العدد 3031 - الخميس 23 ديسمبر 2010م الموافق 17 محرم 1432هـ

العجيري: «2012» سيشهد العالم ظواهر طبيعية «غير معتادة»

كان يخاف في صغره البرق والرعد... وشغفه بالفلك من باب «اعرف عدوّك»

العجيري متحدثاً خلال المحاضرة
العجيري متحدثاً خلال المحاضرة

أكد عالم الفلك الكويتي المعروف صالح محمد العجيري أن سنة 2012 ستشهد ظواهر فلكية غير معتادة في العالم بسبب قرب كوكب المريخ من كوكب من الأرض.

وقال: «يكثر الحديث عن ميعاد يوم القيامة في هذه الفترة، وفي الحقيقة ما من أحد يعرف موعد قيام الساعة إلا الله سبحانه وتعالى»، وأكد «أن الأطباق الطائرة حقيقة ثابتة ولكن تم تناولها بكثير من المبالغة، فالأطباق هي كائنات بيضاوية ومستديرة وليست مسطحة وهي عبارة عن مصعدات جوية من صنع الطبيعة ولا تديرها كائنات عاقلة جاءتنا من الفضاء الخارجي».

كما أوضح أن «الأشباح خرافة، وهي منتشرة لدى الأوروبيين أكثر مما هي لدى العرب والمسلمين، وذلك بسبب كبر المساحة الجغرافية للبلدان الغربية وتنوع جغرافيتها بالكهوف والجبال والبراري الشاسعة»، كما أكد أن «مثلث برمودا حقيقة وقد ظلت قضيته لغزاً حير العالم لعقدين من الزمان إلى أن جاء علماء روس وفكوا هذه المعضلة»، مبيناً «قيل إن مثلث برمودا الواقع في البحر الكاريبي جنوب جزيرة برمودا يسكنه الجن والشياطين ولكن الحقيقة أنه عبارة عن دوامة من الماء تسير بسرعة فائقة باتجاه قاع البحر وهو ما يفسر اختفاء البشر والطائرات بمجرد اجتياز المثلث».

وتحدث العجيري أمام جمهور غفير من متابعيه ومحبيه بنادي عوالي ضمن فعاليات الموسم الثقافي الـ 57 لجمعية تاريخ وآثار البحرين مساء أمس عن تجربته في الحياة بطريقة «حكواتية» لا تخلو من الطرائف والفكاهة عن أبرز محطات حياته وبعض الموضوعات الإشكالية في علم الفلك.

وقال: «كنت في صغري أخاف الظواهر الطبيعية كالمطر والريح والظلام ووميض البرق وصوت الرعد، فقررت منذ الصغر دراسة علم الفلك من باب (اعرف عدوك)»، وأضاف «أرسلني والدي إلى البادية لأتعلم الرماية والفروسية وتعلمت لدى قبيلة الرشايدة الحياة الخشنة والاعتماد على النفس(...) وعندما قررت دراسة علم الفلك في زمني وأنا اليوم أبلغ من العمر 90 عاماً لم تكن تتوافر حينها خرائط وكتب، وكان أول كتاب وقع في يدي وقرأته في علم الفلك هو «المناهج الحميدية» للشيخ عبدالحميد موسى غيث من علماء مصر، قرأت الكتاب ولكني لم استوعبه كله فقررت الذهاب إلى مصر لمقابلة مؤلف الكتاب ولكي أعرف بقية ما خفي عليّ، وبالفعل سافرت إلى مصر حيث بدأت رحلتي من الكويت إلى البصرة بالسيارة ومن البصرة إلى بغداد بالقطار ومن بغداد إلى الشام سافرت في سيارات ضخمة كانوا يسمونها شركة «نيرن لنقل الركاب» ومن الشام إلى بيروت ومنها ركبت الباخرة وأبحرت صوب الإسكندرية ومنها إلى القاهرة حتى وصلت إلى منطقة تسمى ميت النخاس التابعة لمحافظة الشرقية مسقط رأس المؤلف بعد رحلة تعب وعناء، وبمجرد أن وصلت إلى وجهتي سألت عن اسم المؤلف فوجدته بلغ من الكبر عتيا وجاوز الثمانين ولكنه رحب بي أشد رحيب وقدم لي معلومات شيقة عن علم الفلك».

