنوب و116 ألفاً في الشمال و60 ألفاً في الخارج) أسماءهم في اللوائح الانتخابية للمشاركة في الاستفتاء المقرر في الفترة من 9 إلى15 يناير/كانون الثاني إعمالاً لاتفاق السلام الذي كان أنهى في 2005 الحرب الأهلية في السودان.


حركة التحرير والعدالة توافق على اتفاق سلام دارفور مع الخرطوم

الترابي: أحزاب المعارضة اتفقت على الإطاحة بالنظام السوداني سلمياً

أعلن الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان، حسن الترابي أن رؤساء الأحزاب السودانية المعارضة اتفقوا على الإطاحة بنظام الرئيس السوداني، عمر البشير سلمياً.

وقال الترابي للصحافيين في الخرطوم مساء (الاثنين) إن «رؤساء الأحزاب السودانية أجمعوا بعد أن طال أمد الحوار ثنائياً وجماعياً مع النظام وبعد أن تأكدوا أن الانتخابات التي أجريت لا رجاء فيها أصلاً كمنهج ديمقراطي لتعاقب الأنظمة، أجمعوا على الإطاحة بالحكم».

وأضاف أن «رؤساء الأحزاب اتفقوا على التغيير لكن ليس بالسلاح بل عبر الشعب»، مؤكداً أن «هبة الشعب السوداني القادمة لن تكون في الخرطوم وحدها بل سيقوم السودان كله». وأوضح أن «لجاناً فرعية كلفت أن تهيئ بعد ظهور نتيجة الاستفتاء مباشرة لرؤساء الأحزاب السياسية الأساليب والمناهج التي ستتخذ للإطاحة بالحكم».

وكشف زعيم المؤتمر الشعبي أن «إعلان الإطاحة بنظام الخرطوم هو اقتراح قدمه حزب المؤتمر الشعبي من قبل ووافقت عليه جميع الأحزاب السودانية».

وشدد على أن «المجتمع المدني قادر على إسقاط الحكم سلمياً وأن السودان قد جرب هذه الوسيلة مرتين في تاريخه الحديث»، مشدداً على أن «القرار بالإطاحة بالحكم أما أن يجعل السلطة الحاكمة أن تتنازل أو تضطر الحركة الوطنية المعارضة إلى دفع الشعب ليثور كما ثار من قبل».

ورفض الترابي أسلوب الانقلابات العسكرية في التغيير مؤكداً أن «كل السودانيين أصبحوا الآن يكرهون الانقلابات العسكرية». وأكد الترابي أنه واثق من انفصال جنوب السودان بنتيجة الاستفتاء، محذراً من نزعات انفصالية لباقي الأقاليم السودانية. وقال «الجنوب سيستقل وما من شك في ذلك لأن المسألة أصبحت يقيناً (...) ولربما تتبع دارفور ولربما يتبع الشرق وجهات أخرى».

من جانبها أعلنت «حركة التحرير والعدالة» التي تضم عدداً من المجموعات الصغيرة المتمردة في دارفور، الإقليم الغارق في الحرب الأهلية في غرب السودان، إنها وافقت على اتفاق سلام مع الخرطوم سيتقرر موعد التوقيع عليه لاحقاً.


الشماليون يستعدون لانفصال الجنوب بين الحزن وبعض القبول

بدأ الشماليون يدركون ما لم يكن وارداً في الحسبان قبل أشهر وهو الانفصال المعلن لجنوب السودان بعد زواج دام 55 عاماً بينها 38 عاماً من الحروب.

وسيقرر الجنوبيون بغالبيتهم المسيحية الذين يميلون إلى إفريقيا السوداء مصيرهم الأحد المقبل في استفتاء تاريخي قد يؤدي إلى انفصالهم عن الشمال المسلم والعربي بجزئه الأكبر.

وفي شوارع عاصمة الجنوب جوبا، ينتظر السكان التصويت بفارغ الصبر. لكن في الخرطوم، يثير الحدث مزيجاً من مشاعر الحزن والقلق.

وقال المهندس الشاب، عصام صديق إن «الجميع يتحدثون عن الانفصال هذه الأيام. نحن في الشمال نعتقد أنه إذا انفصل إخواننا في الجنوب فسيكون ذلك اختباراً حقيقياً أثبت أن الوحدة لم تجد».

وتابع «شخصياً ساكون حزيناً إذا انفصل الجنوبيون».

أما زميله محجوب الأمين فقال «نحن نتكامل منذ أن كنا صغاراً. سيكون رحيلهم خسارة هائلة».

وخلال الحرب الأهلية الثانية بين الشمال والجنوب (1983-2005) غادر أربعة ملايين شخص جنوب السودان، لجأ أكثر من نصفهم إلى الشمال، وخصوصاً الخرطوم التي أصبحت مركزاً حقيقياً للتنوع في السودان.

وبعد انتهاء الحرب، عاد مئات الآلاف منهم إلى الجنوب - كثيرون منهم عادوا أخيراً - في هجرة جعلت الشماليين يدركون أن فصلاً جديداً في تاريخ بلدهم بدأ يكتب.

وقال المحلل السوداني، فيصل محمد صالح لـ «فرانس برس»، «ليس سهلاً أن ترى بلدك ينقسم لكن في الوقت نفسه هناك نوع من القبول».

وأضاف «قبل ستة أو سبعة أشهر كان غالبية الشماليين ترفض فكرة الانفصال، لكن في الأشهر الأخيرة بدأ الشماليون يقبلون بخيار الجنوبيين».

واعترف مسئولون سياسيون في الخرطوم بمن فيهم الرئيس، عمر البشير بأن فوز خيار الانفصال في الاستفتاء مرجح.

ولم يكلف حزب المؤتمر الوطني (الرئاسي) نفسه عناء القيام بأي حملة في الجنوب لإقناع سكانه بالوحدة وإن كان تيار الانفصال أقوى من أن يتم قلبه.

لذلك أكد الرئيس البشير في جوبا أمس أنه «سيكون حزيناً» شخصياً إذا اختار الجنوب الانفصال لكنه «سيحتفل معه»، مؤكداً أنه مستعد لمواصلة تقديم الدعم للجنوب حتى في حال أصبح «دولة».

وقال البشير «على الرغم من أنني على المستوى الشخصي ساكون حزيناً إذا اختار الجنوب الانفصال، لكنني سأكون سعيداً لأننا حققنا السلام للسودان بطرفيه». وأضاف «نحن مع خياركم. إن اخترتم الانفصال سأحتفل معكم».

وإذا كان بعض الشماليين حزيناً بسبب الانفصال، فإن آخرين يشعرون بالارتياح.

وقال المحرر في صحيفة «الانتباهة» المثيرة للجدل، الطيب مصطفى «هناك أشخاص يقولون إنهم حزينون لكنني سعيد. سابكي فرحاً عندما ينفصل الجنوب».

وأضاف مصطفى القريب من الرئيس البشير ويرأس منتدى السلام والعدالة وهو تجمع لسياسيين ومثقفين عرب مناهضين لجنوب السودان أن «جذور المشكلة هي الفرق بين الهويتين».

ورأى أن الجنوبيين «حاولوا فرض العلمانية» على الشماليين المسلمين على حساب الشريعة والهوية العربية.

وتابع أنه يجب حتى تغيير اسم السودان الذي جاء من كلمة أسود، بعد انفصال الجنوب.

وفي شوارع الخرطوم يخشى كثيرون حدوث مواجهات بين الشماليين والجنوبيين إذ ما زالت اضطرابات صيف 2005 في الأذهان إثر مقتل زعيم حركة التمرد الجنوبية، جون قرنق.

وقال معاوية الطيب البائع الجوال في شوارع أحد أحياء الخرطوم الشعبية إن «الجنوبيين يمكنهم التصويت على الانفصال لكننا لا نريد مشاكل».

العدد 3043 - الثلثاء 04 يناير 2011م الموافق 29 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | منذ 14 عامًا

      البشير

      عفوا كلمة اكيب يعني الطيب بس حدث خطأ في الطباعة بين الكاف والط وشكرا

    • زائر 11 | منذ 14 عامًا

      الي الزائر 8

      يا أخي يمكن يكون احد المعجبين في كلينت ايستوود وخصوصا فيلمه , يعني فى عمرك ما شفت سوداني لابس جون وين.

    • زائر 10 | منذ 14 عامًا

      كاوبوي

      سؤال مو خبيث... ليش سيلفاكير مسوى روحه كاوبوي؟

    • زائر 9 | منذ 14 عامًا

      مايشرف ايعيشون في دولة مع القاعدة

      الصراحة الانفصال افضل من يعيشون في دولة فيها ابناء القاعدة المجرمين

    • زائر 6 | منذ 14 عامًا

      الاسلام او العروبة

      ايران الدولة المسلمة المسالمة التي ما زالت تدافع عن حقوق المظلومين في جميع انحاء العالم نقف لها وقفة احترام وتقدير ولانقول نحن عرب وهم فرس فما انت باحسن من الفرس ياعربي لانك عربي بل انت مسلم وهم مسلمون لنكون امة واعية

    • زائر 5 | منذ 14 عامًا

      جرهم

      هذه ارض عربية ستقتطع من الوطن العربي بسبب حضرة البشير

    • زائر 4 | منذ 14 عامًا

      القادسية --------

      الاحواز تطل على الخليج العربي من الشمال حتى مظيق هرمز ولقد احتلوها الفرس في سنة 1925 ولقد قامو الفرس بتقير ملامحها من استيطان وارهاب الشعب العربي

    • زائر 3 | منذ 14 عامًا

      الى 2 من الحربي

      ونت شيحرك اذا جبنا طاري للفرس ولاتنس اللي عاطوه 2000 مليون دولار علشن السكوت

    • زائر 2 | منذ 14 عامًا

      الله يشافيك يالجربي

      البشير خائِن لوطنه وأمته وكل ذلك خوفاً من المحكمة الجنائية وحباً بالكرسي .جنوب السودان ستصبح دولة مسيحية في قلب أفريقيا المسلمة وقاعدة متقدمة للصهاينة والغرب الصليبي المتصهين لتهديد الأمة وسرقة خيراتها .فهمت يالجربي (دور معنى الجربي في قاموس الأمراض النفسية )

    • زائر 1 | منذ 14 عامًا

      الحربي

      الفال حق الاحواز ان شاء الله تتحرر من الفرس

اقرأ ايضاً