العدد 3031 - الخميس 23 ديسمبر 2010م الموافق 17 محرم 1432هـ

نعتذر وبشدّة يا «طفل الدير»!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نعتذر وبشدّة يا «طفل الدير» على الإساءة التي خضتها أثناء اختطافك، وعلى الاعتداء الوحشي الذي تعرّضتَ له من قبل آكلي لحوم البشر، كما نعتذر على عدم قدرتنا مساعدتك قبل وأثناء وبعد الاعتداء!

لقد أصبح الاعتداء الجنسي في أيّامنا هذه من الأمور البسيطة، بحيث إنّنا لا نلتفت لها، ولا نقوم بتعديل بعض القوانين من أجل حماية أطفالنا، فمن هو «طفل الدير» يا تُرى لنعترف بوجود مأساة في قوانيننا، حتى نحاول تعديلها؟!

فنحن لم نساعدك قبل الاعتداء الجنسي المشين الذي ألّمَ بك، لأنّنا لم نزج أمثال هذا الوحش البشري في سجن الى الأبد، على رغم تعرّضه لأطفال آخرين قبلك وحُبِس لوقت قصير، حتى يخرج ويبحث عنك ليلتهمك.

ولم نساعدك أثناء الاعتداء، لأنّ هذا المجرم كان طليقاً حراً، واختارك من دون الآخرين، ليطبق أسنانه ولهاثه المسعور عليك، ونحن كنّا مشغولين بأحداث سياسية، ومتناسين حدثاً أهم وهو «أنت»!

كما أنّنا نعتذر منك لأنّنا لم نساعدك بعد انتهاء المصيبة غير المنتهية، إذ جلّ ما قام به المجتمع هو إلقاء القبض عليه، فما هي إلا عدّة سنوات وربما يخرج هذا الوحش البشري من السجن، حتى يصادف ضحيّة أخرى ليعتدي عليها، وما هي الاّ سنوات وتكبر وينسى الناس المأساة التي حدثت لك، والتي لا ينساها والداك وأهلك، والتي لن تُمحى من ذاكرتك حتى الممات.

في لقاء مع والد الطفل، ذكر لنا الوالد تفاصيل القصّة التي تدمي القلوب، وأخبرنا بما حصل - وقد غطّت صحيفتنا «الوسط» تفاصيلها - ولكن لا أحد يعلم بما حدث بعد ذلك، فهذا المتحرِّش بالأطفال كان يسخر إبان التحقيق معه ويفتعل الضحكات بوجهه الجامد، ويعترف بدون خشية منه أو حياء بما قام به، لأنّه استسهل السجن قصير المدى، فاللذّة التي تجتاحه عندما يغتصب طفلاً، وعدم الردع القوي من قبل القانون، جعلته نافذاً مستأسداً معترفاً بتبجّح بما قام به من فعل تقشعر منه الأبدان والأفئدة!

إنّ الطفل رجع الى بيته بعد الاختطاف والاعتداء، ولكنّه لم يرجع الى جسده كما كان، فالأب ذكر لنا عدم نوم الطفل وخوفه الشديد من كل شيء وانطوائه عن الناس وتغيّبه في كثير من الأحيان عن المدرسة بعد الحادث، مع أنّه كان من الأطفال الأذكياء الاجتماعيين، الذين لا تفارق البسمة أفواههم.

ماذا قمنا به كمجتمع حتى نمنع حصول هذا الاغتصاب؟

لا شيء حتى الآن.

ماذا قمنا به كمجتمع حتى نعدّل القانون، ونزج بأمثال هذا المجرم في سجن مدى الحياة؟

لا شيء حتى الآن.

لا تُفيد الكلمات اليوم، فالطفل مصفوع بقوّة ولن ينسى ذلك الصافع!

نعتذر وبشدّة يا «ابن الدير»، ولنتذكّر بأنّ: من يهُن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميّت إيلام.

وجمعة مباركة على رغم الغصّة التي نستشعرها أثناء كتابة هذا المقال.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3031 - الخميس 23 ديسمبر 2010م الموافق 17 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 8:56 ص

      !!!!!!

      لا حول ولا قوة الا بالله
      يا اختي هناك قوانين في الاسلام لمن يعمل هذا العمل ولكن للاسف لا تطبق العقوبات في البحرين لو كانت تطبق العواقب جان صارت الدنيا بخيييييير! لازم هذا المجرم ياخذ عقابة

      وكل الشكر لكي
      تحياتي

    • زائر 17 | 4:16 م

      حبل المشنقه له

      اتذكر قبل كم سنه قرات في الجريده ان ام احد ضحايا الاغتصاب في ايران امام الناس هي من قامت بوضع حبل المشنقه حول رقبة المجرم مع العلم سواء كن يقتل ضحاياه ام لا عقوبة الاغتصاب هو الاعدام عندهم

    • زائر 16 | 1:53 م

      أخي زائر 7

      كلامك صحيح أخي، و الأب لديه نفس الشعور، ولكن الأحكام في بلادنا سهلة و مشجعة على التكرار . فالأب-ساعد الله قلبه على النسيان- يعلم تماماً أنه سيحكم عليه بالإعدام إذا ما قتل ذلك الوحش بتهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد، وبالتالي ستكون هناك فاحعتان في الأسرة بدل فاجعة واحدة. والمطلوب من حكومتنا الرشيدة تعديل الأحكام بحيث تكون صارمة و قاسية في مثل هذه الجرائم التي تزداد يوماً بعد يوم في المجتمع البحريني الذي كان آمناً حتى الأمس القريب.

