العدد 3030 - الأربعاء 22 ديسمبر 2010م الموافق 16 محرم 1432هـ

تفاقم الوضع الإنساني في أفغانستان يقلق المنظمات الإنسانية

في الوقت الذي لا تظهر فيه بوادر لتراجع الحرب في أفغانستان، تحذر المنظمات الإنسانية والمحللون من احتمال تزايد البؤس المرتبط بالصراع كالنزوح الداخلي والحرمان من الخدمات الصحية الأساسية وسقوط ضحايا من المدنيين خلال 2011.

وفي هذا الإطار، قال رئيس مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفغانستان، ريتو ستوكر يوم 15 ديسمبر/ كانون الأول: «إننا نشعر بقلق متزايد إزاء الصراع الذي دخل سنته التاسعة، ومازال ينتشر ويزداد حدة، (ومن المحتمل) أن نرى عاماً آخر من الصراع يتسبب في عواقب وخيمة على المدنيين».

وقالت إن مقتل المدنيين والإصابات الناجمة عن النزاع استمرت في الارتفاع خلال العامين الماضيين، وأجبرت المجتمعات المدنية على الانحياز لأحد طرفي الحرب. ووفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر، «استقبل مستشفى ميرويس في إقليم قندهار، الذي يخدم نحو أربعة ملايين شخص، أكثر من 2,650 مصاباً بإصابات ذات صلة بالأسلحة حتى الآن في 2010، مقارنة بما يزيد قليلاً عن 2,110 في العام 2009».

وفي الأشهر الستة الأولى من 2010، ذكرت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) أن عدد الضحايا من المدنيين بلغ 3,268 (1,271 قتيلاً و1,997 جريحاً)، أي بزيادة قدرها 31 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وفي ظل وجود أكثر من 1,750 موظفاً في 15 مكتباً محلياً، تعتبر أفغانستان أكبر عملية تقوم بها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العالم، بموازنة قدرها 89 مليون دولار لمساعدة السكان المتضررين من الصراع في 2011.


احتياجات أكثر من المال

وفي المناشدة الإنسانية التي أطلقت يوم 5 ديسمبر، طلبت 51 منظمة دولية ومحلية 678 مليون دولار لمساعدة الأشخاص الأكثر تعرضاً للخطر في أفغانستان في العام 2011 من خلال 134 مشروعاً. وتتوقع المناشدة أن يزيد عدد النازحين داخلياً من 320,000 شخص في 2010 إلى 440,000 شخص في 2011. وصرحت نائب منسق الإغاثة الطارئة ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية، كاثرين براغ للصحافيين عند إطلاق هذه المناشدة أن «آثار الصراع المستمر والكوارث الطبيعية المستوطنة على الناس في أفغانستان لا تزال هائلة، الأمر الذي يتطلب استمرار تقديم المساعدة لإنقاذ الأرواح».

ولكن المال وحده لا يكفي لكي تنقذ المنظمات الإنسانية الأرواح في أفغانستان، فالوصول إلى الناس في المناطق غير الآمنة والحصانة من التعرض للهجمات والترهيب تعتبر متطلبات رئيسية أيضاً.

ولا تستطيع وكالات الأمم المتحدة وغيرها من منظمات الإغاثة الدولية الوصول إلى أكثر من نصف البلاد، بما في ذلك بعض أسوأ المناطق المتضررة من النزاع. وعلى الرغم من التقلص المطرد للهجمات المسلحة المتعمدة على العاملين في المجال الإنساني الذين لا ينظر إليهم على أنهم منحازين إلى الأطراف الفاعلة العسكرية والسياسية خلال العام الماضي، وفقاً لمكتب سلامة المنظمات غير الحكومية في أفغانستان، إلا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تشعر بقلق متزايد إزاء انتشار العناصر المسلحة، التي كثيراً ما تحول دون أداء العمل الإنساني وتشكل خطراً كبيراً على المدنيين.

وقال أحمد رشيد، وهو صحافي باكستاني ومؤلف كتاب «طالبان»، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): «أعتقد أن الاختبار الحاسم سيكون في ربيع 2011. وإذا رأينا عودة عنف طالبان في العام 2011 الذي شاهدناه في 2010، فإنني أعتقد أن الوضع كله سيصبح خطيراً جداً». بدوره، قال مات والدمان، وهو محلل مستقل متخصص في شئون أفغانستان، أن عدداً أكبر من المدنيين الأفغان سيصبحون ضحايا الصراع المتصاعد في العام المقبل. وحذر من أن «كل الدلائل تشير إلى أن التصعيد العسكري من جانب حلف الناتو سيقابل بتصعيد مماثل من قبل طالبان»، مضيفاً أن الظروف يمكن أن تتحسن فقط إذا حدث إصلاح سياسي وعملية سلام متعددة الطبقات مع «طالبان» بدعم من الولايات المتحدة، «ولا يمكن أن يحدث أيهما في وقت قريب».

العدد 3030 - الأربعاء 22 ديسمبر 2010م الموافق 16 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً