العدد 3030 - الأربعاء 22 ديسمبر 2010م الموافق 16 محرم 1432هـ

الاستقرار والتغيير

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

التغيير مطلب جيد في جميع القطاعات لأن دوام الحال من المحال، والتغيير سمة المجتمعات المتحركة والحية والمتقدمة، لان التغيير يوفر في كل مرة قوة الدفع المطلوبة من أجل التقدم.

وسياسة التغيير في المجال الرياضي تعتبر الأوسع من بين بقية المجالات في ظل ما يمتاز به هذا المجال من مرونة أكبر من المجالات السياسية والاقتصادية وخصوصا في الدول النامية التي من الصعب التغيير السياسي فيها ولكن من الأسهل التغيير الرياضي.

والتغيير الرياضي الموجود لدينا في دول العالم النامي هو التغيير عادة الذي يطال الحلقة الأضعف ونعني بها المدربين والفنيين وبعض التغييرات وبعض الإداريين الصغار، وهو مازال بعيدا عن التغيير بمعناه الأكبر الذي يشمل القيادات الرياضية المسئولة عن بناء الاستراتيجيات طويلة المدى للرياضة.

في ظل الإخفاق المتكرر والسلبيات لا يمكن الاستمرار بالمنوال نفسه وبالوجوه نفسها وإنما لابد من إجراء بعض التغييرات والتي تأتي عادة ممن يتحملون المسئولية عند الإخفاق بالاستقالة وطلب التغيير من دون حاجة لقرار من فوقهم بإزاحتهم لأن احترام الذات تحتم مثل هذا القرار.

الرياضة في الدول العربية عموما بحاجة إلى مزيد من التغيير من أجل أن تتمكن من التقدم والتطور ومجاراة الدول المتقدمة، ولنا في الحالة القطرية مثال واضح من خلال تسلم فريق شاب دفة الرياضة هناك وهو ما أدى إلى الوصول إلى استضافة نهائيات كأس العالم 2022.

ولكن التغيير ليس في كل الأحوال صحيا، ففي بعض الأحيان يأتي التغيير بنتائج سلبية إذا كان هذا التغيير لمجرد التغيير فقط ومن دون دراسة مسبقة للبديل الأفضل المطلوب الإتيان به لتحقيق النجاح.

ولو تركنا الحديث على مستوى القيادات الرياضية، ونزلنا إلى مستوى الفنيين والمدربين فإننا نجد أننا في الوطن العربي الأقل تغييرا ربما على مستوى القيادات والأكثر تغييرا على مستوى المدربين.

فمع كل بطولة هناك مدرب جديد، ومع كل هزيمة هناك تغيير على مستوى المدرب وهذه حالة عربية خاصة تستحق الدراسة.

فالتغيير في الأطقم الفنية لدينا وعلى مستوى جميع اللعبات والبطولات هو تغيير شامل ومستمر من دون تحقيق أي إنجاز.

فالتغيير لم يأت لنا بالنجاح وإنما كان التغيير في معظم الأحيان سلبيا جدا لأننا نسير من إخفاق إلى آخر.

الاستقرار على المستوى الفني باعتقادي أكثر إنتاجا من التغيير، لأن الفرق والمنتخبات التي تمتلك الاستقرار فنيا هي الأكثر قدرة على المنافسة وتحقيق الإنجازات على عكس المنتخبات والأندية كثيرة التغييرات.

في أوروبا الاستقرار الفني هو القاعدة والتغيير هو ما يشذ عن القاعدة، ولدينا التغيير على المستوى الفني هو القاعدة والاستقرار هو الشاذ عنها وهذه مفارقة كبيرة.

ما نحتاجه لتطوير الرياضة العربية باعتقادي هو التغيير على المستوى الاستراتيجي والاستقرار على المستوى الفني، وبذلك يمكن أن نحقق النجاح.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3030 - الأربعاء 22 ديسمبر 2010م الموافق 16 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:11 ص

      الزدجالي

      كلام واقعي ومدروس ويعبر عن وضعنا في العالم العربي عامة، ودول الخليج خاصة.
      عندما نفشل لسؤ تخطيطنا، نبحث عن كبش فداء، ولانري سوى الفنيين والمدربين. نقيلهم وندفع الغرمات ونبحث عن بدلاء اخرين لنقيلهم في الفشل القادم. لنظمن استمراريتنا.

اقرأ ايضاً