دشنت مملكة البحرين استراتيجية لمواجهة مرض رعام الخيل. وفي هذا الإطار، تؤكد الأوساط الرسمية أن الاستراتيجية تعتمد على محاور محددة لمواجهة هذا المرض ومحاصرته، وأنها على اتصال دائم مع منظمة الصحة الحيوانية (OIE) سواء في الإبلاغ عن الحالات التي تظهر أولاً بأول أو من خلال التعاون فيما يتعلق بالإشراف على سحب العينات وتحليلها مخبرياً في مقر إقليمي بدبي يعمل وفقاً لمتطلبات المنظمة العالمية.

وتشير التقارير إلى ظهور مرض رعام الخيل في دول متعددة، وانتقال المرض من خيل إلى آخر عن طريق الاحتكاك المباشر. وهذا ما يتوجب تطبيق مجموعة من الإجراءات بشأنه في نقل الجياد أو استيرادها وتصديرها، ويتطلب أيضاً تشديد إجراءات الحجر الصحي.

أصدر وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة الكعبي قراراً بتشكيل لجنة برئاسة الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة تكون مهمتها مكافحة المرض ومحاصرته والحد من انتشاره إلى الوصول للقضاء عليه.

وفي ضوء الاستراتيجية العالمية المعتمدة من منظمة الصحة الحيوانية (OIE) وبالتعاون مع منظمة الصحة الحيوانية في الاتحاد الأوروبي (EU) قامت الوزارة بالتعاقد مع الخبير توم مارتن لتنفيذ الاستراتيجية بناء على المعطيات المحلية وبما يتوافق مع الإجراءات المعتمدة دولياً في هذا الاتجاه، وتمت الموافقة عليها من قبل وزارة شئون البلديات.

وبحسب الإجراءات التي تم تنفيذها فإن الاستراتيجية دخلت حيز التنفيذ من خلال القيام بخطوات تطبيقية على واقع الخيول والاسطبلات. وتُعد أولى الخطوات المدروسة التي تم اعتمادها في البحرين تشكيل لجنة على مستوى عال لمكافحة المرض ومحاصرته والقضاء عليه. وفي السياق ذاته، صدر قرار وزاري يتمثل في منع انتقال الخيل من اسطبلاتها إلا بترخيص رسمي معتمد من قبل إدارة الثروة الحيوانية. وتشير المرتكزات الأساسية للاستراتيجية التي تعمل لجنة مكافحة مرض رعام الخيل على تنفيذها، إضافة لمنع انتقال الخيول إلا بترخيص، إلى صدور قرار بمنع الاستيراد من الدول الموبوءة. كما يمثل إصدار بطاقات تعريفية (شريحة إلكترونية) لكل خيل نقلة نوعية في محاصرة المرض، إذ تتضمن الشرائح الإلكتروني معلومات ذات أهمية بالغة كالعمر والتطعيمات والأمراض التي يعاني منها الخيل إن وجدت، وتوفير قاعدة بيانات إلكترونية من السهولة استخدامها حين الحاجة إليها. ومن شأن التزام حكومة مملكة البحرين بالإجراءات الدولية المرعية في مثل هذه الحالات، وتجاوب السلطات الرسمية بصورة عاجلة مع جميع الحالات التي ظهرت، واتخاذها لخطوات متقدمة - كما تشير الاستراتيجية - وبحسب المعايير والإجراءات الدولية المعتمدة أن يجعل المرض محاصرا بصورة شبه نهائية. ويشير رئيس لجنة مكافحة مرض رعام الخيل الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة إلى أن التزام اللجنة بوضع الاستراتيجية وتنفيذها على أرض الواقع، وتسخير جميع الإمكانات من أجل نجاح عملها دليل على الحرص والجدية في مكافحة المرض ومحاصرته في فترة قياسية. وأضاف أنه «في إطار الشراكة المجتمعية فإننا ندعو ملاك الخيل وأصحاب الاسطبلات إلى التعاون مع الأطباء البيطريين والفنيين للقضاء على بؤر المرض ومحاصرة انتشاره والقضاء عليه».