ليس من صالح كرة اليد البحرينية أن يكون النجمة النادي التاريخي في اللعبة وأحد قطبيها مع النادي الأهلي بعيدا عن المنافسة على المستوى المحلي، أو بالأحرى بدأ بالابتعاد عن المنافسة وأنه خلال عامين أو أكثر قد يتراجع أكثر وأكثر في ظل الأوضاع الحالية للفريق وهي معروفة.
التوجه الحالي لإدارة النادي بالحصول على خدمات لاعبين لدعم صفوف الفريق كلاعب باربار عبدالله علي ولاعبي التضامن علي يوسف وعلي ميرزا إلى جانب استعادة المخضرم أحمد عبدالنبي لهو أمر إيجابي جدا، من شأنه أن يعيد التوهج للنادي من جديد ويعيده للواجهة.
بالتأكيد إن عودة النجمة للمنافسة بقوة على بطولتي الدوري والكأس من صالح اللعبة لأنه واجهة حقيقية لكرة اليد البحرينية على المستوى الإقليمي بالتتويج بـ5 بطولات خليجية، وعلى المستوى القاري بالحصول مرتين على برونزية بطولة الأندية الآسيوية.
ولكن يجب ألا تنسي هذه التوجهات إدارة النادي أمرا مهما جدا وهو مواصلة الاهتمام بالقاعدة بل وتدعيمها من أجل ضمان استمراريته كمنافس حقيقي، فلا يكفي أن تنافس في الدرجة الأولى وتكون فئاتك السنية بعيدة كل البعد عن المنافسة، فاليوم من الممكن أن تستقطب لاعبين من أندية أخرى وبالتأكيد أن في الغد لن تكون الأمور بالسهولة كما الآن، فاليوم أصعب من الأمس.
يجب أن يحذو النجمة حذو النادي الأهلي الذي استشعر خطورة الموقف مبكرا ونجح خلال السنوات الثلاث الماضية في إعادة فئاته السنية للمنافسة، لا خوف أبدا على أندية القرى لأنها تمتلك الإمكانات البشرية ومشكلتها مختلفة تماما وهي النواحي المادية.
فارق كبير ما بين عهد رئيس هيئة الإعلام الشيخ فواز بن محمد آل خليفة لما كان رئيسا للمؤسسة العامة للشباب والرياضية، والرئيس الحالي هشام الجودر من حيث المسئوليات المناطة بالمؤسسة بعد أن اقتصرت على الشئون الفنية وشئون الأندية فقط بانتقال شئون الاتحاد للجنة الأولمبية البحرينية حديثاً.
لما التقى الشيخ فواز بن محمد برئيس اللجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون الخليجي لكرة اليد تركي الخليوي على هامش اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد العربي في عهده، كان حريصا جدا على دعم البطولات العربية ودعا لجدولتها لضمان استمراريتها سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية.
هذه الدعوة بلا أدنى شك من الشيخ فواز بن محمد كانت صك تأمين مشاركة المنتخبات الوطنية والأندية في البطولات العربية التي ستنضم لاحقا، فالمملكة كما أنها لا تفرط في التجمعات الخليجية وتعتبرها بالغة الأهمية لا تفرط في التجمعات العربية لما فيها من تقارب وود بين العرب، وهذه نظرة مثالية وتعكس توجه القيادة بكل تأكيد.
أتصور أن رئيس المؤسسة العامة في العهد الحالي المضي على خط التصور السابق الذي رسمه فواز بن محمد، فالبطولات العربية على مستوى الأندية والمنتخبات مقبلة ولا نريد أن نسمع اعتذارات بسبب الموازنة أو بسبب عدم إدراج البطولة في جدول البطولات التي يقدمه الاتحاد بداية كل عام، كما اعتذر عن مشاركة الشباب في بطولة الأندية التي أقيمت حديثاً في القاهرة.
الاتحاد العربي ينظم بطولة على مستوى الأندية في مارس/ آذار 2011، ومن الضروري أن يشارك أحد الأندية في هذه البطولة، وأفضل أن يترك المجال لمن ليس لديه مشاركة خارجية في هذا الموسم للمشاركة حتى وإن كان الوقت غير مناسب لظروف مشاركات المنتخب.
البطولات العربية قد تكون متنفسا جديدا للأندية والمنتخبات الوطنية لو تواصلت بعد البطولات الخليجية.
أمر طيب للغاية أن تحظى الرياضة بمسئولين على قدر من الوعي والثقافة، يتقبلون الانتقادات والآراء بروح رياضية، فالمسئول الذي بهذا الوعي يكون همه المصلحة العامة وليس الخاصة، وهذا ما نتطلع إليه.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 3031 - الخميس 23 ديسمبر 2010م الموافق 17 محرم 1432هـ