جميل أن نرى رياضتنا تحظى بملاعب وصالات جديدة تزيح حملا ثقيلا عن كاهل الاتحادات الوطنية، نظير العملية التخطيطية البعيدة الأمد، غير أن المشكلة هي الجدية في الاستفادة من التخطيط في الرقي بهذه المنشآت. بلدنا يمتلك الكثير من العقول القادرة على التخطيط بعيدا والوصول بالرياضة إلى مراكز متقدمة، إن لم نقل من المنافسة على البطولات، فعلى أقل تقدير لعب الأدوار المتقدمة منها. هذه العقول في أي مكان ترى أن العنصر الأهم في رقي أي رياضة هي وجود المنشآت والملاعب الجاهزة القادرة على استيعاب الأنشطة الرياضية بشكل متواصل، وأن تكون هذه المنشآت عونا في طريق النهوض بمستوى رياضتنا ومنتخباتنا، وهو ما يعني وجود الجدية في تطبيق هذه المنشآت المفيدة، لا المنشآت التي تضع حملا آخر بدل إزالته.
ما يجري اليوم من عمليات ترقيع في صالات أم الحصم الجديدة وصالة مركز الشباب، بعد عمليات تسرب مياه الأمطار البسيطة إلى الصالات، وانعدام أرضية الملاعب، وقيام مسئولي اتحاد الطائرة بإعادة تخطيط الصالة وسط نقل مباشر للمباريات، واضطرار لجنة مسابقات اتحاد الكرة للعب البطولة التنشيطية على ملاعب مكشوفة خطيرة من كثير من النواحي، تؤكد على ضرورة أن تحظى الرياضة البحرينية بملاعب وصالات متميزة، لا نقول كتلك المتواجدة في الدول الخليجية المجاورة وإنما قريبة منها على أقل التقادير.
موضوع المنشآت الرياضية أحد الموضوعات المهمة والشائكة التي لم تلقَ الاهتمام المفروض من قبل المعنيين، وكأن هناك من يسعى إلى إيقاف مثل هذا التطور الذي سيكون بمثابة الطفرة النوعية في رياضة البحرين، إذ أصبح الكل ينتظر حصول البحرين على شرف تنظيم بطولة خليجية أو قارية من أجل الحصول على منشآت جديدة جميلة، كما هو الحال مع القرية الشاطئية التي نفذت فقط للبطولة الخليجية، وإذا بها اليوم تمحى من الخارطة، بعد أن أشاد بها الجميل وأشاد بجماليتها، أو حتى صالات مدينة عيسى الجديدة التي يعمل على إنشائها حاليا للبطولة الخليجية المصاحبة.
ما بالنا ونحن في دولة تعد من البلدان المصدرة للنفط لا نملك حتى مدينة رياضية واحدة تحمل آمال وتطلعات الرياضيين وتقفز بهم إلى المنافسة مع الجميع، حتى مدينة خليفة الجديدة تكاد تكون منشأة قديمة قمنا بترميم ما يمكن ترميمه، وإعادة فقط ما عفا عليه الدهر، وهي حتى الآن خارج الخدمة حتى تصدأ، ولا يدري القدر متى سيتم افتتاحها، وكأننا بانتظار البطولة الخليجية المقبلة لافتتاحها، أو ربما سيكون الافتتاح حينها وقتيا، ليتم إغلاقها بعد كل بطولة تنظمها البحرين، كما حدث في بطولة المنامة لمدن العالم التي استضافتها صالة خليفة.
هذا الوضع يؤكد، أننا بحاجة ضرورية لمنشآت صحيحة غير معوقة كما هو حال كثير من الملاعب والصالات حتى الجديدة منها، وبالتالي بناء منشآت تغطي النمو المتزايد للرياضة البحرينية على المستوى الدولي، والذي يحتاج هو الآخر لتطور ونمو من ناحية المنشآت، ولعل المثال القطري خير دليل.
التغيرات الكبيرة والجميلة التي تشهدها القناة الفضائية الرياضية البحرينية في الفترة الأخيرة تجبرنا على الإشادة بالعمل الجبار التي يقوم بها مسئولوها سيما بعد استلام الشيخ فواز بن محمد دفة القيادة، وما جاء على لسان رئيس القناة الرياضية عبدالعزيز الأشراف من نقل بطولة كأس أمم آسيا بطريقة جديدة واحترافية، إلا دليل واضح على التطور الجميل الذي كنا نتمناه منذ مدة غير قصيرة، وخصوصا مع الاهتمام الجلي لنقل الدوريات المحلية التي تحظى أيضا بمشاهدة كبيرة من الجمهور البحريني.
نتمنى أن تواصل القناة الرياضية تطورها، فتستمر في نقلها للدوريات البحرينية بشكل خاص وكامل ومن دون استثناء للعبة معينة أو تفضيل لأخرى، وإنما تكون أهمية المباراة هي الفيصل، لأن ذلك من شأنه استعادة حب الجمهور البحريني لقناته الرياضية التي يتمنى أن تكون أفضل قناة رياضية مهتمة بالشأن الداخلي بشكل كامل، وهذا ما يحدث حاليا، لأن القنوات الرياضية الخليجية لا تهتم لرياضات الصالات، على عكس قناتنا التي تواكب تطور رياضات الصالات لدينا، فهي الأفضل حاليا بشهادة الجميع.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3036 - الثلثاء 28 ديسمبر 2010م الموافق 22 محرم 1432هـ
؟؟؟
صح لسانك ولد المهدي وبارك الله فيك