وتابع العجيري «بعد مقابلة مؤلف الكتاب الذي بدوره حولني إلى أحد تلاميذه في القاهرة ليزدني علما في فروع علم الفلك يدعى عبدالفتاح وحيد أحمد، وجدت عنده مكتبة ضخمة تحوي أمهات الكتب في علم الفلك إلى جانب مخطوطات ومطبوعات وكتب مترجمة عن اللغة التركية، فمنذ الوهلة الأولى تمنيت أن أمتلك مثل هذه المكتبة، والطريف أن صاحب المكتبة كان حريصاً أشد الحرص على ألا يطلع أحداً على مكتبته لدرجة أنني كلما كنت أزوره لنناقش أمراً عن مسألة فلكية كان يأتي بكتاب واحد ثم يعيده مرة أخرى إلى أدراجه. وفي ذات مرة ومن شدة حرصه على كتبه قال لزوجته: عندما أموت ادفني هذه الكتب معي في القبر».

واستطرد «مرت الأيام وفي ذات يوم وصلتني رسالة من زوجته لتخبرني أن زوجها توفي، وبسرعة البرق أرسلت لها رد الرسالة معزياً في زوجها وطلبت منها بين سطور رسالتي ألا تتصرف في الكتب الموجودة في مكتبة زوجها، وفعلاً سافرت إلى القاهرة ووجدت أمامي كنزاً من الكتب النادرة أخذت منها ما يقارب 70 كتاباً لمكتبتي، وعندما استفسرت منها عن سعر هذه الكتب قالت لي هي هدية لك مجاناً، فاستغربت وقلت: لماذا؟ فقالت: «دول ضرتي».

وروى العجيري قصة تأسيس التقويم الهجري، وقال: «تروي كتب السير والتاريخ أنه في السنة السابعة عشرة للهجرة كتب الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (رض) إلى أبي موسى الأشعري عامله على البصرة وذكر في كتابه شهر شعبان، فرد أبوموسى الأشعري أنه يأتينا من أمير المؤمنين كتب ليس فيها تاريخ وقد قرأنا كتاباً محله شعبان فما ندري أهو شعبان الذي نحن فيه أم الماضي. فجمع الخليفة عمر الصحابة وأخبرهم بالأمر وأوضح لهم لزوم وضع تاريخ يؤرخ به المسلمون فأخذوا في البحث عن واقعة تكون مبدأ للتاريخ المقترح فذكروا ولادته (ص) ومبعثه ووفاته، لكن الإمام علي بن أبي طالب أشار بجعله يوم هجرة الرسول (ص) من مكة إلى المدينة، فراقت الفكرة للخليفة عمر وسائر الصحابة فأرخوا بها، ثم بحثوا موضوع الشهر الذي تبدأ به السنة واتخذوا شهر محرم بداية للسنة الهجرية مع أن الهجرة النبوية الشريفة وقعت في شهر ربيع الأول».

وأضاف «استخدم العرب عبر فترات تاريخهم الطويل قبل الإسلام أسماء معينة للأشهر القمرية إلى أن تغيرت تلك الأسماء لتأخذ صورتها المعروفة حالياً والتي تبدأ بشهر المحرم الذي كانوا لا يستحلون فيه القتال، وصفر أي تصفر الديار أي تخلو منهم لخروجهم للحرب، وربيع أي شهر العشب والخضار والمطر».

وقال العجيري: «لقد كان العرب قبلها يؤرخون بحوادث معينة فقد كانت قريش تؤرخ بعام الفيل وكان المسلمون يؤرخون به معهم قبل الهجرة فلما هاجر النبي (ص) من مكة إلى المدينة، ترك المسلمون التاريخ بعام الفيل وسموا كل سنة مما بين الهجرة والوفاة باسم مخصوص، وبقي الأمر على ذلك حتى حتى السنة السابعة عشرة للهجرة وهي السنة التي أسس فيها التقويم الهجري الذي نؤرخ به اليوم».

يذكر أن صالح محمد العجيري من مواليد سنة 1921 ومن الرعيل الأول لدولة الكويت ويعد أحد رجال العلم والفكر في تاريخها الذين لهم دور وباع طويل في إثراء نهضتها العلمية والفكرية, وممن شاركوا في تأسيسها بل يعتبر أحد رجالات الخليج البارزين الذين ساهموا بجهد كبير في نشأة ونهضة دول الخليج العربية.

ولقد أثرى المكتبة العلمية الخليجية والعربية بالعديد من المؤلفات العلمية الفريدة في علوم الفلك وقدم عدداً من الاستشارات والمحاضرات العلمية في مجال علوم الفلك والأرصاد الجوية وفي بيان الحقائق والمفاهيم العلمية الصحيحة ودحر الخرافات في المجتمع وحرص على تنقية علم الفلك من أدران علم التنجيم كما قدم العديد من الاقتراحات والحلول العلمية لكثير من القضايا الفلكية التي اختلف فيها الكثير من العلماء العرب والمسلمين.

كما كان كياناً متميزاً للعالم العربي في المحافل الدولية من خلال مشاركاته الفعالة في المؤتمرات الدولية في مجال علوم الفلك، وساهم بصورة كبيرة ومباشرة في وجود مرصد فلكي في دولة الكويت بلده سمي باسمه ليكون مقراً دائماً للمهتمين بعلم الفلك من المتخصصين والهواة والباحثين, كما تحقق عن طريقه الكثير من الإنجازات العلمية مثل مشاركة دول العالم المتقدم في رصد مذنب هالي وكان أول مرصد في المنطقة رصد مذنب «هالي» مساء يوم 25 أكتوبر/ تشرين الأول 1985 وكان إنجازاً وسبقاً علمياً. ورصد الكواكب السيارة وتصويرها ورصد أقمار كواكب المجموعة الشمسية بالإضافة إلى إنشاء قبة فلكية للنجوم التي ساهمت بشكل فعال ومباشر في نشر علوم الفلك في المجتمع. بالإضافة إلى متابعته للأحداث السنوية والشهرية واليومية وظهور الهلال بداية كل شهر عربي ونشر توقعاته لكل من الظواهر الفلكية مثل كسوف الشمس وخسوف القمر والظواهر المناخية: كسقوط الأمطار وظهور الغبار والتغيرات الفصلية لدرجة الحرارة وحالة المد والجزر والرطوبة في الوقت الراهن.

العدد 3031 - الخميس 23 ديسمبر 2010م الموافق 17 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 4:57 م

      جهاد وصبر

      لقد تحمل التعب من اجل العلم وفي تلك الظروف الصعبه سافر عبر الكثر من دوله حتى وصل لمصر لكي يتعلم ويستفيد ويثري العالم بعلمه فهل ناخذ درسا ياشباب ام نستصعب كل شي ونقول مستحيل مستحل !
      الله يجزيه على عمله ويطول عمره في خير

    • زائر 18 | 2:47 م

      لابد وان نقر بذلك

      هذه ليست المرة الاولى التي يستعين بها الفاروق للامام علي عليه السلام في حل اي معضلة فقد كان هو العالم وهو الحكيم وهو الذي قال اسالوني قبل ان تفقدوني وهو الذي قال علمني رسول الله من العلم الف باب ومن كل باب الف باب يعني مليون باب من العلم. سلام الله عليك يا ابا الحسن

    • زائر 17 | 10:52 ص

      يرجى الحد من اخواننا بعدم التعليق الجارح كما للزائر رقم 1 والذي تعرض لأحد الاخوان كما في تعليقه وهو غريب الرياض وهوالزائر رقم 1 ترجى الملاحظة

    • زائر 16 | 10:46 ص

      للزائر رقم 1

      انت يا غريب الرياض,شنو فيك؟يعني بسك من التطرف والعناد,صح الامام علي بن أبي طالب ع هو مقتدانا والو الائمة الاطهار ع وغصب عليك بسكم من هالكلام اللي يجرح وخلك مثقف ولا تكون رجعي لانك ما تعرف شي حتى في مذهبك, اسأل والديك اسأل شيوخكم اذا يجاوبونك صح, ,وما أدري لمتى هذي العداوة واتقولون الشيعة هم اللي يجرحونه,با با روح اسأل عن والا بلاش يمكن تزعل.

    • زائر 15 | 10:08 ص

      وقربت الساعة

      قال الامام امير المؤمنين علي بن أبي طالب ع سلوني قبل ان تفقدوني,ما معناه أن علمه علم النبي ص يعلم من لم يعلمه بشر حتى يومنا هذا. وان ما أكد عالم الفلك الكويتي العجيري أن سنة 2012 ستشهد ظواهر فلكية فالعلم عند اللهوفصدق الله وخاب المنجمون ولو صدفوا,فأن نهاية العالم حتما قريبة لما يحدث من سيلان للدماء والظلم من كبار المتنفذين والساسة حتى ظهوره اللهم عجل بظهور ليملأ الدنيا عدلاَ بعدما ملأت ظلماَ وجوراَ,وأن وعد الله نافذ .

    • زائر 14 | 9:12 ص

      تحية للدكتور العجيري

      رأيته مرتان في حياتي .... دكتور عالم ومثقف بحق

    • زائر 13 | 6:01 ص

      افيدونا

      اول شي العنوان ما له اي علاقة بالموضوع ! وثاني شي ممكن احد يفيدنا ما هي الحكمة من اختيار شهر محرم اول شهور السنة الهجرية على الرغم من ان هجرة الرسول ص كانت في ربيع الاول ؟!

    • زائر 12 | 5:41 ص

      افادني بل كثير

      اتمنى ان تقام ندوات في القرى للأستفاده من هاؤلاء المثقفين
      #اصراحه هل مقال شدني الى الشخصيه واجد

    • زائر 11 | 4:44 ص

      مصخرة

      العنوان ويين والموضوع ويين، ويش هالمصخرة يالوسط

    • زائر 10 | 2:27 ص

      عنوان كبير ..!!!

      العجيري: «2012» سيشهد العالم ظواهر طبيعية «غير معتادة»
      هذا هو العنوان للموضوع و توقعت أن يكون هناك تفصيلا عن هذه الظواهر و أسبابها ,,,ووووو !!!
      هل أن العجيري لم يسهب في التفصيل أو أن الصحفي وسام السبع لم ينقل و يكتب ذلك؟؟؟؟

    • زائر 9 | 2:01 ص

      وحيث ما تصلون من العلم

      ( وما اوتيتم من العلم الا قليلا )
      ولو سعى الناس خلف محمد وآل محمد لوصلوا الى مراحل العلم

    • زائر 8 | 1:17 ص

      العلم نور

      تحية إجلال وتقدير إلى العالم الفلكي المخضرم ، وإن حياتة تدعوا الجميع إلى السعي لطلب العلم وأن يكون محل قدوة ،وأتمنى منه أن ينشئ مرصدا ومعهدا في البحرين لأنه يوجد كثير من المهتمين بعلم الفلك وأن يستغلوا الخليجيين علمه وخبرته بدلا من الأجانب اللي يدرسون ويعطونهم رواتب خيالية في دبي وأسأله ان يؤرخ ويدون علمه و( زكاة العلم تعليمه) ليس مثل المصري يريد أن يدفن الكتب في قبره

    • زائر 7 | 12:33 ص

      لابد من الاستفادة من تاريخ الصحابة والآل

      قصة وضع التاريخ الهجري في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبالتشاور مع بقية الصحابة لدليل واضح إلى مدى أهمية التشاور في أمور المسلمين ومدى محبة الآل والأصحاب، راجين استثمار هذه الوقائع والتركيز عليها والبعد عن مواضع الخلاف والجدل والتحريض والفتن.

    • زائر 6 | 12:25 ص

      معلومات مهمة للغاية

      لكن الإمام علي بن أبي طالب أشار بجعله يوم هجرة الرسول (ص) من مكة إلى المدينة، فراقت الفكرة للخليفة عمر وسائر الصحابة فأرخوا بها، ثم بحثوا موضوع الشهر الذي تبدأ به السنة واتخذوا شهر محرم بداية للسنة الهجرية مع أن الهجرة النبوية الشريفة وقعت في شهر ربيع الأول».
      لم نكن نصدق مايقوله الخطباء على المنابر ولكن هاهي الحقيقة الهجرة حدثت في شهر ربيع الاول فمن الدي حولها الى محرم

    • زائر 5 | 11:55 م

      شخبووط

      حياة حافلة بالانجازات
      هنيئا له الجد و المثابرة

    • زائر 4 | 11:13 م

      تعليق

      لو ان تعليقي خارج عن الموضوع ولكن اقول لبعض الاخوه انظرو كيف كان الصحابه اخوه حسب ماقاله العالم عن استشاره الامام علي كرم الله وجهه 0 لكن الإمام علي بن أبي طالب أشار بجعله يوم هجرة الرسول (ص) من مكة إلى المدينة، فراقت الفكرة للخليفة عمر وسائر الصحابة فأرخوا بها، ثم بحثوا موضوع الشهر الذي تبدأ به السنة واتخذوا شهر محرم بداية للسنة الهجرية مع أن الهجرة النبوية الشريفة وقعت في شهر ربيع الأول وشكرااااااا

    • زائر 3 | 11:08 م

      سنابسي

      أطال الله عمره في خير وعافية ؛ فهو بحق منارة للعلم الذي نفتخر به عند القاصي والداني ..وفي رأيي أن الدكتور ما زال مجهولاً ولم يستفاد منه بالحد المطلوب ...

    • زائر 2 | 10:56 م

      ما شاء الله .....الله يطول في عمره

      سلام الله على امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب يقول (سلوني عن طرق السماء فإني أعلم بها من طرق الأرض)
      ليت العالم ينتبه ويستفيد من كنوز هذا الأمام المظلوم

    • زائر 1 | 10:48 م

      غريب الرياض

      خلاصة و اهم ما في الموضوع: سلام الله عليك يا امير المؤمنين و قائد الغر المحجلين ووصي رسول الله (ص)

اقرأ ايضاً