العدد 3039 - الجمعة 31 ديسمبر 2010م الموافق 25 محرم 1432هـ

وضعنا السياسي في 2011

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

نبدأ عاماً ميلادياً جديداً اليوم (1 يناير/ كانون الثاني 2011)، وننظر إلى العام الماضي (2010) نظرة غير مريحة، وذلك لأن ما حدث محلياً لم يتوقعه الأكثرية، ولاسيما فيما يتعلق بـ «إعادة إنتاج» الأجواء الأمنية والانقسامات الطائفية التي اشتدت كثيراً منذ مطلع رمضان (منتصف أغسطس/ آب 2010)، واستمرت في شدتها حتى موعد الانتخابات النيابية والبلدية في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2010... وبعد ذلك خفت قليلاً، ولكن الأجواء حالياً تعتبر «متراجعة حقوقياً وسياسياً» عند مقارنتها بالفترة التي شهدناها منذ التصويت على ميثاق العمل الوطني في فبراير/ شباط 2001.

ومن دون شك فإن «إعادة إنتاج الماضي» لا تُفرح من يتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقاً، ومهما كانت الأسباب التي دعت إلى العودة إلى بعض أساليب الماضي، فإنها في نهاية الأمر تبعث على الإحباط؛ إذ إن هناك من يقول بعدم إمكانية الخروج من الطرق المسدودة التي تشهدها بيئتنا السياسية، وإن أزمتنا مكتوب عليها أن تكون «طويلة الأمد».

لقد كانت السنوات التي أعقبت التصويت على الميثاق فترة مميزة، رغم ما صحابها من مظاهر غير مريحة في هذا الجانب أو ذاك، وقد تعززت تلك الفترة بالانتعاش المالي للبحرين ما بين 2004 و2008. ولكن ذلك الانتعاش المالي انتهت ذروته مع الأزمة المالية العالمية، وهناك حديث حالياً عن ضرورة الاستعداد لـ «شد الحزام»، وهذا يعني أن التعسير الاقتصادي سيصاحب التعسير السياسي (بعكس الفترة السابقة)، وهو أمر غير معروف النتائج.

الأحداث العالمية التي هزت أو ميزت العام 2010 كثيرة (منها أن الصين أصبحت ثاني أقوى اقتصاد في العالم، وأميركا الجنوبية انطلقت في الصعود إلى الأعلى سياسياً واقتصادياً)، ولكن جاءت تسريبات موقع «ويكيليكس» عن البرقيات التي تبعثها سفارات الولايات المتحدة إلى وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن لتكشف عن طبيعة عالمنا الذي نمر فيه، وهو عالم تشكل منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي على أساس «القطب الواحد»، إذ إن الجميع تقريباً رضي بقبول «السلطة المطلقة للولايات المتحدة». التسريبات أثبتت أن أميركا لديها «بانوراما» عالمية تعرف ما يجري في بلداننا ربما أكثر منا، ولكن قراراتها خاضعة لاعتبارات محددة، مثل «حماية المصالح الحيوية» و «تعزيز العلاقات الخاصة» مع الحكومات الصديقة... وعليه، فإن الانطباع المستوحى من كل ذلك أن التغيير المنشود نحو مستقبل أفضل للإنسانية لا يمكن أن تحققه أو تتحمله قوة واحدة، وهي لا تستطيع أن تفي بما تعد به لنفسها أو لغيرها، لأن التعقيدات والمصالح الخاصة والمتشابكة وانفلات زمام الأمور في مناطق حساسة، كلها تحول دون ذلك.

إن ما نأمله للعام 2011 هو «إعادة اختراع» وضعنا السياسي، بدلاً من «إعادة إنتاج» ما كان لدينا... وكان الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون قد طبق مفهوم «إعادة اختراع الحكومة» في العام 1993، وأوكل نائبه آنذاك «ال غور» للإشراف على ما أسماه «الشراكة الوطنية لإعادة اختراع دور الحكومة». ومصطلح «إعادة اختراع الحكومة» يأتي من كتاب يحمل الاسم نفسه من تأليف «ديفيد أوسبورن» و «تيد غايبلر»، وهو مفهوم طبق في القطاع الخاص تحت عنوان «إعادة الهندسة» ونجح كثيراً في إعادة الحيوية للشركات، وقام كلينتون بتطبيقه في «إعادة تصميم القطاع العام» بشكل جذري، ونجح في عدة جوانب، لأن إعادة الاختراع تعني إحداث تغييرات جوهرية في المسارات والسياقات... وربما إن ما نحتاجه هو النظر إلى ما يمكننا فعله لـ «إعادة اختراع» وضعنا السياسي لنبعث الأمل بمستقبل أفضل، بدلاً من «إعادة إنتاج» الأزمات.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3039 - الجمعة 31 ديسمبر 2010م الموافق 25 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 5:48 ص

      ما يخترع لدينا هي جزر ومدن في وسط البحر لتسلب منا ويسلب البحر منا

      نعم نحن بحاجة لاعادة اختراع من أجل الشعب لا اختراع من اجل فئات خاصة وكل عام وانتم بخير نتمنى هذا العام يكون افضل السابق وعلى الله هالشي مو بعيد فالله يغير ولا يتغير .

    • زائر 16 | 5:48 ص

      الوسط نورة بمقالك

      كل عام وانتم بخير
      بالفعل الوسط كانت بها حاجه ناقصه واليوم الوسط بها مقال الدكتور الجمري ينورها ....

    • زائر 15 | 5:35 ص

      انا بس اعاتبك كل هالفترة قاطعنا؟!

      كل عام وانت بخير والبلد بخير والمسلمين بخير .

    • مازن البحراني | 5:13 ص

      تمنياتي

      يا دكتور نحن نحتاج لأمثالك لأن يخترعوا لنا وضعا سياسيا ، وليس الى من لا يعرف الكوع من البوع

    • زائر 14 | 4:39 ص

      لا اختراع جديد ما دامت المعارضة قابلة

      سلمت يداك يا دكتور .. ولكن كيف تبحث الحكومة عن اختراع جديد وهي تشعر الآن بالنشوة فقد حققت ما تتمناه وبدم بارد بعدما تأكدت أن المعارضة سلتزم الصمت حيال ما يجري من انتهاكات .

    • زائر 13 | 4:17 ص

      visitor

      Happy new year Dr.2010 PASSED WITH DEEP WOUND , BEEN OPTIMSTIC IS BASSED IN THIS COUNTRY , IT LOOK LIKE ITS WRITTEEN FOR THIS COUNTRY TO BE UNDER PRESSUR FOR LONG TIME,BUT ONE THING .
      KEEP US FIGHT IN IS OUR BELOVED BAHRAIN.
      Regards
      S.Hasn

    • زائر 12 | 3:35 ص

      ارجو النشر يا دكتور

      انا اقترح (اعادة اختراع) الحكومة لكي تصبح حكومة تخدم المواطن و تعيد توزيع الثروات بشكل عادل بدلا من ان تصبح حكومة تجارة واستثمار شخصي في الاموال العامة!

    • زائر 11 | 3:32 ص

      "تمخض الاسد وولد جبلا "اسمحوا لي بالتجاوز لهذا المثل او المقوله

      الحمد الله على السلامة وكل عام وانت طيب وانتم طيبون يا اسرة الوسط ، فأنت يا دكتور بعد هذا الغياب قمت عمليا وطبقت بمقالتك هذه «إعادة اختراع » و إعادة إلانتاج» بصراحة هذه الكلمات القليلة و الموجزه تغني عن كتاب ولكن بشرط تطبيقها من يهمه الامر ، ويمكن تقييم اقتراحتكم والحلول التي تطرحونها لمصلحة هذا الوطن الحبيب وكم استفاده البلد وكم اخذ به لاستمرار مسيرة الوطن وتقدمها ،فشكرا لك مرة ثانية والف والف مرة يا دكتور واسرتك الصحفية علي التجديد والجديد في صحيفتكم الغراء .

    • زائر 10 | 2:55 ص

      كبير يابومنصور

      هذا الشبل من ذاك الاسد كلامك ياولد الجمري كبير من شخص كبير عسى ربي يطول عمرك ويعطيك القوة

    • Ebrahim Ganusan | 2:49 ص

      كل عام وأنت بخير وصحة دكتور منصور

      ومن دون شك فإن «إعادة إنتاج الماضي» لا تُفرح من يتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقاً، ومهما كانت الأسباب التي دعت إلى العودة إلى بعض أساليب الماضي، فإنها في نهاية الأمر تبعث على الإحباط ....إن ما نأمله للعام 2011 هو «إعادة اختراع» وضعنا السياسي، بدلاً من «إعادة إنتاج» ما كان لدينا.
      _____
      ذكرني مقالك بلوحة فنية أسمها سنبني عالم جديد بعد الحرب وضوء الشمس منبثق بين الحطام

    • زائر 9 | 2:16 ص

      فجيت علينا

      وينك يادختور ( اسمح لي اقولها بلهجتنا) ،، بس لانا نحبك، وتركنا الكلفة .. كل سنة وانت طيب

