العدد 3036 - الثلثاء 28 ديسمبر 2010م الموافق 22 محرم 1432هـ

عمال وعاملات المنازل... ضحايا العنف

هاني الريس comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي بحريني

تصل إلى منظمة هيومن رايتس ووتش، المدافعة عن حقوق الإنسان، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، كثير من شكاوى الحرمان والمضايقات والمظالم التي يتعرض لها العمال وعاملات المنازل (الخدم) المهاجرين في بعض البلدان النامية الغنية في الشرق الأوسط، بحيث أصبحت مكاتب المنظمة وفروعها حول العالم، تتلقى كل يوم تقريباً أطنان الرسائل والمناشدات والتقارير التي تحكي القصص المروعة عن انتهاكات حقوق الإنسان، التي يتعرض لها «الخدم والعمال» المهاجرين من بلدان آسيوية وإفريقية فقيرة، على أيادي مخدوميهم، أو في مكاتب «الخدم والعمالة»، من دون أن تترك لهم فرص الدفاع عن أنفسهم، أو حتى حصولهم على أبسط حقوقهم من مكابدة حياة العمل، ويأملون في توصيل صوتهم إلى العالم عبر هذه المنظمة المستقلة.

في التقرير الجديد الذي أصدرته مؤخراً، قالت هيومن رايتس ووتش «إن الحوادث المنزلية الناجمة عن الانتهاكات والإساءات الفاضحة بحق العديد من «الخادمات» في بعض بلدان الشرق الأوسط، تفاقمت بشكل مفرط، خاصة في الدول التي مازالت تعتمد نظام «الكفيل» الذي يعطي أرباب العمل صلاحيات واسعة ومطلقة من شأنها أن تفسح المجال لاستخدام مختلف وسائل العنف والإكراه، المحرمة في القوانين والمعاهدات الدولية، والتي تركز بصورة خاصة على الاستغلال الوظيفي والمهني البشع وعمليات الاغتصاب والتحرشات الجنسية بالخادمات، بسبب استغلال ضعف التدابير القانونية والإجرائية وعزلة العمل المنزلي».

ووجهت المنظمة إتهامات مباشرة إلى ثلاث دول عربية، رأت أنها قد تساهلت في ردع مظاهر العنف والإساءات ضد «الخدم والعمال» المهاجرين، بسبب اعتمادها نظام «الكفيل» الذي يتسبب بحدوث مثل هذه الانتهاكات، وعدم اكتراثها بتطبيق أهداف منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، التي شددت على حماية مصالح العمال عند استخدامهم في بلدان غير بلدانهم، وبنص الاتفاقية الدولية التي تطالب حكومات العالم بحماية جميع العمال المهاجرين وعائلاتهم المعتمد بقرار الجمعية العامة للامم المتحدة في 18 ديسمبر/ كانون الاول العام 1990 وهي السعودية والكويت والأردن، وتحدثت عن تلقيها شكاوى بالجملة عن انتهاكات حدثت في هذه الدول، ومنها أن خادمة في الكويت تعرضت إلى غرز مسامير في أنحاء متعددة من جسدها، على أيادي مخدومها، أدت إلى مضاعفات وتشوهات جسدية ونفسية خطيرة، وخادمة أخرى في السعودية غُرز في جسدها قرابة 24 مسماراً بطريقة هستيرية، وثالثة في الأردن أُجبرت بعد تعذيبها جسدياً على ابتلاع مسامير، وهناك آخرون من أمثال هؤلاء يعيشون في قلق دائم على حياتهم ومستقبلهم، ما يشير إلى وجود ضحايا كثيرين يعانون من مختلف مظاهر العنف وسوء المعاملة، نتيجة عدم وجود استراتيجيات جديدة لتنظيم سوق العمل، والتزامات دولية جوهرية، وإجراءات وأطر قانونية أكثر حزماً وقوة لحماية «الخدم والعمال» الأجانب في تلك البلدان.

وأصبح اليوم بعد مشاهد العنف والتهديدات والإساءات المؤلمة التي يتعرض لها العمال والخدم في كل البلدان، وبخاصة التي مازالت تعتمد نظام «الكفيل» أن تبذل حكوماتها، كافة الجهود والإمكانات من أجل حماية العمال المهاجرين وعائلاتهم، من أية انتهاكات تتعارض مع حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية المكرّسة لحماية العمال وتحقيق طموحاتهم وأحلامهم في تحسين ظروفهم المعاشية في بلدان المهجر، التي تستفيد من خدماتهم وآلامهم، وتتجاهلهم عندما يتعلق الأمر بمصائرهم ومستقبلهم، وذلك لأنهم بسطاء ومطوّقون ومحاصرون بالإجراءات المتزايدة القاسية، التي تستفزهم وتنتهك حقوقهم وتحطم آمالهم وأحلامهم في العيش بعيداً عن هواجس الأعمال المضنية، ومظاهر الفقر المدقع، ومتاعب الحياة الدنيا.

إقرأ أيضا لـ "هاني الريس"

العدد 3036 - الثلثاء 28 ديسمبر 2010م الموافق 22 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 6:26 ص

      لا والف لا

      من خبرتي مع الخدم اول ماياتون للبحرين تتمسكن ونعاملها بالرفق وبعدين ينمكنون ويستغلون طيبة اهل البحرين ...طبعا ليس كل خدامه ولا كل مخدومه ظالمه او مظلومه اصابع اليد ليس متشابه...بس آنه اكره الاندونسيات والفلبينيات لان جربتهم مو مريحين كلش الهنود احسن احبهم

    • زائر 4 | 5:35 ص

      الموضوع ليس بهذه البساطه

      اوافق تماما على وجود هذا الصنف من الناس عديمي الرحمه الذين يستعبدون الخدم بكل معنى الكلمه, ولكن هناك ايضا الكثير الكثير من المخدومين المستضعفين الذين يعاملون الخادمه احسن معامله ولكن ينتهي بهم المطاف بتعرضهم للايذاء على يد الخادمه من ضرب وتسميم وقتل بابشع الطرق, ونحن اذا اردنا ايجاد حل للمشكله علينا مراعاه الطرفين وكيفيه حمايه حقوقهم. ولا ننسى كيف يعمل المخدوم ويكد ويتعب ليوفر ثمن احضار الخادمه (800 دينار تقريبا) ثم يفاجا بهروبها بعد شهر واحد, اليس هذا ظلم وتعدي على حقوق المخدوم؟ يتبع...

    • زائر 3 | 3:42 ص

      أمفصخ و لافي على عريان!!

      ألله يغنينا .. ما عندنا شغالة في البيت و لا مطارق و لا مسامير. الحمد الله كل شيء متيسر من أجهزة منزلية أوتوماتيكية.. بس المشكلة أن أغلب حالات العنف في البحرين و الخليج تحدث في عائلات غير ميسورة ماديا و تريد العيش كأللأسر المقتدرة و الغنية .. يريدون توظيف شغالة على أن تعمل كمربية, طباخة, مدبرة منزل, ممرضة, تغسل سيارات, مراسلة.. رغم عدم قدرتهم على تحمل التبعات المالية و الأدبية و التعاقدية: كرف 24 ساعة بدون أجازات حتى لممارسة شعائرهم الدينية و كان من الواجب وقف هذه التصاريح منذ البداية.

    • زائر 2 | 2:15 ص

      الله يلعن الخدم

      والله مافيه شعب يعامل الخدم نفس شعب البحرين لكن هذه الشعوب شعوب لئيمة لمى تعاملها بالطيب تروح تشتكي عليك ظلما وبهتانا لكن لمة تعاملهم بشدة يصيرون اوادم والله لولا الحاجة ماجبنا هذه الاشكال قال شنو حقوق الخدم وحقوق المخدوم شنو ولا شي تتعب وتخسر وفي الاخير تهرب بدون سبب ولامبرر وتضيع فلوسك هل هذه عداله نحن نطالب بانصافنا من الخدم وليس العكس

    • زائر 1 | 12:27 ص

      ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء

      ايها الناس ارجعوا الى دينكم وتعاليمه ارجعوا الى تعامل الرسول (ص) وتعامل اهل البيت والأئمة عليهم السلام مع الخدم وثوبوا الى رشدكم في التعامل مع الشغالات
      عاملوهم بانسانية وسترون النتيجة سيخلصون لكم ويخدمونكم بقلوبهم وبعيونهم
      ابذر خيرا تحصد خيرا.

اقرأ ايضاً