العدد 3039 - الجمعة 31 ديسمبر 2010م الموافق 25 محرم 1432هـ

دوما وفيرجيس يدافعان عن غباغبو رمز «إفريقيا الجديدة»

«إيكواس» تستعد «للخيار العسكري» في ساحل العاج... وفرنسا تدعو مواطنيها للمغادرة

كشف المحاميان الفرنسيان الشهيران، رولان دوما وجاك فيرجيس أمس (الخميس) استراتيجيتهما للدفاع عن رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته، لوران غباغبو، التي تتلخص في مهاجمة فرنسا و»عمليات التزوير».

والتقى وزير الخارجية الفرنسي السابق، وفيرجيس اللذان يزوران ساحل العاج بعد أكثر من شهر من اندلاع الأزمة الناجمة عن الانتخابات الرئاسية، غباغبو في القصر الرئاسي لنحو ساعة ونصف الساعة. وفي نهاية اللقاء دافع فيرجيس (85 عاماً) أمام الصحافيين عن غباغبو. وقال «لقد أصبح رمزاً» لأنه يمثل «إفريقيا جديدة، إفريقيا لا تركع»، معتبراً أن «هذا ما لا يقبل به القادة الفرنسيون».

وكان فيرجيس تولى الدفاع عن الفنزويلي، إيليتش راميريز سانشيز المعروف باسم «كارلوس» والذي يمضي عقوبة بالسجن في فرنسا إثر إدانته بالإرهاب والرئيس الصربي السابق، سلوبودان ميلوسيفيتش.

من جهته، قال دوما (88 عاماً) إن المحاميين «سيهتمان» بالأزمة التي تلت الاقتراع. وأضاف «سنعد كتاباً أبيض وسندافع عن السلطات القائمة»، موضحاً أنه «كلما تقدمنا (...) وجدنا أن عمليات تزوير جرت في الدورة الثانية من الانتخابات».

وقال الوزير السابق إن عمليات التزوير «حدثت في قطاعات يسيطر عليها» الحسن وتارا الذي اعترفت به الأسرة الدولية رئيساً.

وفي المقابل، أعرب مستشاران بالأمم المتحدة عن مخاوفهما العميقة أمس الأول من احتمال حدوث عنف عرقي في ساحل العاج وأعلن سفير ساحل العاج الجديد لدى الأمم المتحدة أن البلاد «على شفا إبادة جماعية».

وذكر المستشاران دلائل على أن «بعض الزعماء هناك يحرضون على العنف بين مختلف فصائل الشعب» خلال المأزق بين الرئيس المنتهية ولايته غباغبو ووتارا.

وفي غضون ذلك، واصلت دول غرب إفريقيا «إيكواس» أمس (الجمعة) الرهان على الحوار لحل الأزمة في ساحل العاج مع ترقب عودة الوسطاء إلى أبيدجان بعد غد الاثنين، لكنها بدأت الاستعداد لتدخل عسكري محتمل «كخيار أخير» للإطاحة بغباغبو من السلطة.

وأعلن المتحدث باسم الجيش النيجيري الكولونيل، محمد يريماه أن القادة العسكريين في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «التقوا الثلثاء والأربعاء لبدء الإعداد للعملية».

وتابع «إن فشلت جميع وسائل الإقناع السياسية» فإن «المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ستنتزع بالقوة السلطة من غباغبو وتمنحها لوتارا» الذي أقر المجتمع الدولي بفوزه في الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن ذلك سيكون «الخيار الأخير».

لكن على الرغم من تهديد المجموعة التي ترأسها نيجيريا حالياً منذ أسبوع بتدخل عسكري، تبقى الغلبة للحوار من أجل التوصل إلى حل.

ويبقى الوضع الميداني شديد التوتر بعد أعمال العنف التي أدت في غضون أسبوعين إلى مقتل 179 شخصاً بحسب الأمم المتحدة على الرغم من التراجع الكبير في عدد التصفيات في الأيام الأخيرة.

ووسط هذه الأجواء أوصت فرنسا مجدداً رعاياها الذين يبلغ عددهم نحو 14 ألفاً ونصفهم مزدوج الجنسية وخصوصاً «العائلات التي لديها أطفال» بمغادرة البلاد «مؤقتاً وإن لم يكن الأجانب «مهددون مباشرة».

وأعلن وزير العمل والشباب واحد اكثر القادة الموالين لغباغبو نفوذاً، شارل بليه غوديه أمام الآلاف من أنصاره الخميس الماضي أنهم سينطلقون ابتداءً من اليوم (السبت) الأول من أجل «تحرير» فندق غولف الذي يقيم فيه وتارا مع أنصاره. ويتمركز نحو 800 عنصر من قوة الأمم المتحدة في ساحل العاج حول الفندق. لكن القوى المناصرة لغباغبو قطعت كل الطرق المؤدية إلى الفندق.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون الخميس أنصار غباغبو من مهاجمة الفندق مؤكداً أن «الهجوم على فندق غولف يمكن أن يؤدي إلى أعمال عنف على نطاق واسع قد تعيد البلاد إلى الحرب الأهلية».

وذكر بأن بعثة الأمم المتحدة للسلام في البلاد مفوضة باستخدام «جميع الوسائل اللازمة لحماية موظفيها وموظفي الدولة والمدنيين الآخرين في الفندق».

العدد 3039 - الجمعة 31 ديسمبر 2010م الموافق 25 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً