العدد 3029 - الثلثاء 21 ديسمبر 2010م الموافق 15 محرم 1432هـ

«ويكيليكس» وزارة التنمية الاجتماعية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لم نفاجأ بشكوى مؤسسات المجتمع المدني من سوء معاملة وزارة التنمية الاجتماعية، لمعرفتنا عن قرب بمعاناتها الطويلة، وإنّما فوجئنا للأسماء الواردة في الرسالة التي تسرّبت مؤخراً على طريقة الـ «ويكيليكس»!

الرسالة المؤرخة بالثالث من مارس/ آذار الماضي، مكوّنة من ثلاث صفحات، وفي الصفحة الرابعة أسماء المنظمات الأهلية التي ضجّت بالشكوى، أغلبها جمعياتٌ نسائية، وفي مقدمتها الاتحاد النسائي، بالإضافة إلى «جمعية الاجتماعيين» و «الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان»، و «المنتدى». وفي الوقت الذي خاضت فيه الوزارة معارك شرسة مع منظمات أهلية على خلفية سياسية أو دينية سابقاً، يلاحظ أن قائمة المنظمات الجديدة من اتجاهات فكرية شتى، وأكثرها بعيدٌ عن المعارضة والتسييس. فالرسالة أبرزت مشاكل أخرى غير الاستهداف السياسي المتعمد، من تخبط وسوء إدارة ومعاملة فوقية، مع التركيبة الداخلية للطاقم الوزاري الحالي.

بخصوص النقطة الأخيرة، انتقدناها مراراً، فلا تتوقع أن ينجح طاقمٌ إداريٌ كلّ خبرته التعامل مع طالبات المرحلة الإعدادية، حين يمارس كل «مؤهلاته» في الضبط والقهر على منظمات أهلية طوعية، يقوم عليها إداريون أغلبهم في العقدين الرابع والخامس من العمر.

التخبط والتعامل الفوقي وسوء المعاملة كانت من أبرز سمات الطاقم المعني، والوقائع مازالت حاضرةً في ذاكرة الجمهور، ولعلّ آخرها القرار التعسفي في إغلاق أقدم جمعية حقوقية في البحرين، واستبدال إدارتها الشرعية المنتخبة بأحد الموظفين. وهي خطوةٌ أحرجت الحكومة وأثارت استنكار الرأي العام والمؤسسات الحقوقية الدولية.

المنظمات الأهلية صاحبة الشكوى، عبّرت عن امتعاضها من مديرة إدارة المنظمات، لتدني مستوى التعامل والتواصل، والقرارات المجحفة بحق المجتمع المدني وتاريخه الطويل في العمل التطوعي التنموي. وفي تصريحه لـ «الوسط» أمس، أشار أحد الشوريين الليبراليين إلى أن المشكلة تكمن في قانون الجمعيات نفسه، الذي صدر في ظروف سياسية وتاريخية كان فيها المنع هو الأساس والسماح هو الاستثناء، وبالتالي يتوجب تعديل أو استبدال هذا القانون المقيد للعمل الأهلي، واعترف بوجود مشكلة في العقلية التي تطبق القانون بتعسف وتعقيد.

أحد النواب الجدد أشار إلى أن المشاكل التي تعاني منها مؤسسات المجتمع المدني ليست جديدة، بل هي نتاج سنوات طويلة وقد آن الأوان لتصحيح هذا الوضع الخاطئ، مستشهداً بتجميد حسابات بعض الصناديق الخيرية التي تخلفت عن استكمال إجراءات التحول إلى جمعيات خيرية.

ما لم يشر إليه النائب، أن الوزارة عاقبت جميع الصناديق الخيرية دون استثناء، بتجميد حساباتها، وأربكت أعمالها طوال الأشهر الثلاثة الماضية، بهذا القرار التعسفي. وعندما أثرنا الموضوع في الصحافة قبل أسابيع، حاولتْ لملمة الوضع باستدعاء الصناديق لإقناعها بالتحول بعد التوقيع على نظام موحّد لم يتم استشارتها فيه. وبعد كل هذا الجهد والبهرجة والضجيج، لم يتحوّل أكثر من 22 صندوقاً من مجموع 84، ما يكشف حجم انعدام الثقة بالوزارة.

بحكم متابعتي لموضوع التحوّل من صناديق إلى جمعيات، أجزم بأنها كانت زوبعةً صاخبةً في فنجان فارغ، اختلقها الطاقم الإداري في بداية عهده بالوزارة قبل خمسة أعوام، عبر فاكسه التاريخي الذي هدّد الصناديق بالحلّ إذا لم تتحوّل خلال أسبوعين! وقد مرّت كل هذه الأعوام ولم يتحوّل غير ربع الصناديق، بعد مشوار طويل من المماحكات، انتقل خلالها الموضوع من السجال الصحافي بين الوزارة والصناديق، إلى مجلسي النواب والشورى، حتى وصل إلى رئاسة الوزراء، حيث صدر قبل عام أمرٌ بتسهيل التحوّل الذي لم يتم.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3029 - الثلثاء 21 ديسمبر 2010م الموافق 15 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 12:15 م

      متى يأتي اليوم الذي نرى فيه الشخص المناسب في المكان المناسب

      لما كان المنع هو السائد (أي بمعنى منع الوزارة المعنية لإشهار بعض الصناديق) في الأيام السوداء، ماذا كانت النتيجة؟ هل توقفة الأعمال الخيرية؟ وهل أعاقة الرجال الطيبة تلك القرارات الظالمة؟ أبداً وحياتكم، كانوا يعملون ليلاً ونهاراً من أجل مساعدة الفقراء والمساكين، نعم لقد أجبرتهم الظروف للعمل في الخفاء في بعض الحيثيات وذلك لتجنب الظلم والإطهاد. ولكن القافلة كانت ولا زالت وستبقى تسير بإذن الواحد الأحد

    • زائر 20 | 10:46 ص

      شيعي من المنامة

      صادق والله يا سيد قاسم، حتى احنه رفعت علينا الوزارة قضية وجاية بتحبس رئيس صندوقنا.

    • زائر 19 | 10:46 ص

      كم اكره هذه الوزارة!!!!!!

      هذه ليست للتنية الاجتماعية بل تنمية للمشاكل والطائفية والعنصرية

    • زائر 18 | 10:24 ص

      زائر

      زائر رقم 16 قصدك مسلم من الرفاع

    • زائر 17 | 9:28 ص

      سني من الرفاع

      صح لسانك سيدنا

    • زائر 16 | 7:21 ص

      الى الزائرين 4 و 8

      صدق انكم ما تفهمون
      زين جدي جبتون السوالف ليكم

    • زائر 15 | 5:36 ص

      ويش السالفة؟

      الحين انتون تركتون وزارة التنمية والمشاكل اللي سببتها للصناديق والجمعيات النسائية والحقوقية اللي يطرحها السيد، ودايرين لبعضكم؟.... صج ما عندكم سالفة، شنو فيكم اليوم؟ شاربين عشرق؟؟

    • زائر 14 | 4:45 ص

      الى زائر 7 و 11|مازن البحراني

      ايها الزائر العزيز ان هولاء الزوار اعني 4 و 8 ، كلاهما لا يفهمان بمعنى احمقان ، ومن الحمق ما قتل ، وانظر الى اخلاقهما بقولهما لي مازن ماجن
      وليرجع معلقي الوسط الى قاموس اللغة العربية ليعرفوا ما معنى ماجن
      ولكن للاسف حذف تعليقي ووضع تعليقهم
      انت اولى بالمجون مني يا زائر 8
      ثم قولي اعمام ، يعني هولاء يعتبرون انفسهم اعمامنا يا احمق الحمقى
      واعلم ان السيد من افضل الكتاب لدي ولي معرفة به من قبل مولدك يا احمق

    • زائر 13 | 3:43 ص

      ماهذا

      هل هذه الوزارة هي للتنمية الإجتماعية فعلاً ؟! أم لأمور أخرى !

    • زائر 11 | 2:58 ص

      3 , 4

      يبدو انكم لا تفهون او لا تقرأون جيدا .
      الكاتب رقم 2 يقصصد عكس ما فهمتوا

    • زائر 10 | 1:29 ص

      مخالفات الوزارة للقانون

      صدق مثل ما قلت رقم 1، احنه ابتلينا، يجيبون لهم موظفين فاشيلين من المدارس ما عندهم خبرة ولا لياقة ولا لباقة، والنتيجة قارات متعسفة ضد الصناديق الخيرية، يدفع ثمنها الفقراء. وإلا ما معنى اتجميد حسابات الصناديق؟ لماذا؟ وماذا لو رفضوا التحول من صندوق الى جمعية؟ هل يحق للوزيرة تجميدها أو اغلاقها؟ اليس ذلك مخالف للقانون؟

    • زائر 9 | 1:25 ص

      البلاء عام

      انا كنت افكر بأن التعسف والتفلسف كان ضد الصناديق الخيرية فقط، تبين ان البلاء يعم، فلم تبق جمعية نسائية ولا حقوقية ولا منتدى تابع لليبراليين إلا وهم يشكون من هذا التعامل الفاشل مع المؤسسات الاجتماعية.والا ما معنى عرقلة عمل جمعية نهضة فتاة البحرين وجمعية اوال وجمعية المرأة والطفولة؟ ألم يحن الوقت لاصلاح هذا الخطأ؟ ام ستستمر هذه السياسات الفاشلة؟

    • زائر 8 | 1:23 ص

      أزل عن قلبك العفن أو ستبقى أرعنا

      يا مازن
      كن متزنا
      وازل عن فلبك
      العفنَ
      اعمام من بعبوديتك
      ونحن احرار هنا
      نقدنا نجود به
      عزا لبحريننا
      عي ذلك ياصاحبي
      وازل عنك فكرا
      ماجنا
      يا مازنُ كن متزنا
      وازل عن قلبك
      العفنَ

    • زائر 7 | 12:49 ص

      زائر3+4

      قبل التعليق يجب التمعن والقراءة جيدا ً.

    • زائر 6 | 12:42 ص

      ؟؟

      وماذا نرتجي من وزارة شعارها نرمي بالفرد ونرمي بالمجتمع؟!!

    • زائر 5 | 12:27 ص

      ما الفرق بين الجمعية الصندوق؟ لولا الفراغ

      مثلما قلت يا سيد، الوزارة لم تجد لها عملا غير التلهي بالصناديق الخيرية التي تقزوم بواجبها تجاه المجتمع. وإلا شنو يفرق بين اسم جمعية وصندوق؟ ترى حتى اللي حولوا ما تغير عليهم شيء. وكان القرار بتجميد الحسابات ضرر كل الصناديق من كل المناطق دون استثناء.

    • زائر 4 | 11:49 م

      عيب!!!!

      عيب يا مازن ....عيب هذه اللغة.. إن كنت مازنا!

    • زائر 3 | 11:39 م

      اخطات

      انا لا اتصور ان الكتاب الاحرار يعتقدون بنظرية الاعمام انما يعتقد بها كتاب العبيد.اخطات يا مازن البحرانب

    • زائر 2 | 10:21 م

      ما حكم من يروج لويكلكيس وزارة التنمية |مازن البحرانب

      الذي اريد ان اعرفه ما الذي سيتهم فيه السيد بعد كتابة هذا الويكليكس , طبعاً ومن منطلق ان هذا الكاتب طالما يتجرأ على أعمامه ، فوجب تأديبه بتهمة تشوية صورة وزارة في وطنها ..
      يحكم عليك بالسجن 30 سنة مع الاشغال والكهرباء والماء والتأمين وعلاوة الغلاء ورفع الدعم وزيادة الاسعار وخلط الطحين بالماي

    • زائر 1 | 8:54 م

      وابتلينا احنا

اقرأ ايضاً