    • زائر 8 | 2:06 ص

      عدتم والعود احمد

      هلا دكتور كل عام وانت بخير
      وحشتنا
      نتمنى نشوف مقالاتك بإستمرار
      لأن المسؤولين في مملكتنا من المتابعين
      لكتاباتك
      ومنها المسؤولين الامعانا في الوزارة
      والله يعين

    • زائر 7 | 1:56 ص

      2011

      كل عام و انتم و الوسط بخير ... اتفق معك تماما و خاصة فقرة المقال الأخيرة نحن في حاجة ماسة ل"إعادة اختراع) ليس الوضع السياسي فقط .....و إنما جميع الأوضاع....

    • زائر 6 | 1:34 ص

      نحن أمم مجترّة لا تعيش بدون اجترار الماضي

      ما تطلبه يا دكتور صعب لأننا أمم نعيش الماضي في دمائنا. الأمم الناجحة تأخذ العبر من الماضي لكي تعيش المستقبل متخطية في ذلك مزالق الماضي ومتاهته لتبني على ما وصلت إليه من بنيان لذلك تلك الأمم تنجح وترتفع أما نحن على العكس فلا نجترّ من ماضينا سوى إلا مساوئه وسيئاته لذلك نحن أمم مكانك سر فلا ولن نتحرك
      من مكاننا طرق معالجتنا للأزمات هي هي حتى صار الصغار قبل الكبار يسخرون من بعض الطرق التي تعالج بها بعض الأمور لمعرفتهم بنتائجها مسبقا. عن نفسي لست متقاءلا بالمرّة على العكس توقعات بوضع اسوأ

    • زائر 5 | 1:32 ص

      بين التقرير المثير.... و وثائق ويكليكس.. !؟

      بين التقرير المثير ... و ثائق ويكليس ماذا استطعنا أن نفعل؟ استطاعت الحكومة أن تفلت من فضيحة مدوية من التقرير المثير بحجب نشر أي شيء عنه، و أثبتت الأيام بأن ما ورد في التقرير فيهم صحيح 100 بـ 100، و لم تستطع المعارضة أن تفعل شيء أزاء ذلك و ما زال حضر النشر ساري المفعول. و كذلك ورد في تقرير ويكليكس أن ......... يسعى للتطبيع مع إسرائيل ... فهل يستطيع النواب محاسبته و هم كلهم يعارضون التطبيع معها؟ أيضا ستكون النتيجة كسابقتها. لأن الديمقراطية صورية.

    • زائر 4 | 1:04 ص

      بحريني ساكن في خير سوريا لايبيع وطنه بمال الدنيا وقارون

      انت تحلم يادكتور تمت اعادة هندستنا وانتاجنا من جديد اين هم واين نحن فرق السماء عن الارض مانطلبه هو ايلاء المواطن بغض النظر عن اصله وفصله الفرصة المتساوية فقط المتساوية المجردة من التحيز فهل هذا كثير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 3 | 12:12 ص

      نرفض اعادة الانتاج

      انّ من لا يسره انتاج الماضي يادكتور هم البحريتيين الاصلاء ، فقلوبهم على وطنهم ويخشون ان تنكسر الكأس التي يشربون منها اما البعض فلا يهمهم انكسر الكأس او غيره ، اطمئن يا دكتور ان ما تكتبه يلقى القبول لدى الكثير من المسوولين لانه صادر من قلب محب لوطنه ، اما الامعات وكتاب المصالح فرغم الشد على ايديهم وتشجيعهم فهم لا يساوون شيئاً عند الجميع لان لباسهم هو التملق والنفاق من اجل الوصول الى بعض المصالح فهم لا ثوابت لهم ولا خيار لارادتهم وانما يتم استغلالهم من اجل توازنات معينة !!

    • زائر 2 | 12:07 ص

      عام

      د . منصور : كل عام وأنت بخير ،

    • زائر 1 | 12:06 ص

      زعلان عليك دكتور

      السلام عليكم
      وكل عام وانت بخير دكتور وحشتنا مقالاتك والله كنت احاتي اقول وين الدكتور ما يبين من زمان
      المهم انا قلت لك قبل المفروض ما تغيب اكثر من يومين لاننا ننتظر مقالاتك الواقعية ولكن هناك من ينتظر بشغف مقالاتك ليملا عموده بكم سطر مضحك فلا تبطئ علينا اكثر يا دكتور
      تحياتي الحارة لك
      ولد المالكية

اقرأ ايضاً