قام موفد الخارجية الأميركية لشئون غرب آسيا وإيران دينيس روس بجولة في المنطقة مابين 27 أبريل/ نيسان الماضي و4 مايو/ أيار الجاري زار خلالها السعودية والإمارات وعمان والبحرين وقطر ومصر، ولذلك بهدف طمأنة دول المنطقة بأن الدبلوماسية الأميركية الجديدة حيال إيران لن تؤثر في العلاقات التي تقيمها واشنطن منذ مدة طويلة مع الدول العربية الصديقة.
دينيس روس تجول في المنطقة بصحبة وفد رفيع المستوى تضمن نائب القيادة المركزية الأميركية اللوتينت جنرال مايكل آلان، ورئيس دائرة الشرق الأدنى في مجلس الأمن القومي الأميركي بونيت تيلوار، ولوحظ أن التغطيات الإعلامية المصاحبة للجولة كانت قليلة، فيما عدا بعض التعليقات الصادرة من وكالات الأنباء الرسمية. ففي القاهرة، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية إنه تمت مناقشة «النهج الأميركي الجديد والذي يهدف إلى التفاعل الإيجابي مع إيران بغية تحقيق تغيير في السلوك الإيراني سواء فيما يتعلق بملفها النووي أو بسلوكها عموما في المنطقة».
أما في السعودية، فقد ورد في الأخبار الرسمية «أن الجانبين السعودي والأميركي استعرضا خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها واستعراض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
بيان وزارة الخارجية الأميركية الرسمي أوضح أن دينيس روس «سيستمع من دول المنطقة وشركاء أميركا إلى وجهات نظرهم في السياسات حول إيران، كما سيطرح عليهم النقاط العريضة للمراجعة التي أجرتها إدارة الرئيس الأميركي حيال طهران، ومصادر القلق من احتمال تقارب إيراني».
التقارير التي توالت منذ تعيين روس مبعوثا للخليج كثيرة، وجميعها تقريبا تثير «الهلع» لدى الحكومات الصديقة لأميركا بشأن احتمال فتح الحوار بين واشنطن وطهران، وهو ما حاول الرد عليه السفير الإيراني في المنامة حسين أمير عبداللهيان في تصريحات إلى «الوسط» قال فيها إن «التخوف العربي من أي حوار بين إيران والولايات المتحدة ليس مبررا... ونحن نقول بصراحة إن أي حوار إيراني أميركي لن يكون على حساب الدول الجارة».
تصريحات السفير الإيراني توحي بأن القيادة الإيرانية تنظر بإيجابية نحو الخطوة القادمة للمبعوث الأميركي دينيس روس. وسواء بادر الجانب الأميركي بالاتصال بمركز القرار الإيراني، أم أن الجانب الإيراني باشر بالاتصال للرد على الدعوات الأميركية المفتوحة، فإن المنطقة ستشهد حراكا مختلفا بعد أن تخلت أميركا عن سياستها لتغيير نظام الجمهورية الإسلامية، والفرصة أصبحت مواتية لجميع القوى الإقليمية لكي تلعب دورها نحو دبلوماسية أكثر إيجابية... وما نتمناه هو أن تبادر الدول المهمة في المنطقة لكي تلعب دورها مباشرة من دون ان تكرر الأخطاء التي حدثت في طريقة التعامل مع متغيرات الواقع العراقي
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2438 - السبت 09 مايو 2009م الموافق 14 جمادى الأولى 1430هـ