بمناسبة «اليوم الوطني للتحرك ضد المحارق ومن اجل صفر نفايات» قام عدد من افراد ومؤسسات من جميع أنحاء الأراضي اللبنانية بتنظيم أكثر من 100 تحرك مغطين كل المحافظات ليقولوا بأن اللبنانيين يرفضون حل المحارق وبأنهم مستعدون لحل مستدام مبني على مبدأ «صفر نفايات» لحل ازمة النفايات في لبنان. هذا التحرك الذي نظمه منظمة إندي-أكت والتحالف اللبناني نحو صفر نفايات هو جزء من حملة وطنية لدفع مشروع قانون فعال حول ادارة النفايات الصلبة في لبنان ولوقف مشروع المحارق المطروح كحل لهذه المشكلة.
اتاح اليوم الوطني الفرصة للبنانيين للتعبير عن موقفهم بالطريقة التي يحبونها، حيث قام البعض بتنظيم حفلة جاز موسيقية، اما البعض الآخر فقام بتنظيف حديقة عامة من النفايات.
في الشمال، قام بعض الاشخاص بتوزيع معلومات حول مبدأ صفر نفايات، وفي صيدا تظاهر عدد من الافراد امام المكب العملاق. وحمل معظم المشاركين لافتة كتب عليها «لا للمحارق... صفر نفايات الآن». وانضم الى أكثر من 100 تحرك على الأرض المئات من المؤيدين من خلال شبكة الانترنت.
يواجه لبنان حاليا خطر الغرق في مشاكله السياسية، ولكنه في نفس الوقت يواجه خطر الغرق في نفاياته التي تنتشر في جميع الجبال والاودية والمسطحات والانهر والشواطئ، الأمر الذي يتطلب معالجة فورية للموضوع حيث إن الخطر يتفاقم عاماً بعد عام ويتجه للأسوأ. الحلول المؤقتة الموجودة حاليا لمعالجة النفايات في خطر الإنهيار وهذا قد يؤدي الى أزمة وطنية وخصوصا في بيروت وجبل لبنان. ويرى التحالف بأن اللبنانيين واللبنانيات سئموا من سماع نفس النظريات عن الحلول التكنولوجية السريعة للتخلص من النفايات، مثل محارق النفايات، التي تزيد من حجم المشكلة بدل ان تقلصها. لذلك تؤمن إندي-آكت مع اعضاء التحالف بأنه حان الوقت لوضع أول تشريع للبنان لادارة النفايات الصلبة للوصول الى حل مستدام وطويل الأمد لمشكلة النفايات.
«جوهر مشكلة النفايات هي طريقة تعاملنا مع المواد والمنتوجات في الاقتصاد البشري، ولحل هذه المشكلة نحن بحاجة الى تشريع مناسب لتغير طريقة تعاملنا مع المواد قبل أن تصبح نفايات»، قال وائل حميدان، المدير التنفيذي في منظمة اندي-اكت. لبنان هو من البلدان القليلة في العالم الذي لا يملك قانون لادارة مشكلة النفايات، ولكن قامت وزارة البيئة اللبنانية بنص مشروع قانون حول الموضوع في العام 2003 وطرحته هذه السنة على مجلس الوزراء لدرسه والمصادقة عليه. للأسف لا يزال مشروع القانون هذا عالقا في مجلس الوزراء، بل وعلى العكس، تم تبني مشروع اقامة محارق لحل المشكلة.
محارق النفايات هي مصدر اساسي لمادة الديوكسين وغيرها من الملوثات الخطيرة جدا والمسببة بمرض السرطان. فمادة الديوكسين تعتبر من اخطر المواد الكيميائية التي ينتجها الانسان، وهي احدى المواد التي تدعوا اتفاقية ستوكهولم لالغاء انتاجها.
كما ان المحارق هي اغلى الحلول الموجودة وتولد عدد قليل من فرص العمل مقارنة بالحلول الاخرى. أما الحل الذي يقترحه التحالف اللبناني نحو صفر نفايات يعتمد على سياسة إدارة المواد وإستردادها ومن ثم إزالة المواد غير القابلة للاسترداد تدريجيا. فهناك إتفاق عالمي على أن التدوير وإعادة التصنيع هو أنسب حل للتخلص من النفايات من الناحية البيئية والاقتصادية والاجتماعية، ومعظم الدول المتقدمة وضعت سياسات وقوانين تهدف الى زيادة نسبة التدوير، عدا أن اعتماد الفرز وإعادة التدوير يُحفِّزان الصناعة المحلية ويحققان نمو فرص العمل. «التحرك الوطني اليوم يبرهن بأن الشعب اللبناني أصبح يائسا من مشكلة النفايات التي بدأت تؤثر على حياته اليومية أكثر من المشاكل السياسية، وقد حان الوقت لوضع حد لها»، اضاف حميدان.
تطالب اندي-اكت مع سائر اعضاء التحالف بالاسراع في اقرار مشروع قانون ادارة النفايات الصلبة الذي يعتبر الحل الوحيد لمشلة النفايات.
العدد 3032 - الجمعة 24 ديسمبر 2010م الموافق 18 محرم 1432هـ