بالأمس علقت على معركة الانتخابات الآسيوية على مقعد تنفيذية الفيفا ووصفتها بأنها أشبه بـ«اللعبة القذرة» التي يفترض أن تكون انتهت بنتائجها وأصبح الأهم الآن التركيز على عواقب هذه المعركة وترسباتها خصوصا بعدما دارت المنافسة فيها بين الأشقاء.
شخصيا، أعتقد أن العلاقة الشخصية والاحترام القائم بين «المتنافسين» رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم ونظيره الآسيوي محمد بن همام هي أكبر وأعمق من كل ما حدث في «المعركة» وذلك انعكس على علاقتهما وتصرفاتهما الثنائية حتى قبل يومين من طرق طبول المعركة على رغم الأجواء المشحونة وعكرها أطراف أخرى وكذلك فور إعلان النتيجة إذ كان الشيخ سلمان ضمن أول المهنئين لشقيقه بن همام.
واضطر للذهاب بعيدا في حدود أكبر من المحيط الرياضي لاستذكر نموذج العلاقات البحرينية القطرية الذي تجسد في أحلى مرحلة بدءا من العام 2000 بعد تجاوز البلدين الشقيقين الخلاف الحدودي الذي وصل إلى محكمة العدل الدولية على رغم أنها الحال الأولى بين بلدين باحتكامهما إلى المحكمة الدولية، لكن ولله الحمد رأينا الأمور سارت نحو الأفضل بين البلدين في مختلف المجالات وتوجت بإنشاء «جسر المحبة» الذي نتطلع إلى امتداده إلى واقع علاقاتنا الشبابية والرياضية وان نتجاوز آثار «المعركة الآسيوية» بالصورة والسرعة نفسها التي تجاوزنا بها الخلاف الحدودي.
إن احتواء الأزمات والموقف يحتاج إلى حكمة المسئولين والقيادات الرياضية في البلدين التي نتمنى أن تكون هناك مبادرة من «كبار القوم» في البلدين لتبدد أي مخاوف وقلق وخصوصا في ظل التعامل السلبي من بعض وسائل الإعلام والمنتديات الإلكترونية مع هذا الموضوع.
أما في الجانب المحلي فإننا نتطلع إلى الاستفادة من هذه التجربة القوية التي خاضها رئيس أكبر اتحاد رياضي ويتم دراستها بسلبياتها وايجابياتها بصرف النظر عن الرؤى المختلفة التي صاحبت ترشح الشيخ سلمان بن إبراهيم للمنصب الدولي، والتأكيد على أهمية الانطلاق من قاعدة محلية داعمة وقوية عند خوض مثل هذه التجارب الكبيرة وهي إحدى الأسلحة المهمة التي اعتمد عليها بن همام في المعركة الآسيوية.
وبعدما وضعت المعركة أوزارها حان الوقت لمسئولي وإدارة اتحاد الكرة بقيادة الشيخ سلمان بن إبراهيم إلى التركيز على ترتيب شئون البيت الكروي المحلي الذي بصراحة كان مهملا وفاقدا للكثير فازدادت المسابقات تواضعا وكثرت المشكلات التي ظلت تدار باجتهادات من بعض الأشخاص، وبات على اتحاد الكرة العمل الجاد على تصحيح مثل هذه الأوضاع خصوصا أنه مضت عدة أشهر فقط على انتخاب إدارته الجديدة القديمة.
ومن ضمن الأمور المطلوبة حاليا الدعوة لعقد اجتماع ولو كان تشاوريا بين إدارة الاتحاد والأندية التي هي الأخرى عليها أن تكون جادة وفاعلة ويتم استعراض سير الأمور في البيت الكروي وخصوصا أننا على مشارف نهاية الموسم الكروي المحلي، وان يحاول الاتحاد إنقاذ ما يمكن إنقاذه بتحسين حال ما تبقى من مسابقاته في نهائيات كأس دوري خليفة بن سلمان وكأسي الملك وولي العهد وكذلك أمور المنتخبات وعلى رأسها المنتخب الأول الذي تنتظره مباريات مصيرية في التصفيات المونديالية الحاسمة بعدما تعطلت جميع الأمور والجهود في الأشهر الماضية بسبب هذه الانتخابات وغيرها.
إننا نأمل إلا تشكل نتيجة الانتخابات الآسيوية إحباطا وخمولا ينعكس بظلاله على وضعنا الكروي وإلا نكون قد خرجنا من «المعركة الآسيوية» على طريقة الأرض المحروقة في ختام الحروب والمعارك! بحرق الأخضر واليابس
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2438 - السبت 09 مايو 2009م الموافق 14 جمادى الأولى 1430هـ