    • زائر 15 | 7:16 ص

      عَذَابٌ عَظِيمٌ }

      {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة33

    • زائر 14 | 6:21 ص

      اصلاً ذي واحد غبي..

      يعني الحين من قلة البناتية وما شاكلهم في البلد عشان يروح لصبي صغير ويعتدي عليه ويخليه يتعقد .. صج حيوان

    • زائر 13 | 5:45 ص

      نحن لانعترف بالقوانين الهزيلة..لاقانون الا قانون الله

      وأن هزلت أكثر ...حينها سنعرف كيف نتصرف مع هاؤلاء الأوغاد الخونة الخنازير..وسنتصدى لهم بحد الله ورسوله
      وثقوا انه لا احد سوف يهرب من العقاب يوم القيامة
      وعلى الطفل ان يتجلد ويصبر
      فالله سيأخذ حقه يوم القيامة وليس أحد آخر

    • زائر 12 | 5:21 ص

      أصبحت هذه حال البحرين

      تحريق > شغب > اغتصاب > رضع مفلوتين > تحرش > سكر > .. الخ
      وما خفي أعظم
      أصبحت من المشاهد اليومية وتدل على سوء التربية وانحطاط الاخلاق
      زاد الفساد وطغى (إنا لله وإن إليه راجعون)

    • زائر 11 | 5:17 ص

      لا امن هنا

      لم يعد ثمة أمن في بلد تم فتحه للقطاء والساقطين ..وغاب أهله ..

    • زائر 10 | 5:09 ص

      حيوان لابد من قتله

      لو انا محل الاب أقسم بالله أقتله واخليه عبره للشواذ امثاله

    • زائر 9 | 5:08 ص

      واعتدوا عليهم بمثل مااعتدوا عليكم

      ردو الصاع لهذا المجرم عشان يذوق طعم الالم

    • زائر 7 | 2:16 ص

      الله يكون في عونه

      حسبي الله ونعم الوكيل عليهم ،، المفروض الاعدام حتى يكون عبرة لذوي النفوس الدنيئة

    • زائر 6 | 2:04 ص

      هل .. هل .. هل؟؟؟

      القانون موجود فى البحرين كماالمحاكم موجودة ولكن هل يستطيع كل مجنى عليه أن يأخذ حقه من الجاني؟ هل لدى المجنى عليه الوقت للذهاب للمحكمة؟ هل يستطيع المجنى عليه كتابة المرافعات للمحكمة؟ هل يستطيع كل مجنى عليه توفير المال لدفع الرسوم وتوكيل محامي ليأخذ له حقه؟ .. فهذا الشرطي او اي موظف فى اي وزارة حكومية عندما يتحول الى مجنى عليه فإن الوزارة تأخذ حقها من الجاني بالقانون ولكن حق الشرطي أو الموظف فعليه هو ان يأخذ حقه بنفسه وعلى نفقته الشخصية ولو فيه خير يتأخر عن عمله خمس دقائق ويقول انا كنت فى المحكمة.

    • زائر 5 | 12:34 ص

      اه لبرائتك التي خدشت من قبل حيوان ضال

      افجعني الخبر ياابن قريتي
      لا اعلم من انت
      ولكني قرآت ذلك عن ماحدث لك
      ربك يمهل ولا يهمل
      والله هو الحكم العدل
      الذي يأخذ بحقك
      ادمعت عيني من حزني على مااصابك
      طفل وفي ربوع طفولتك
      اه لله المشتكى يا صغيرنا

    • زائر 4 | 11:28 م

      الذِاب الضالة

      هناك كثير من هؤلاء المرضا الذين يجبون الشوارع والفرقان والقرى وبقرب المدارس ، لعل وعس ان يحصل على فرسته لكي ينهش في برأتها ثم يتركها تعاني طول حياتها.
      ولذا يجب على الاباء والامهات ان لايتركوا الولادهم من غير مراقبة ،او اخبارهم عن هذة القصص وكيفية التخلص منها عندما يواجوهنها بطريقة ذكية وحذر .

    • زائر 1 | 10:58 م

      من أمن العقوبة أساء الأدب

      هناك أمور نرى القضاء يتشدد فيها دون امور أخرى
      وهناك من المجرمين من يعرف ذلك فيقوم بما يقوم به دون رادع ولو أن الرادع موجود ويكفي لما وجدنا لمثل هذه الأعمال انتشارا في مجتمعنا ولكن الأمر لله وإلا فما معنى الأحكام التي تعتبر في قبل الجرم تساهلا لدرجة الحكم في مثل هذه القضايا ستة اشهر سنة سنتان بالكثير 3 سنوات فماذا هذا الحكم في مقابل الجرم أين يقابل هذا الحكم حكم الله في مثل هذه الأمور على الأقل أن يكون الحكم يتناسب مع فداحة الجرم

اقرأ ايضاً